الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أشعريته
(1)
.
وقال أيضًا: اشتمل المعلم على جملة صالحة من المسائل التي اختلفت فيها الأشعرية مع المعتزلة وانتصر فيها المازري لمذهبه العقائدي
(2)
.
وسيتضح هذا أكثر من خلال مباحث هذه الرسالة -إن شاء الله-.
المطلب السابع: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
يعتبر الإمام المازري علمًا من أعلام المذهب المالكي، فهو حامل لوائه في زمنه، وأحد العلماء الذين بلغوا رتبة علمية عالية شهد له بها علماء أفذاذ. ومما يدل على تلك المكانة اجتماع الأعداد الكبيرة من طلاب العلم على درسه وحرصهم على الأخذ عنه ومراسلة أعداد أخرى من شتى بلاد المغرب والأندلس له للأخذ عنه عن طريق الإجازة إضافة إلى مؤلفاته التي تدل على تضلعه بالعلوم وإسهامه في سائر الفنون.
لذا عده العلماء قد بلغ رتبة الاجتهاد وهي منزلة رفيعة لا يبلغها كل أحد.
قال صاحب شجرة النور عنه: الإمام خاتمة العلماء المحققين والأئمة الأعلام المجتهدين الحافظ النظار كان واسع الباع في العلم والاطلاع مع ذهن ثاقب ورسوخ تام بلغ رتبة الاجتهاد
(3)
.
وقال ابن دقيق العيد: ما رأيت أعجب من هذا -يعني المازري-
(1)
مقدمة المعلم (1/ 74).
(2)
مقدمة المعلم (1/ 81).
(3)
شجرة النور ص (127).
لأي شيء ما ادعى الاجتهاد
(1)
.
وقال الذهبي: الإمام العلامة البحر المتفنن
…
كان أحد الأذكياء الموصوفين والأئمة المتبحرين
(2)
.
وقال المقري: أحد الأئمة الأعلام المشار إليهم في حفظ الحديث والكلام عليه
(3)
. وقال ابن فرحون: كان آخر المشتغلين من شيوخ إفريقية بتحقيق الفقه ورتبة الاجتهاد ودقة النظر
(4)
.
وقال الحميري
(5)
: برع في العلم وانتهت إليه رياسة العلم في وقته ولا يسمى بالإمام أحد بإفريقية سواه وسارت مقالاته وفتاويه في الأقطار وقصد الناس إليه
(6)
.
قال الشيخ محمد المختار السلامي: برزت مكانته العلمية منذ عهد حداثته وازدادت تلك المكانة رسوخًا مع نضجه وتقدم سنه فإذا كان وهو ابن عشرين سنة مرجعًا للقاضي يعود إليه ولا يخرج عن رأيه وإنه منذ حداثته يهاب الشيوخ البالغون درجة الإفتاء مناظرته
(7)
فإن ذلك يدلك
(1)
الوافي بالوفيات (4/ 151).
(2)
سير أعلام النبلاء (20/ 104).
(3)
أزهار الرياض (3/ 165).
(4)
الديباج المذهب ص (375).
(5)
محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري الأندلسي، من أهل سبتة، توفي بعد سنة (900 هـ). كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون لحاجي خليفة (1/ 920)، الأعلام (7/ 53).
(6)
الروض المعطار ص (521).
(7)
قال في شرح التلقين: "وقد كنت في سن الحداثة وعمري عشرون عامًا وقع في نفسي أن القراءة في الشفع لا يستحب تعيينها إذا كانت عقب تهجد بالليل، وإنما الاستحباب يتوجه في حق من اقتصر على شفع الوتر، فأمرت من يصلي التراويح في رمضان أن يوتر عقيب فراغه من عدد الأشفاع، ويأتي بجميع مقروآته بالحزب الذي يقوم به فيه ويوتر عقيبه فتمالأ =
على أنه كان أرفع مقامًا، وأعلى شأنًا بعد ذهاب شيوخه وتفرده بالإمامه
(1)
. وهذه المكانة التي عرفها أهل العلم عرفها أهل السلطان فكتبوا إليه يستفتونه فيما يشكل عليهم
(2)
وهو لم يتول لهم قضاء ولا إفتاء.
= المشايخ المفتون حينئذ بالبلد على إنكار ذلك واجتمعوا بالقاضي، وكان ممن يقرأ عليَّ ويصرف الفتوى فيما يحكم إليَّ، فسألوه أن يمنع من ذلك، فأبى عليهم إلَّا أن يجتمعوا لمناظرتي على المسألة، فأبوا، فأبى". شرح التلقين (2/ 784).
(1)
مقدمة تحقيق شرح التلقين (1/ 98).
(2)
ومع ذلك لم يداهن في دين الله، ولم يجامل، إذ جاء في شرح التلقين قوله:"وقد كتب إليَّ سلطان يسألني عن الصلاة بمقصورة في قصره، الحائط مشترك بينها وبين الجامع، وأحب أن يصلي على أعلى الحائط المشترك مرتفعًا عن الناس محجوبًا عنهم، فأجبته بأن سر اشتراط الجامع والجماعة في الجمعة بخلاف غيرها من الصلوات أنها صلاة قصد بها المباهاة والإشادة والإعلان، ولهذا جهر بالقراءة فيها، وإن كانت نهارًا، وجعل فيها الخطبة، فكل معنى تكمل المباهاة فيه ويزيد فيه بهاء الإسلام كان أولى أن يسلك، والإخفاء والاستتتار نقيض الغرض الذي أشار إليه الشرع، فلما كتبت إليه بهذا امتنع من إحداثه". شرح التلقين (3/ 972).