الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رمضان عام (499 هـ) فقط حيث قال: "ونجزم أن هذا الإملاء كان في رمضان واحد سنة (499 هـ) لأن عباراته هذه لا يستفاد منها إلَّا أنه كانت القراءة في السنة المذكورة دون غيرها إذ لو كانت القراءة على سنوات في رمضانات متعددة لوقع التصريح بذلك"
(1)
.
المطلب الرابع: أهميته:
إن أهمية كتاب المعلم بفوائد مسلم تبدو من خلال المميزات الكثيرة التي تميز بها، ومنها:
- أنه يعتبر أول شرح لصحيح مسلم، أو أول تعليق يصل إلينا، بل لم يبدأ التأليف حول صحيح مسلم إلَّا في عصر المازري، فألَّف أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي النيسابوري المتوفى سنة (529 هـ) في نيسابور كتاب "المفهم بشرح غريب مسلم"
(2)
وكذلك ألَّف محمد بن أحمد التجيبي المعروف بابن الحاج قاضي قرطبة المتوفى سنة (529 هـ) كتابه "الإيجاز والبيان لشرح خطبة مسلم مع كتاب الإيمان"
(3)
.
- وأبو محمد عبد الله بن عيسى الشيباني الأندلسي المتوفى ببلنسية سنة (530 هـ) له كتاب حول صحيح مسلم لم يكمله
(4)
.
- وعبد السلام بن عبد الرحمن بن برجان اللخمي الأندلسي المتوفى بمراكش سنة (536 هـ) له كتاب "الإرشاد" وهو شرح للأحاديث من خلال الآيات القرآنية الدالة عليها
(5)
.
(1)
المعلم (1/ 128).
(2)
شذرات الذهب (6/ 152)، سير أعلام النبلاء (20/ 16).
(3)
شذرات الذهب (6/ 153)، معجم المؤلفين (3/ 63).
(4)
سير أعلام النبلاء (20/ 217)، معجم المؤلفين (2/ 267).
(5)
شذرات الذهب (6/ 185)، سير أعلام النبلاء (22/ 334).
فهذه الكتب مع كتاب المازري هي أول المؤلفات حول صحيح مسلم.
فالأول منها اختص بشرح الغريب، والثاني اقتصر على جزء منه، والثالث لم يتم شرحه المذكور، والرابع قصد مؤلفه استخراج معاني الأحاديث من كتاب الله.
ومع ذلك ما وصل إلينا إلَّا كتاب "المعلم"، فهو أول المؤلفات التي وصلت إلينا حول صحيح مسلم.
ثم بعد ذلك توالت الشروح لصحيح مسلم حتى بلغت عشرات الشروح والتعليقات.
ومما يبين أهمية الكتاب أنه أصبح أساسًا لمن جاء بعده، فبنيت عليه شروح كثيرة، حيث أكمله القاضي عياض في كتابه "إكمال المعلم بفوائد مسلم"، ثم جاء بعده أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البقوري الأندلسي المحدث، المتوفى سنة (707 هـ) بمراكش، فألَّف كتاب "إكمال الإكمال"
(1)
وكذلك عيسى بن مسعود المنكلاتي الحميري الزواوي المتوفى بالقاهرة سنة (743 هـ) له كتاب "إكمال الإكمال"
(2)
ومحمد بن خليفة التونسي المشهور بالأبي المحدث الحافظ المتوفى سنة (828 هـ) له كتاب "إكمال إكمال المعلم"
(3)
، ولعيسى بن أحمد البجائي المشهور بابن الشاط كتاب في شرح صحيح مسلم اختصره من كتاب "إكمال الإكمال"
(4)
للأبي، ثم جاء محمد بن يوسف التلمساني السنوسي
(1)
الديباج المذهب ص (410)، معجم المؤلفين (3/ 39).
(2)
الدرر الكامنة (3/ 210)، معجم المؤلفين (2/ 598).
(3)
الأعلام (6/ 115)، معجم المؤلفين (3/ 278).
(4)
معجم المؤلفين (2/ 590).
المتوفى سنة (895 هـ) فألَّف كتاب "مكمل إكمال الإكمال"
(1)
.
وهكذا توالت الشروح مبنية على كتاب "المعلم" ومكملة له وهذا ولا شك يدل على اهتمام العلماء بهذا الكتاب وعنايتهم به واعتبارهم إياه أساسًا يبني عليه غيره ولم تقتصر العناية والاهتمام بهذا الكتاب ممَّن ألفوا عليه بل كل من جاء بعد المازري وألَّف في شرح الصحيحين فقد استفاد منه أو اعتمد عليه.
فقد نقل القرطبي عنه كثيرًا في كتابه "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"
(2)
.
وكذلك النووي
(3)
في كتابه "المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج"
(4)
.
وكذلك الحافظ ابن حجر
(5)
في كتابه "فتح الباري في شرح صحيح البخاري"
(6)
.
(1)
الأعلام (7/ 154)، معجم المؤلفين (3/ 78).
(2)
انظر على سبيل المثال (2/ 162، 176، 3/ 212، 544، 5/ 351، 483، 6/ 7، 12، 14).
(3)
محيي الدين يحيى بن شرف بن مري النووي الدمشقي الشافعي، أبو زكريا، إمام في العلم والزهد، والعبادة له مصنفات كثيرة نافعة مشهورة، منها:"رياض الصالحين"، "المجموع شرح المهذب" توفي سنة (676 هـ). طبقات الحفاظ ص (539) ترجمة (1130)، البداية والنهاية (13/ 294).
(4)
انظر على سبيل المثال: المجلد الأول (418، 427، 484، 500، 508).
(5)
أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني المشهور بابن حجر المصري الشافعي، شيخ الإسلام العلم المحدث الحافظ، قاضي قضاة الشافعية بالديار المصرية، له عدد كبير من المصنفات، منها:"الإصابة في تمييز الصحابة"، "بلوغ المرام من أدلة الإحكام"، "الدرر الكامنة"، "تهذيب التهذيب" وغيرها. توفي سنة (852 هـ). طبقات الحفاظ ص (579) ترجمة (1192)، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسيوطي (2/ 36).
(6)
انظر على سبيل المثال: (1/ 88، 99، 3/ 330).
وغيرهم من العلماء الذين اعتمدوا كتاب "المعلم" كمرجع في تآليفهم وتصانيفهم.
تظهر أيضًا أهمية الكتاب من خلال إشادة العلماء به وثنائهم عليه.
قال القاضي عياض عن كتاب "المعلم": "نهاية في فنه، بالغ في بابه، مودع من فنون المعارف وفوائدها، وغرائب الأثر وشواردها"
(1)
.
وقال ابن خلكان عند ترجمته للمازري: "وشرح صحيح مسلم شرحًا جيدًا"
(2)
.
وقال ابن خلدون عند حديثه عن صحيح مسلم: وأملى الإمام المازري -من فقهاء المالكية- عليه شرحًا وسماه: المعلم بفوائد مسلم، اشتمل على عيون من علم الحديث وفنون الفقه
(3)
.
وقال النيفر: إذا نظرنا في الكتاب نراه مشحونًا بالفوائد المتنوعة المختلفة الدالة على سعة وتمكن صاحبها من ناحية الكثير من العلوم"
(4)
.
وقال القاضي عياض أيضًا -عند ذكره لعزمه على تأليف كتابه "إكمال المعلم"-: "إن تأليف كتاب جامع لشرحه لا معنى له مع ما قد تقرر في "المعلم" من فوائد جمة لا تضاهى، ونكت متقنة وقف عندها حسن التأليف وتناهى"
(5)
.
(1)
إكمال المعلم (1/ 72).
(2)
وفيات الأعيان (4/ 285).
(3)
مقدمة ابن خلدون ص (411).
(4)
المعلم (1/ 128).
(5)
إكمال المعلم (1/ 73).