الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس: أقسامها:
قال القرطبي: "أسماء الله تعالى من جهة دلالتها أربعة أضرب:
فمنها: ما يدل على الذات مجردة، كاسم "الله تعالى" على قول من يقول: إنه علم غير مشتق وهو الخليل وغيره؛ لأنه يدل على الوجود الحق الموصوف بصفات الجلال والكمال دلالة مطلقة غير مقيدة بقيد ولأنه أشهر أسمائه، ومنها: ما يدل على صفات الباري تعالى الثابتة له كالعالم
(1)
، والقادر، والسميع، والبصير. ومنها: ما يدل على إضافة أمر ما إليه
(2)
كالخالق والرازق. ومنها: ما يدل على سلب شيء عنه
(3)
، كالقدوس، والسلام. وهذه الأقسام الأربعة لازمة منحصرة دائرة بين النفي والإثبات، فاختبرها تجدها كذلك"
(4)
.
وقد ذكر ابن القيم هذا التقسيم في بدائع الفوائد
(5)
.
المطلب السادس: اسم الله الأعظم:
اختلف العلماء في اسم الله الأعظم، فذهب البعض إلى نفي ذلك بمعنى أنه ليس لله اسمٌ أعظم، له مزايا وخصائص تميزه عن سائر الأسماء، وإلى هذا ذهب الطبري والأشعري، والباقلاني، وغيرهم.
(1)
وهي وإن دلت على إضافة أمر إليه كالخلق والرزق، إلَّا أنها صفات ثابتة لله تعالى أزلًا وأبدًا. قال الطحاوي: ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري. شرح الطحاوية (1/ 109).
(2)
العالم لم تأت وصفًا لله تعالى إلَّا مضافة كقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ} [الأنعام: 73] وأما بالأفراد فالعليم.
(3)
أي التنزيه والتقديس بنفي صفات النقص عنه وهذا النفي يدل على إثبات صفات الكمال له ويتضح هذا في اسم القدوس والسلام.
(4)
المفهم (7/ 15).
(5)
بدائع الفوائد (1/ 166).
وذهب الجمهور إلى إثبات الاسم الأعظم لله تعالى لورود النص الصريح بذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وهذا الذي ذهب إليه القرطبي تبعًا لجمهور العلماء، ثم اختلف الجمهور في تحديد اسم الله الأعظم. ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح أربعة عشر قولًا
(2)
. فذهب كثير من العلماء إلى أنه: لفظ الجلالة "الله" وذهب آخرون إلى أنه: "الحي القيوم"، وقيل:"ذو الجلال والإكرام"، ورجَّح الدُّكتور عبد الله الدميجي في كتابه "اسم الله الأعظم" أن تحديده على وجه القطع أمر متعذر
(3)
.
والقرطبي رحمه الله لم يصرِّح برأيه في هذه المسألة، إنما اكتفى بقوله وهو يتحدث عن سورتي البقرة وآل عمران وتسميتهما بالزهراوين:"ويقع لي أنهما سميتا بذلك لأنهما اشتركتا في تضمن اسم الله الأعظم، كما ذكر أبو داود من حديث أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}
(4)
والتي في سورة آل عمران: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
(5)
"
(6)
والله أعلم"
(7)
.
(1)
وقد خصه بعض العلماء بباب مستقل مثل: ابن ماجه حيث عقد بابًا باسم: اسم الله الأعظم وذلك في كتاب الدعاء من سننه وابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الدعاء (6/ 47).
والبغوي في شرح السنة في كتاب الدعوات باب ما قيل في الاسم الأعظم (3/ 309) وغيرهم.
(2)
فتح الباري (11/ 227).
(3)
اسم الله الأعظم ص (161) وانظر هذه الأقوال وغيرها على وجه التفصيل في هذا المرجع.
(4)
سورة البقرة، الآية:163.
(5)
سورة آل عمران، الآية:2.
(6)
رواه أبو داود في كتاب الصلاة باب الدعاء، والترمذي في أبواب الدعوات باب (65) وقال حديث حسن صحيح وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 229) برقم (980).
(7)
المفهم (2/ 430).