الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حملها على ظاهرها لما يعارضها من ظواهر أخرى كما قرره أئمتنا ولما دل العقل الصريح عليه"
(1)
.
وقذف بالتجسيم من يثبت الصفات على مذهب السلف حيث قال: "اعتقدوا أن الباري تعالى جسم مجسم، وصورة مصورة، ذات وجه وعين وجنب ورجل وأصبع، تعالى الله عن ذلك
…
فالصحيح القول بتكفيرهم إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور، ويستتابون، فإن تابوا، وإلَّا قُتلوا كما يفعل بمن ارتد"
(2)
.
فنستطيع أن نقول أن القرطبي أشعري العقيدة، وإن كان من غير المتعصبين للأشاعرة، إذ ربما خالفهم في بعض أقوالهم كما سيتضح من خلال الرسالة على أنه رحمه الله كان شديدًا على الفرق الضالة المنحرفة عن الحق كالرافضة والمعتزلة والخوارج والصوفية وله ردود قوية عليهم.
المطلب السادس: علمه وثناء العلماء عليه:
إن ما خلفه الإمام أبو العباس القرطبي يدل على علميته وسعة ثقافته فمؤلفاته كثيرة، وفي فنون متعددة من العلم، في الفقه والحديث والعقيدة وغيرها، وهي لا شك تدل على ما وصل إليه من مكانة علمية، جعلت العلماء بل أكابر العلماء يعتمدون عليها وينقلون منها، ويكفي من ذلك اعتماد الحافظ ابن حجر على كتاب المفهم في شرحه لصحيح البخاري واعتماد الزركشي على كتاب القرطبي في الأصول، وغيرهم من العلماء في شتى فنون العلم.
مع فقد غالب كتب هذا الإمام.
(1)
المفهم (1/ 419).
(2)
المفهم (6/ 697).
ولذا أثنى عليه العلماء بما هو أهله، قال المقري: "انتقل إلى المشرق واشتهر وطار صيته وأخذ الناس عنه، وانتفعوا بكتبه
…
كان بارعًا في الفقه والعربية عارفًا بالحديث
…
له اقتدار على توجيه المعاني بالاحتمال
…
وكان إمامًا عالمًا جامعًا"
(1)
.
وقال محمد محمد مخلوف: "الإمام العمدة العلامة الفقيه المحدث المتقن الفهامة"
(2)
.
وقال ابن كثير: "أبو العباس الأنصاري القرطبي المالكي الفقيه المحدث"
(3)
.
وقال الذهبي: "العلامة المحدث"
(4)
، "عالم الإسكندرية"
(5)
وقال ابن فرحون: "كان من الأئمة المشهورين والعلماء المعروفين جامعًا لمعرفة علوم منها: علم الحديث، والفقه، والعربية، وغير ذلك
…
وكان يشار إليه بالبلاغة والعلم والتقدم في علم الحديث والفضل التام وأخذ عنه الناس من أهل المشرق والمغرب"
(6)
.
وقال المقريزي: "فقيه مالكي محدث أصولي
…
وكان عالمًا محققًا ثقة"
(7)
.
(1)
نفح الطيب (2/ 615).
(2)
شجرة النور ص (194).
(3)
البداية والنهاية (13/ 226).
(4)
تذكرة الحفاظ (4/ 1438).
(5)
سير أعلام النبلاء (23/ 323).
(6)
الديباج المذهب ص (131).
(7)
المقفى الكبير (1/ 545).