الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاستهزاء والخداع فيما يتبادر"
(1)
.
وقال الشيخ ابن عثيمين وقد سئل عن هذا الحديث: "من العلماء من قال: إن هذا دليل على إثبات الملل لله لكن ملل الله ليس كملل المخلوق، إذ أن ملل المخلوق نقص؛ لأنه يدل على سآمه وضجره من هذا الشيء أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال، وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالًا، ومن العلماء من يقول: إن قوله: "لا يمل حتى تملوا" يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل، فإن الله يجازيك عليه، فاعمل ما بدا لك فإن الله لا يمل من ثوابك، حتى تمل من العمل، وعلى هذا فيكون المراد بالملل لازم الملل. ومنهم من قال: إن هذا لا يدل على صفة الملل دته إطلاقًا؛ لأن قول القائل: لا أقوم حتى تقوم، لا يستلزم قيام الثاني، وهذا أيضًا: "لا يمل حتى تملوا" لا يستلزم ثبوت الملل لله عز وجل. وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أن الله تعالى منزه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أن هذا الحديث دل على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق"
(2)
.
صفة النظر:
صفة فعلية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة. قال تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
(3)
. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
(4)
.
(1)
الفتاوى والرسائل لابن إبراهيم (1/ 209).
(2)
مجموع دروس وفتاوى ابن عثيمين (1/ 152).
(3)
سورة آل عمر ان، آية:77.
(4)
رواه مسلم في كتاب البر والصلة، باب تحريم ظلم المسلم وخذله ح (2564) =
قال ابن منده في كتابه "التوحيد": "ذكر ما امتدح الله عز وجل من الرؤية والنظر إلى خلقه ودعا عباده الصالحين إلى مدحه لذلك"
(1)
.
"فالله سبحانه وتعالى ينظر إلى ما يشاء ويعرض عما يشاء فلا ينظر إليه كما دلت النصوص عليه"
(2)
.
قال القرطبي في شرحه للحديث السابق: "نظر الله تعالى إلى عباده: رحمته لهم وعطفه عليهم وإحسانه إليهم وهذا النظر هو المنفي في هذا الحديث"
(3)
.
قلت: هذا من التأويل المذموم المخالف لمنهج السلف في إثبات هذه الصفة لله تعالى على حقيقتها كما جاءت بذلك النصوص على ما يليق بالله سبحانه وتعالى.
قال شارح الطحاوية: "النظر له عدة استعمالات بحسب صلاته وتعديه بنفسه، فإن عدي بنفسه، فمعناه التوقف والانتظار {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}
(4)
وإن عدي بـ"في" فمعناه: التفكر والاعتبار، كقوله:{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
(5)
وإن عدي بـ"إلى" فمعناه: المعاينة بالإبصار كقوله تعالى: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ}
(6)
(7)
والأدلة التي استدل بها أهل السنة والجماعة على إثبات صفة "النظر" لله تعالى كلها من
= (16/ 357).
(1)
كتاب التوحيد لابن منده (3/ 56).
(2)
المرجع السابق (3/ 60، 64).
(3)
المفهم (1/ 304) وانظر: المفهم (6/ 538).
(4)
سورة الحديد، آية:13.
(5)
سورة الأعراف، آية:185.
(6)
سورة الأنعام، آية:99.
(7)
شرح الطحاوية (1/ 209).