الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصالحون؟ قال: "نعم، إذا ظهر الخبث"
(1)
.
وهذه الخسوفات قد وجد منها في مواضع من الأرض في الشرق والغرب قبل هذا الزمن
(2)
.
أما الخسوفات الثلاثة المذكورة في العشر آيات العظام فتكون خسوفات عظيمة.
قال ابن حجر: "وقد وجد الخسف في مواضع ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرًا زائدًا على ما وجد، كأن يكون أعظم منه مكانًا وقدرًا"
(3)
.
6 - الدخان:
(4)
.
والمعنى: انظر يا محمد بهؤلاء الكفار يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح يغشى الناس ويعمهم، وعند ذلك يقال لهم: هذا عذاب أليم، تقريعًا لهم، وتوببخًا، أو يقول بعضهم لبعض ذلك
(5)
.
وذهب ابن مسعود رضي الله عنه وجماعة من السلف إلى أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشًا من الشدة والجوع، عندما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
رواه الترمذي في أبواب الفتن، باب ما جاء في الخسف وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1355) ح/ 81561.
(2)
انظر: أشراط الساعة للوابل ص (174، 382).
(3)
فتح الباري (13/ 90).
(4)
سورة الدخان، الآية: 10، 11.
(5)
انظر: تفسير الطبري (11/ 228)، وتفسير القرطبي (16/ 87).
حين لم يستجيبوا له، فأصبحوا يرون في السماء كهيئة الدخان
(1)
.
والقرطبي رجَّح أن الدخان يأتي في آخر الزمان، ويكون من علامات الساعة حيث قال:"وأما الدخان فهو الذي دلَّ عليه قوله تعالى {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)} على ما ذهب إليه غير ابن مسعود، وهم جماعة من السلف، وهو مروي عن علي وابن عمر وأبي هريرة، وابن عباس، والحسن، وابن أبي مليكة، وروى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة دخانًا يمكث في الأرض أربعين يومًا"
(2)
.
"قلت -أي القرطبي-: ويؤيد هذا قوله تعالى في الآية {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} ، وقوله:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)} وهذا يبعد قول من قال: إنه الدخان الذي يعذب به الكفار يوم القيامة، وهو مروي عن زيد بن علي
(3)
.
وفي رده للقول الآخر المخالف لهذا القول الذي عليه ابن مسعود
(1)
رواه البخاري في كتاب التفسير، باب:{يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ح 4821 (8/ 434)، ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب الدخان ح 2798 (17/ 146).
(2)
أخرجه ابن جرير في تفسيره (11/ 228) وقال: "حدثني عصام بن رواد قال: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن سعيد الثوري قال: حدثنا منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول -ثم ساق الحديث وقال بعده: أنا لم أشهد لهذا الحديث بالصحة لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أن سأل روادًا عن هذا الحديث هل سمعه من سفيان؟ فقال له: لا، فقلت له: فقرأته عليه؟ فقال: لا، فقلت له: فقرئ عليه وأنت حاضر فأقرَّ به؟ فقال: لا، فقلت: فمن أين جئت به، قال: جاءني به قوم فعرضوه عليَّ وقالوا لي: اسمعه منَّا فقرأوه على ثم ذهبوا فحدثوا به عني. وقال ابن كثير بعد نقله لكلام ابن جرير السابق: وقد أجاد ابن جرير في هذا الحديث هاهنا فإنه موضوع بهذا السند. تفسير ابن كثير (4/ 140). وقال ابن حجر: إسناده ضعيف. فتح الباري (8/ 436).
(3)
المفهم (7/ 239).