الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السابع الصراط
قال القرطبي في تعريف الصراط: "الصراط في اللغة: هو الطريق، وفيه لغات: الصاد والسين والزاي، وهو هنا: الطريق من أرض المحشر إلى الجنة، وهو منصوب على متن جهنم، أدقُّ من الشعر، وأحدُّ من السيف، وهو المسمى بالجسر في الحديث الآخر"
(1)
.
"فجهنم - أعاذنا الله منها - محيطة بأرض المحشر وحائلة بين الناس وبين الجنة، ولا طريق للجنة إلَّا الصراط الذي هو جسر ممدود على متن جهنم، فلابد لكل من ضمه المحشر من العبور عليه فناج مُسَلَّمٌ، ومخدوش مرسل، ومُكَردسٌ في نار جهنم"
(2)
.
وأول من يجتاز هذا الصراط هذه الأمة إكرامًا لها، كما قال صلى الله عليه وسلم:"فأكون أنا وأمتي أول من يجيز"
(3)
.
وصفة مرور الناس على الصراط على قدر أعمالهم كما قال صلى الله عليه وسلم: "وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالًا، فيمر أولكم كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلَّا زحفًا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج،
(1)
المفهم (1/ 419).
(2)
المفهم (6/ 444).
(3)
سبق تخريجه ص (625).
ومكردس في جهنم"
(1)
.
قال القرطبي: "قوله: "تجري بهم أعمالهم" يعني: أن سرعة مرهم على الصراط بقدر أعمالهم ألا تراه كيف قال: "حتى تعجز أعمال العباد" وشد الرجال: جريهم الشديد
…
والزحف: مشي الضعيف والموبق بعمله: المهلك بعمله السيء"
(2)
.
(1)
رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة ح 195 (3/ 70).
(2)
انظر: المفهم (1/ 420، 448).