الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يذكر تحديد تاريخ تأليفه لهذا الكتاب لكن ورد ما يدل على أنه ألفه حال استقراره بمصر بعد رحيله من الأندلس منها قوله: وقد سمعنا ونحن بالأندلس أن بلدًا بشرقها خسف به وهلك كثير من أهله
(1)
.
فيغلب على الظن أنه ألفه في آخر عمره فيكون من آخر مؤلفاته بدليل إحالته فيه على كثير من كتبه.
المطلب الرابع: أهمية الكتاب:
يعتبر كتاب المفهم من أهم كتب شروح صحيح مسلم، وإن كان قد بقي حبيسًا قرونًا متطاولة.
قال المحققون للكتاب في بيان أهميته ومكانته: يعد كتاب المفهم - تجوزًا - شرحًا واضحًا ذا أهمية بالغة لصحيح الإمام مسلم فهو حلقة وصل بين المازري والقاضي عياض من جهة، وبين من جاء بعد أبي العباس القرطبي كالأبي والسنوسي
…
ويكفيه أهمية ومكانة أن اعتمده الإمامان النووي وابن حجر كمصدر مهم في شرحيهما على الصحيحين، ولا شك أن العلماء اهتموا فيما بعد بكتاب المفهم اهتمامًا واضحًا، فها نحن نجد بصماته عميقة فيما ألف بعده عند: الزواوي في كتابه "إكمال الإكمال" الذي جمع فيه بين المعلم والإكمال والمفهم والمنهاج: الأبي في كتابه "إكمال إكمال المُعْلم" الذي ذكر فيه أنه ضمنه كتب شراحه الأربعة: المازري وعياض والقرطبي والنووي. ثم يطالعنا التاريخ بكتاب "مكمل إكمال الإكمال" للسنوسي وغير ذلك من المصنفات التي اعتمدت على كتاب "المفهم" واستفادت منه
(2)
.
(1)
المفهم (7/ 239).
(2)
مقدمة تحقيق المفهم (1/ 17، 1/ 11).
قال المقري: "هو من أجل الكتب، ويكفي شرفًا اعتماد الإمام النووي - رحمه الله تعالى - عليه في كثير من المواضع"
(1)
.
ومما يبين أهميته ومكانته، كثرة النقل عنه من علماء أجلاء، وفي كتب معتمدة فقد نقل عنه تلميذه القرطبي المفسر كثيرًا سواء في تفسيره أو في كتابه "التذكرة"
(2)
، وكذلك ابن حجر في كتابه "فتح الباري في شرح صحيح البخاري" فقد نقل عنه في مواضع كثيرة
(3)
بل نقل له كلامًا في صفحة كاملة
(4)
.
وكذلك أكثر العراقي
(5)
من النقل عنه في كتابه "طرح التثريب"
(6)
.
كذلك نقل عنه الشيخ عبد الرحمن بن حسن
(7)
في كتابه "فتح
(1)
نفح الطيب (2/ 615) ولكن جاء في كتاب "الإمام النووي وأثره في علم الحديث" لأحمد الحداد أن الإمام النووي رحمه الله لم يستفد من المفهم بتاتًا حيث قال: وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ النووي رحمه الله لم يستفد من كتاب المفهم للقرطبي في شرحه هذا البتة، حيث لم يرجع إليه ولا في موطن واحد من شرحه مع كثرة مراجعه ومصادره. ص (374).
(2)
انظر الإحالات عند ذكر تلاميذه ص (81).
(3)
وقد ذكر مؤلف "معجم المصنفات الواردة في فتح الباري" أكثر من مائة إحالة، انظرها ص (247، 407).
(4)
فتح الباري (13/ 362).
(5)
عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي المصري، الشافعي، المعروف بزين الدين، العراقي، محدث، حافظ، فقيه، أصولي، له مصنفات كثيرة منها:"ألفية في علوم الحديث"، "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار"، "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث". توفي سنة (806 هـ) والكتاب له ولابنه ولي الدين المتوفي سنة (826 هـ)"الضوء اللامع"(4/ 71)، "معجم المؤلفين"(2/ 130، 4/ 74).
(6)
قد ذكر الطريري أنه وقف على (382) إحالة، تحقيق كتاب الإيمان من المفهم (1/ 349).
(7)
عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب التميمي، النجدي، حفيد الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب، طلب العلم في صغره على جده الشيخ محمد، ثم على عمه عبد الله بن محمد، ثم طلب العلم بمصر على علمائها عندما رُحِّل إليها بعد هدم الدرعية، من آثاره: =