الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - أعمالهم:
أ-العبادة:
قال تعالى عنهم: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)}
(1)
، وقال تعالى:{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
(2)
فهم لا يسأمون ولا يتعبون من العبادة لأن الله تعالى خلقهم كذلك، أما الإنسان فلا يطيق ما يطيقون؛ لأنه كما قال تعالى:{وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)}
(3)
، قال القرطبي:"دوام الذكر وعدم الفترة من خاصية الملائكة، إذ سنة الله في العالم الإنساني أنه متوسط بين عالمي الملائكة والشياطين فمكن الملائكة في الخير بحيث يفعلون ما يؤمرون ويسبحون الليل والنهار لا يفترون، ومكَّن الشياطين في الشر والإغواء بحيث لا يغفلون وجعل هذا العالم الإنساني متلونًا فيمكنه ويلونه"
(4)
.
ب - السفارة:
ومن وظائف الملائكة وأعمالهم السفارة بين الله تعالى، وبين رسله، فينزلون بالوحي على الأنبياء كما قال تعالى:{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)}
(5)
وكما قال تعالى: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ}
(6)
.
قال القرطبي: "السفرة: جمع سافر وهم ملائكة الوحي، سموا بذلك لأنهم يسفرون بين الله وبين خلقه"
(7)
.
(1)
سورة الأنبياء، الآية:20.
(2)
سورة النحل، الآية:50.
(3)
سورة النساء، الآية:28.
(4)
المفهم (7/ 67، 68). بتصرف.
(5)
سورة عبس، الآية: 15، 16.
(6)
سورة فاطر، الآية:1.
(7)
المفهم (2/ 425)، وانظر:(6/ 171).
ج - حفظ أعمال بني آدم:
قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}
(1)
، وقال تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)}
(2)
، قال القرطبي:"الحفظة ملازمةٌ للإنسان"
(3)
.
وعند شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار"
(4)
. قال: "هؤلاء الملائكة: إن كانوا هم الحفظة فسؤال الله لهم بقوله: "كيف تركتم عبادي؟ إنما هو سؤال عما أمرهم به من حفظهم لأعمالهم وكتبهم إياها عليهم وعلى أنهم هم الحفظة مذهب الجمهور وإن كانوا غيرهم - وهو الأظهر عندي - فسؤاله تعالى لهم: إنما هو على جهة التوبيخ لمن قال: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا}
(5)
وإظهارًا لما سبق في معلومه إذ قال لهم: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)}
(6)
"
(7)
.
د - حضور مجالس الذكر:
مجالس الذكر هي مجالس العلم، والملائكة عليهم السلام يحرصون على العلم، ويبسطون أجنحتهم لطالبه، كما قال صلى الله عليه وسلم:"إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم"
(8)
. قال القرطبي: "قيل:
(1)
سورة الانفطار، الآيات: 10 - 12.
(2)
سورة ق، الآية:18.
(3)
المفهم (5/ 421).
(4)
سبق تخريجه ص (500).
(5)
سورة البقرة، الآية:30.
(6)
سورة البقرة، الآية:30.
(7)
المفهم (2/ 261).
(8)
رواه الترمذي في أبواب العلم، باب في فضل الفقه على العبادة، وابن ماجة في باب فضل العلماء، والحث على طلب العلم، وصححه الألباني في صحيح - ابن ماجة (1/ 43).
معناه تخضع له وتعظمه، وقيل: تبسطها له بالدعاء لأن جناح الطائر يده"
(1)
. ومن الملائكة عليهم السلام الذين يسعون في الأرض يتبعون مجالس الذكر قال صلى الله عليه وسلم: "إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فُضْلًا يتتبعون مجالس الذكر"
(2)
قال القرطبي: "سيارة: يعني: سائرين يطلبون مجالس العلم والتذكير، وهي المجالس التي يذكر فيها كلام الله وسنة رسوله وأخبار السلف الصالحين"
(3)
.
هـ - القتال مع المؤمنين:
إذ قد يؤيد الله تعالى بملائكته من يشاء من عباده كما حدث هذا في معركة بدر وأحد، قال تعالى:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
(4)
.
(5)
.
والرسول صلى الله عليه وسلم عندما أُخبر عن الفارس الذي يقول: "أقدم حيزوم وضرب المشرك من غير أن يرى" قال: ذلك مدد السماء الثالثة"
(6)
.
(1)
المفهم (6/ 685).
(2)
رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل مجالس الذكر ح 2689 (17/ 17).
(3)
انظر: المفهم (7/ 11).
(4)
سورة الأنفال، الآية:9.
(5)
سورة آل عمران، الآيات: 123 - 125.
(6)
رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزة بدر ح 1763 (12/ 327).
قال القرطبي: "أي: من ملائكة السماء الثالثة التي أُمدُّوا بهم وهذا يدل: على أنهم كانوا أُمدُّوا بملائكة من كل سماء ويدل هذا الخبر على أن الملائكة قاتلت يومئذ وهو قول أكثر أهل العلم"
(1)
.
وبين القرطبي كيفية قتال الملائكة في هذه الحروب فقال: "قتال الملائكة للكفار يوم بدر ويوم أحد لم يخرج عن عادة القتال المعتاد بين الناس ولو أذن الله تعالى لملك من أولئك الملائكة بأن يصيح صيحة واحدة في عسكر العدو لهلكوا في لحظة واحدة أو لخسف بهم في موضعهم أو أسقط عليهم قطعة من الجبل المطل عليهم، لكن لو كان ذلك: لصار الخبر عيانًا والإيمان بالغيب مشاهدة فيبطل سرُّ التكليف فلا يتوجه يومُ ولا تعنيف كما قد صرح الله تعالى بذلك قولًا وذكرًا، إذ قال: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا
(2)
}
(3)
.
و- خزنة النار:
وهم ملائكة جعلهم الله تعالى غلاظًا شدادًا ليكون أشد في نكال وعذاب أهل النار. قال صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"
(4)
.
قال القرطبي: "ملائكتها - كما وصفهم الله تعالى -: {غِلَاظٌ
(1)
المفهم (3/ 577).
(2)
سورة الأنعام، الآية:158.
(3)
المفهم (6/ 101).
(4)
رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في شدة حر جهنم وبعد قعرها، وما تأخذ من المعذبين ح 2842 (17/ 185).