الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث عشر: ما جاء في كراهية بعض الألفاظ:
أ - التسمي بملك الأملاك:
قال صلى الله عليه وسلم: "إن أخنع اسمٍ عند الله رجل يسمى ملك الأملاك، لا مالك إلَّا الله"
(1)
.
فالذي تسمى بهذا الاسم قد تعدى على مقام الربوبية، إذ الله سبحانه هو ملك الأملاك، ولذا قال صلى الله عليه وسلم:"لا مالك إلَّا الله". فالذي تسمى ملك الأملاك أو ملك الملوك، قد بلغ الغاية من الكفر والكذب
(2)
.
قال القرطبي: "المسمى بهذا الاسم قد انتهى من الكبر إلى الغاية التي لا تنبغي لمخلوق وأنه قد تعاطى ما هو خاص بالإله الحق إذ لا يصدق هذا الاسم بالحقيقة إلَّا على الله تعالى فعوقب على ذلك من الإذلال والإخساس والاسترذال بما لم يعاقب به أحد من المخلوقين"
(3)
.
قل ابن القيم: "لما كان الملك الحق لله وحده، ولا ملك على الحقيقة سواه، كان أخنع اسم وأوضعه عنده وأغضبه له اسم "شاهان شاه" أي ملك الملوك، وسلطان السلاطين، فإن ذلك ليس لأحد غير الله فتسميته بهذا من أبطل الباطل"
(4)
.
ب - كلمة (لو):
من كمال التوحيد الاستسلام للقضاء والقدر، والعبد مأمور عند
(1)
رواه البخاري في كتاب الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله ح (6206)(10/ 604) ومسلم في كتاب الآداب باب تحريم التسمي بملك الأملاك وبملك الملوك ح (2143)(14/ 368).
(2)
تيسير العزيز الحميد ص (612).
(3)
المفهم (5/ 455).
(4)
زاد المعاد (2/ 340).
المصائب بالصبر والاحتساب وقول "لو" لا يرد القدر، بل ربما دل على التضجر والاعتراض على القدر
(1)
.
قال صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"
(2)
.
قال القرطبي: "نهي الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن قول "لو" محمول على من يقول ذلك معتمدًا على الأسباب معرضًا عن المقدور، أو متضجرًا منه، كما حكاه الله من قول المنافقين حيث قالوا:{لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}
(3)
ثم رَّد الله قولهم، وبيَّن عجزهم فقال:{قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
(4)
.. فالواجب عند وقوع المقدور التسليم لأمر الله، وترك الاعتراض على الله، والإعراض عن الالتفات إلى ما فات، فيجوز النطق بـ "لو" عند السلامة من تلك الآفات"
(5)
.
وأمَّا ما جاء في الأحاديث مما يخالف ظاهره هذا الحديث، فالصحيح أنه لا تعارض بينها، إذ كل ما جاء خبر عن مستقبل لا اعتراض فيه على قدر، ولا كراهة، وإنما المنهي عنه ما كان في معارضته القدر مع اعتقاد أن ذلك المانع لو يقع لوقع خلاف المقدور
(6)
.
(1)
انظر: تيسير العزيز الحميد ص (661).
(2)
رواه مسلم في كتاب القدر باب الأمر بالقوة وترك العجز ح (2664)(16/ 455).
(3)
سورة آل عمران، الآية:168.
(4)
سورة آل عمران، الآية:168.
(5)
المفهم (4/ 638).
(6)
انظر: تيسير العزيز الحميد ص (667، 668).