الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رضي الله عنه ومن وافقه قال: "الذي حمل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على إنكار ما ذهبنا إليه قوله تعالي: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}
(1)
وقوله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}
(2)
ولذلك قال: أفيكشف عذاب الآخرة؟ وهذا لا دليل فيه على نفي ما قاله ذلك القائل؛ لأن حديث أبي سعيد إنما دل على أن ذلك الدخان يكون من أشراط الساعة قبل أن تقوم القيامة، في جوف انكشافه كما تنكشف فتن الدجال ويأجوج ومأجوج، وأمَّا الذي لا ينكشف فعذاب الكافر بعد الموت فلا معارضة بين الآية والحديث
(3)
.
وجمع من العلماء ذهب إلى الجمع بين هذه النصوص بأنهما دخانان ظهرت إحداهما وبقيت الأخرى، وهي التي ستقع في آخر الزمان، فأما التي ظهرت فهي ما كانت تراه قريش كهيئة الدخان، وهذا الدخان غير الدخان الحقيقي الذي يكون عند ظهور الآيات التي هي من أشراط الساعة
(4)
.
7 - طلوع الشمس من مغربها:
(5)
، وجاءت الأحاديث الصحيحة موضحة بأن المراد ببعض الآيات المذكورة في هذه الآية هي
(1)
سورة الدخان، الآية:12.
(2)
سورة الدخان، الآية:15.
(3)
المفهم (7/ 396).
(4)
أشراط الساعة للوابل ص (387)، وانظر: تفسير الطبري (11/ 228)، إتحاف الجماعة للتويجري (3/ 188).
(5)
سورة الأنعام، الآية:158.
طلوع الشمس من مغربها
(1)
. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا"
(2)
، وقال صلى الله عليه وسلم:"بادروا بالأعمال ستًّا: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم"
(3)
.
والقرطبي عند شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا"
(4)
. قال: "يعني -والله أعلم- أول الآيات الكائنة في زمان ارتفاع التوبة والطبع على كل قلب بما فيه؛ لأن ما قبل طلوع الشمس من مغربها التوبة فيه مقبولة، وإيمان الكافر يصح فيه بدليل ما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا"
(5)
ومعنى قوله: "إذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها" أي: حصل لجميع من على الأرض التصديق الضروري بأمور القيامة الذي لا يكلف به ولا ينفع صاحبه لكون أمور الآخرة معاينة، وإنما
(1)
انظر: تفسير الطبري (5/ 404)، وتفسير ابن كثير (2/ 184)، وفتح القدير للشوكاني (2/ 182).
(2)
رواه البخاري في كتاب الرقاق باب طلوع الشمس من مغربها ح 6506 (11/ 360)، ومسلم في كتاب الإيمان باب الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ح 157 (2/ 553).
(3)
رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في بقية من أحاديث الدجال ح 2947 (18/ 299).
(4)
رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه ح 2941 (18/ 290).
(5)
سبق تخريجه ص (790).