الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني البعث والنشور
(1)
(2)
، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل:"وتؤمن بالبعث الآخر"
(3)
.
قال القرطبي: "وصف البعث بالآخر يحتمل أن يكون على جهة التأكيد، كما قالوا: أمس الدابر، وأمس الذاهب، ويحتمل أن يقال: إن البعث إحياء بعد إماتة، وقد فعل الله ذلك مرتين فأحيانا بعد أن كنا نطفًا وعلقًا ومضغًا، وهي أموات، ثم يحيينا ليوم القيامة، وهو البعث الآخر، كما قال تعالى:{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}
(4)
"
(5)
.
صفة البعث والنشور:
جاء في صفة البعث والنشور، قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم يُنْزِلُ اللهُ من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء إلَّا يبلى إلَّا عظمًا واحدًا لا تأكله الأرض أبدًا هو عجبُ الذنب، ومنه يركب الخلق يوم
(1)
سورة الحج، الآيتان: 6، 7.
(2)
سورة التغابن، الآية:7.
(3)
سبق تخريجه ص (137).
(4)
سورة البقرة، الآية:28.
(5)
المفهم (1/ 151).
القيامة"
(1)
.
قال القرطبي: "قوله: "ثم ينزل الله من السماء ماء" يعني به بعد نفخة الصعق ينزل هذا الماء هو كمني الرجال، فتتكون فيه الأجسام بقدرة الله تعالى، وعن ذالك عبَّر بقوله: "فينبتون كما ينبت البقل، فإذا تهيأت الأجسام وكمُلَت نفخ في الصور نفخة البعث فخرجت الأرواح من المحال التي هي فيها، قال بعضهم: فتأتي كل روح إلى جسده فيحييها الله تعالى كل ذلك في لحظة، بدليل قوله تعالى:{فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}
(2)
"
(3)
.
وقال عن "عجب الذنب" الذي يركب منه الخلق يوم القيامة: "عجب الذنب" يقال بالباء والميم، وهو جزء لطيف في أسفل الصلب، وقيل هو رأس العصعص
…
وهو أول ما خلق منه الإنسان، ثم الله تعالى يبقيه إلى أن يركب الخلق منه تارة أخرى"
(4)
.
وبيَّن القرطبي أن الأرض تأكل لحوم بني آدم، كما جاء في هذا الحديث، وهو عام، لكن النبي والشهيد والمؤذن المحتسب مستثنى من هذا العموم"
(5)
.
(1)
هو حديث "بين النفختين أربعون" سبق تخريجه ص (816).
(2)
سورة الزمر، الآية:68.
(3)
المفهم (7/ 306).
(4)
المفهم (7/ 307).
(5)
انظر: المفهم (7/ 307).