الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبُو العَتَاهِيَة:
مَنْ أحَسَّ لِي أهْلَ الْقُبورِ وَمَنْ رَأى
…
مَنَ أحَسْهُمْ لي بَيْنَ أَطْبَاقِ الثْرى
مَنَ أَحَسَّ لِي مَنْ كُنْتُ آلَفُهُ وَيَأْ
…
لَفُني فَقَدْ أَنْكَرْتُ بُعْدَ المُلْتَقى
مَنَ أحسَهُ لي إذْ يُعالِجُ غُصَّةً
…
مُتَشاغِلاً بِعِلاجِهَا عَمِّنْ دَعَا
مَنَ أحَسِّهُ لي فَوْقَ ظَهْرِ سرِيرِهِ
…
يَمْشي بِهِ نَفَرٌ إلى بَيْتِ الْبِلى
يا أيُّها الْحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ
…
أفْنيْتَ عُمْرَكَ بِالتَّعَلُّلِ وَالْمُنى
أمَّا المَشيبُ فَقَدْ كَسَاكَ رِداءَهُ
…
وَابْتَزَّ عَنْ كَتِفَيْكَ أثْوابَ الصِّبا
وَلَقَدْ مَضى القُرْنُ الِّذينَ عَهِدْتَهُمْ
…
لِسَبيلِهِمْ وَلَتَلْحَقَنَّ بِمَنْ مَضَى
وَلَقَلِّ مَا تَبْقى فَكُنْ مُتَوَقّعًا
…
وَلَقَلِّ مَا يَصْفو سُرورُكَ إنْ صَفَا
وَهِيَ السَِبيلُ فَخُذْ لِذلِكَ عُدَّةً
…
فَكَأَنَّ يَوْمَكَ عَنْ قَريبٍ قَدْ أَتى
إنَّ الْغنِى لَهُوَ الْقُنوعُ بِعَيْنِهِ
…
مَا أَبْعَدَ الطَّبِعَ الْحَريصَ مِنَ الْغِنى
لا يَشْغَلَنَّكَ لَوْ وَليْتَ عَنِ الَّذي
…
أَصْبَحْتَ فيهِ ولا لَعَلِّ ولا عَسى
خالِفْ هَواكَ إذا دَعاكَ لِريبَةٍ
…
فَلَرُبِّ خَيْرٍ في مُخَالَفَةِ الْهَوى
عَلَمَ الْمَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمريدِهِ
…
وَأرى القْلُوبَ عَنِ الْمَحَجَّةِ في عَمى
وَلَقَدْ عَجِبْتُ لِهَالِكٍ وَنَجَاتُهُ
…
مَوْجودَةٌ وَلَقَدْ عَجِبْتُ لِمَنْ نَجَا
وَعَجِبْتُ إذْ نَسِيَ الْحمِامَ وَلَيْس مِنْ
…
دونِ الْحمامِ وَإنْ تَأَخَّرَ مُنْتَهى
ساعاتُ لَيْلِكَ والنهَّارِ كِلَيْهِمَا
…
رُسُلٌ إلَيْكَ وَهُنْ يُسْرِعْنَ الْخُطى
وَلَئِنْ نَجَوْتَ فَإِنما هِيَ رَحْمَةُ الْـ
…
ـمَلِكِ الرَّحيمِ وَإنْ هَلَكْتَ فَبِالْجَزا
يا ساكِنَ الدُّنْيَا أمِنْتَ زوالها
…
ولقد ترى الأيام دائرة الرحى
أين اللألى بنوا الحصون وَجنَّدوا
…
فيها الجنُودَ تَعَزُّزًا أيْنَ الألى
…
أَيْنَ الْحُماةُ الصابِرونَ حمِيَّةً
…
يَوْمَ الْهِياجِ لِحَرِّ مُجْتَلَبِ القْنَا
وَذّوُو المَنابِرِ وَالْعَساكِرِ وَالدسَّا
…
كِرِ وَالمَحاضِرِ وَالمدَائِنِ وَالْقُرى
وَذَوُوا المَواكِبِ والمَراكِبِ والكَتا
…
ئِبِ وَالنَّجِائِبِ وَالمَراتِبِ في الْعُلى
أفْنَاهُمُ مَلِكُ الملُوكِ فأَصْبَحوا
…
ما مِنْهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى
وَهُوَ الْخَفيُّ الظاهِرُ المَلِكُ الَّذي
…
هُوَ لَمْ يَزَلْ مَلكًا على الْعَرْشِ اسْتَوى
وَهُوَ المُقَدِّرُ وَالمُدَبِّرُ خَلْقَهُ
…
وَهُوَ الَّذي في المُلْكِ لَيْسَ لَهُ سِوى
وَهُوَ الَّذي يَقْضي بِما هُوَ أَهْلُهُ
…
فينَا وَلا يُقْضى عَلَيْهِ إذا قَضى
وَهُوَ الَّذي بَعَثَ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا
…
صَلَّى الإِلهُ عَلى النَّبِيِّ المُصْطَفى
وَهُوَ الَّذي أَنْجِى وَأَنْقَذَنَا بِهِ
…
بَعْدَ الضلَاّلِ منَ الضَّلالِ إلى الْهُدى
حَتى مَتى لا تَرْعَوي يا صاحِبي
…
حَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإلى مَتى
وَاللَّيْلُ يَذْهَبُ وَالْنَّهارُ وَفيهِما
…
عِبَرٌ تَمُرُّ وَفِكْرَةٌ لأُولي النُّهى
حَتى مَتى تَبْغي عِمارَةَ مَنْزِلٍ
…
لا تأْمَنُ الرَّوْعاتِ فيهِ وَلا الأَذى
يا مَعْشَرَ الأَمْواتِ يا ضيفانَ تُرْ
…
بِ الأَرْضِ كَيْفَ وَجَدْتمُ طَعْمَ الثُّرى
أَهْلَ الْقُبورِ مَحا التُّرابُ وُجوهكُمْ
…
أهْلَ الْقُبورِ تَغَيَّرَتْ تِلْكَ الْحُلى
أَهْلَ الْقُبورِ كَفى بِنَأْيِ دِيارِكُمْ
…
إنَّ الدِّيارَ بِكُمْ لشَاحِطَةُ النَّوى
أَهْلَ الْقُبورِ لا تَواصُلَ بَيْنَكُمْ
…
مَنْ ماتَ أصْبَحَ حَبْلُهُ رَثَّ الْقُوَى
كَمْ مِنْ أَخٍ ليَ قَدْ وَقَفْتُ بِقَبْرِهِ
…
فَدَعَوْتُهُ للهِ دَرُّكَ مِنْ فَتى
أأُخَيَّ لَمْ يقِكَ المَنيَّةَ إِذْ أَتت
…
ما كانَ أَطْعَمَكَ الطَّبيبُ وَما سَقى
أَأُخَيَّ لَمْ تُغْنِ التَّمائِمُ عَنْكَ ما
…
قَدْ كُنْتُ أحْذَرُهُ عَلَيْكَ وَلا الرُّقى
أَأُخَيَّ كَيْفَ وَجَدْتَ مَسَّ خُشونَةِ الْـ
…
ـمَأوى وَكَيْفَ وَجَدْتَ ضيقَ المُتَّكا
قَدْ كُنْتُ أفُرَقُ مِنْ فرِاقِكَ سالِمًا
…
فَأَجَلُّ منْهُ فِراقُ دائِرَةِ الرَّدى
فَالْيَوْمَ حُقَّ لِيَ التَّوَجُّعُ إِذْ جَرى
…
قَدَرُ الإِلهِ عَلَيَّ فيكَ بِما جَرى
تَبْكيكَ عَيْني ثُمَّ قَلْبي حَسْرَةً
…
وَتَقَطُّعًا مِنْهُ عَلَيْكَ إذا بَكى