‌المطلب الثاني: شيوخه: - آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

سليمان بن حوط الله وبسبته من عبد الحق الخزرجي"

(1)

.

ولا شك أن القرطبي قد استفاد من هذه الرحلات الالتقاء بعدد كبير من العلماء في مختلف بلدان العالم الإسلامي.

وبعد استقراره في مصر أخذ عن علمائها مع تصديه للتدريس فيها.

وكان في بداية طلبه قد اشتغل بعلم الكلام ثم تركه واتجه للفقه والحديث.

قال ابن مسدي: "أخذ نفسه بعلم الكلام وأن الجوهر الفرد لا يقبل الانقسام وتغلغل في تلك الشعاب عدة أحقاب"

(2)

.

وقال المقري: "وكان يشتغل أولًا بالمعقول"

(3)

ويدل على ذلك تمكنه من علم الكلام ورده على الخائضين فيه

(4)

.

‌

‌المطلب الثاني: شيوخه:

أخذ أبو العباس العلم عن عدد من العلماء سواء في المشرق أو المغرب، وذلك خلال رحلاته العلمية، وتطوافه سائر الحواضر الإسلامية، ولكن مصادر ترجمته لم تزودنا إلَّا بعدد قليل منهم، لا يتناسبُ مع ما ذكر من كثرة رحلاته وتطوافه بسائر بلاد الإسلام، منذ نعومة أظفاره، فمنهم:

1 -

أبو محمد القاسم بن فيرة بن أبي القاسم الشاطبي، المقرئ الضرير، عالم بالقراءات، محدث، مفسر، لغوي، له "حرز الأماني ووجه

التهاني" قصيدة تزيد على ألف بيت في علم القراءات، وهي عمدة في هذا العلم، توفي بمصر سنة (590 هـ)

(1)

.

2 -

أبو ذر مصعب بن محمد بن مسعود الخشني، المحدث، الفقيه، اللغوي، إمامٌ في اللغة، ولي القضاء بجيان، ورحل إلى فاس، واستوطنها، وبها مات سنة (604 هـ). له عدة مؤلفات، منها:"شرح كتاب سيبويه"

(2)

. ذكره القرطبي في المفهم حيث قال: "وقد رويته كذلك من طريق شيخنا أبي ذر بن مسعود الخشني"

(3)

.

3 -

أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف الأزدي ابن الملجوم الزهراني، من أهل فاس، إمامٌ في اللغة والأدب، لقيه القرطبي بفاس، وسمع منه، توفي سنة (605 هـ)

(4)

.

4 -

أبو الصبر أيوب بن محمد الفهري، من أهل سبته، رحل إلى الأندلس والمشرق في طلب العلم، وأخذ عن عدد كبير من العلماء، توفي شهيدًا في معركة العقاب بالأندلس سنة (609 هـ)

(5)

. ذكره القرطبي في المفهم فقال: "وقد وجدت في أصل شيخنا أبي الصبر أيوب بن محمد الفهري السبتي"

(6)

، وكرر ذكره في أكثر من موضع

(7)

.

5 -

أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي، من أهل إشبيلية، طاف عامة

بلاد الأندلس لطلب العلم، ثم استوطن تلمسان، وفيها سمع منه القرطبي، وله عدة مؤلفات، منها:"الترغيب في الجهاد" توفي سنة (610 هـ)

(1)

.

6 -

أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داود بن حوط الله الأنصاري الحارثي، الفقيه، الأصولي، النحوي، الأديب، الحافظ، ولي القضاء في قرطبة وإشبيلية وسبتة وغيرها من بلاد الأندلس، توفي سنة (612 هـ)

(2)

. ذكره القرطبي في المفهم فقال: "فممن رويته عنه

…

والشيخ الفقيه القاضي الأعدل العلم الأعلم، أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داود بن حوط الله قراءة عليه وسماعًا لكثير منه وإجازة لسائره وذلك بقرطبة"

(3)

.

7 -

أبو إبراهيم تقي الدين عوض بن محمود الحميري البوستي المالكي، الفقيه الزاهد، العابد، سمع منه القرطبي بمصر توفي سنة (633 هـ)

(4)

. ذكره القرطبي ممن روى عنهم صحيح مسلم فقال: قرأته كله على الشيغ الفقيه الزاهد الفاضل تقي الدين أبي إبراهيم عوض بن محمود

(5)

.

8 -

أبو الحسين مرتضي بن العفيف حاتم بن المسلم الحارثي المصري، المقرئ المحدث العابد، الزاهد، توفي بمصر سنة (634 هـ)

(6)

.

وقد ذكره القرطبي فيمن روى عنهم صحيح مسلم فقال: وممن أجازه لي الشيخ الفقيه المحدث الزاهد التلاء للقرآن أبو الحسين مرتضي بن العفيف المقدسي"

(1)

.

9 -

أبو جعفر أحمد بن محمد القيسي القرطبي المعروف بابن حجة المقرئ المحدث الحافظ، درَّس بقرطبة وإشبيلية له مؤلفات منها:"منهاج العباد" أسر وعذب ثم توفي سنة (643 هـ)

(2)

.

10 -

أبو الفضل أحمد بن عبد العزيز بن الحسين بن الجباب التميمي السعدي المالكي، فخر القضاة، حدث عنه الدمياطي والمنذري، توفي سنة (648 هـ)

(3)

. ذكره القرطبي فيمن روى عنهم صحيح مسلم فقال: "ومنهم القاضي فخر القضاة أبو الفضل بن الجباب وأجازه لي"

(4)

.

11 -

أبو محمد زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري المصري الشافعي، الإمام، الحافظ، الشهير، له عدة مؤلفات، منها:"اختصار صحيح مسلم" و"الترغيب والترهيب" وغيرها، توفي سنة (656 هـ)

(5)

. وقد ذكره القرطبي في المفهم، فقال:"قال شيخنا أبو محمد عبد العظيم المنذري"

(6)

.

ومنهم عبد الحق بن محمد بن عبد الحق الخزرجي، وأبو الحسن