الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول تعريف أشراط الساعة وأقسامها
أولًا: تعريف أشراط الساعة:
قال القرطبي: "الأشراط: هي الأمارات والعلامات، ومنه قوله تعالى:{جَاءَ أَشْرَاطُهَا}
(1)
وبها سُمِّي الشُّرط لأنهم يَعَلِّمون أنفسهم بعلامات يعرفون بها"
(2)
.
وقال المازري: "أشراط الساعة بمعنى علاماتها ومنها سُمُّوا أصحاب الشرط؛ لأنه كان لهم في القديم علامات يعرفون بها ومنه: الشرط في كذا بمعنى أنه عَلَمٌ عليه"
(3)
.
وفي معنى الساعة قال القرطبي: "الساعة في أصل الوضع: مقدار ما من الزمان غير معين ولا محدود لقوله تعالى: {مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}
(4)
.
وفي عرف أهل الشرع: "عبارة عن يوم القيامة، وفي عرف المعدلين
(5)
جزء من أربعة وعشرين جزءًا من أوقات الليل والنهار"
(6)
.
ثانيا: أقسامها:
بين القرطبي أن أشراط الساعة تنقسم إلى قسمين، فقال عند شرحه لحديث جبريل: "اقتصر في هذا الحديث على ذكر بعض الأشراط التي
(1)
سورة محمد، الآية:18.
(2)
المفهم (1/ 147).
(3)
المعلم (2/ 148).
(4)
سورة الروم، الآية:55.
(5)
المعدِّلون: "المشتغلون بالحساب وتقدير الزمن".
(6)
المفهم (1/ 147).
يكون وقوعها قريبًا من زمانه وإلَّا فالشروط كثيرة، وهي أكثر مما ذكر هنا كما دل عليه الكتاب والسنة، ثم إنها منقسمة إلى ما يكون المعتاد، كهذه الأشراط المذكورة في هذا الحديث، وكرفع العلم وظهور الجهل، وكثرة الزنى، وشرب الخمر، إلى غير ذلك، وأما التي ليست من النوع المعتاد: كخروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم، وخروج يأجوج ومأجوج، ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها والدخان، والنار التي تسوق الناس وتحشرهم"
(1)
.
والتي تكون من النوع المعتاد هي أشراط الساعة الصغرى وقد يظهر بعضها مصاحبًا للأشراط الكبرى أو بعدها. والتي تكون من النوع غير المعتاد هي أشراط الساعة الكبرى، والتي تظهر قرب قيام الساعة
(2)
.
(1)
المفهم (1/ 155).
(2)
انظر: أشراط الساعة ليوسف بن عبد الله الوابل ص (77).