الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ظاهر في مجال التأليف في العلوم الشرعية عمومًا، وفي الفقه المالكي خصوصًا كما ظهر ذلك من خلال بعض مؤلفاته الفقهية ....
أما أثره في المذهب المالكي فهو ظاهر جدًّا وذلك من خلال ما يلي:
- كثرة الناقلين عن المازري والاستشهاد بأقواله وتخريجاته وملاحظاته، خاصة ما أثبته في كتابه "شرح التلقين" فقد اتفق المتأخرون ممن جاء بعد المازري على اعتبار كتابه "شرح التلقين" من المصادر الأصلية في تحرير المذهب وأكثروا من النقل عنه من هذا الكتاب وسائر مؤلفاته
(1)
.
ولم يكن ملتزمًا بالمذهب المالكي تقليدًا دون دليل بل وصل إلى مرحلة تؤهله للاجتهاد.
قال ابن دقيق العيد
(2)
: ما رأيت أعجب من هذا - يعني المازري- لأي شيء ما ادعى الاجتهاد
(3)
.
فهو يأخذ ما دل عليه الدليل ولو خالف المذهب ويظهر هذا من خلال شرحه للتلقين وهو أحد الكتب المالكية المعتمدة.
ثانيا: عقيدته:
ألَّف المازري كتابًا في العقيدة سماه "نظم الفرائد في علم العقائد" لكنه لم يصل إلينا. على أننا نستطيع أن نعرف عقيدته من خلال ما وصلنا من مؤلفاته، خصوصًا كتابه "المُعلم" الذي تظهر عقيدته واضحة من
(1)
تحقيق شرح التلقين (1/ 79).
(2)
تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي القشيري، المشهور بابن دقيق العيد، محدث، حافظ، فقيه، أصولي، تولى قضاء الديار المصرية، من مصنفاته:"شرح عمدة الأحكام" توفي بالقاهرة سنة (702 هـ). الدرر الكامنة (4/ 91)، شذرات الذهب (8/ 12).
(3)
الوافي بالوفيات لخليل أيبل الصفدي (4/ 151).
خلال تعليقه على صحيح مسلم. فهو أشعري العقيدة سائر على مذهب المتكلمين من الأشاعرة، يظهر ذلك من خلال نصره لأقوالهم ومدافعته عنها وتقريرها والاستدلال عليها.
ومن خلال تأويله لعامة صفات الله تعالى -كما سيتبين إن شاء الله- من خلال مبحث الصفات كما هو مذهب الأشاعرة.
ولذا فقد أكثر من ذكرهم في المعلم ووصفهم بالأئمة وانتسب إليهم فقال: ومال إليه بعض أئمتنا من المتكلمين
(1)
، وجعلهم هم أهل السنة فقال: وإنما سميت الأشعرية أهل السنة لأتباعهم السنة وموافقتهم لها
(2)
.
هذا ما صرح به هو في كتابه وهو ما أكده الذين كتبوا عنه قال ابن الصلاح: كان إمامًا محققًا بارعًا في مذهبي مالك والأشعري
(3)
(4)
.
قال السبكي: كان مصممًا على مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه، جليلها وحقيرها، كبيرها وصغيرها، لا يتعداها ويبدِّع من خالفه ولو في النزر اليسير والشيء الحقير
(5)
.
قال النيفر: نجد المازري في شرحه للمعلم أشعريًّا يتقلد قول الأشعري وقول أصحابه، ويذب عما رأوه من آراء فهو خالص في
(1)
المعلم (3/ 133).
(2)
المعلم (3/ 176).
(3)
أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، ينتسب إلى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري، كان على مذهب المعتزلة، ثم سلك مذهب الكلَّابية، ثم رجع أخيرًا إلى مذهب السلف، واستقر عليه، حتى توفي، وكتابه "مقالات الإسلاميين" و"الإبانة عن أصول الديانة" يدل على ذلك، ولكن الذين انتسبوا إليه بعد ذلك تابعوا ما كان عليه قبل سلوك مذهب السلف.
توفي سنة (324 هـ). طبقات الشافعية (1/ 113)، الديباج المذهب ص (293).
(4)
انظر: طبقات الفقهاء الشافعية (1/ 255).
(5)
طبقات الشافعية الكبرى (6/ 244).