الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة
(1)
الخلاف فى المعدوم ليس بشىء مفرع على الخلاف فى أن وجود الماهية غيرها أو عينها؟ .
والأول: قول الحكماء، وكثير من المتكلمين.
والثانى: قول الأشعرى وأبى الحسين البصرى (2). وهذا فى غير البارى تعالى، فأما وجود البارى سبحانه وتعالى فإنه نفس ماهيته بلا خلاف بيننا وبينهم.
كذا نقل الرازى فى الأربعين فى مسألة المعدوم، ثم قال فى مسألة الوجود (3): ذهب الأشعرى والبصرى إلى أن وجود كل موجود نفس ماهيته،
(1) راجع المسألة فى: غاية المرام ص 274، المغنى للقاضى عبد الجبار 5/ 153، التمهيد للقاضى الباقلانى ص 40 - 41، الشامل للجوينى إمام الحرمين 1/ 34 - 46، الإرشاد له أيضًا ص 31، نهاية الإقدام للشهرستانى ص 151، المحصول للرازى ص 34، 37، الأربعين له ص 53، 68، غاية المرام: فإنه ذكر آراء المعتزلة والفلاسفة والرد عليهم ص 262 - 283، الملل والنحل 1/ 103، 108، الفرق بين الفرق ص 163 - 165، وفتاوى ابن تيمية 2/ 155 - 159.
(2)
هو محمد بن على بن الطيب البصرى، أحد أئمة المعتزلة، كان يشار إليه بالبنان فى علم الأصول والكلام، قوى فى المجادلة والدفاع عن آراء المعتزلة.
من تآليفه: المعتمد فى أصول الفقه وهو كتاب قيم، من مصادر كتاب الرازى (المحصول) وتصفح الأدلة، وعزر الأدلة.
توفى عام 436 هـ.
ولم أر ذكرًا لتلاميذه ولا مشايخه إلا أنى رأيته فى كتاب المعتمد ينتقل كثيرًا عن قاضى القضاة عبد الجبار ويقول: أطال اللَّه بقاءه فهذا يدل على أنه يمكن أن يكون من مشايخه.
وفيات الأعيان 3/ 401، طبقات الأصوليين للمراغى 1/ 237، فرق وطبقات المعتزلة ص 125، فتاوى ابن تيمية 2/ 112.
(3)
انظره ص 53، 618، غاية المرام ص 9 - 22، شرح الطحاوية ص 69 - 70، وتهافت التهافت 1/ 277 - 291.
فإطلاق لفظ الوجود على واجب الوجود وعلى ممكنه ليس بحسب مفهوم واحد ذلك المفهوم مفهومين.
وذهب ابن سينا إلى أن إطلاقه عليها بحسب مفهوم واحد ذلك المفهوم مشترك بينهما، وامتاز الوجود الواجب لعدم عروضه لماهية، ووجود الممكن وصف عارض لماهيته.
وذهبت طائفة إلى أن إطلاقه عليهما بحسب مفهوم واحد لكن هو زائد على ذاته، ثم اختاره، قال: وقول ابن سينا باطل. إذا عرفت ذلك فمن قال بأن الوجود عين الماهية، يقول: إذا زال الوجود زالت الماهية، فلا يكون المعدوم شيئًا على هذا، ومن قال: بأنه غيرها اختلفوا.
فالفلاسفة قالوا: تزول الماهية بزوال الموجود.
والقائلون: بأن المعدوم شىء من المعتزلة قالوا: تتصور الماهية من عرائها عن الوجود.
وقال الأشعرى: المعدوم نفى صرف (1).
(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنما ثبت فى التقدير المعدوم الممكن الذى سيكون، فأما المعدوم الممكن الذى لا يكون فمثل إدخال المؤمنين النار، وإقامة القيامة قبل وقتها، وقلب الجبال يواقيت، ونحو ذلك، فهذا المعدوم ممكن وهو شىء ثابت فى العدم عند من يقول المعدوم شىء، ومع هذا فليس بمقدر كونه، واللَّه يعلمه على ما هو عليه، يعلم أنه ممكن وأنه لا يكون، وكذلك الممتنعات مثل: شريك البارى وولده، فإن اللَّه يعلم أنه لم يلد ولم يولد، وأنه حى، وهذه المعلومات الممتنعة ليست شيئًا باتفاق العقلاء مع ثبوتها فى الحلم، فظهر أنه قد ثبت فى الحلم ما لا يوجد وما يمتنع أن يوجد إذ الحلم واسع، فإذا توسع المتوسع وقال: المعدوم شىء فى العلم أو موجود فى العلم، أو ثابت فى العلم فهذا صحيح، أما أنه فى نفسه شىء، فهذا باطل وبهذا تزول الشهبة الحاصلة فى المسألة.
والذى عليه أهل السنة والجماعة وعامة عقلاء بنى آدم. . أن المعدوم ليس فى نفسه شيئًا، وأن ثبوته ووجوده وحصوله شىء واحد، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} . . الآية.
{أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} . . الآية.
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} . . الآية.
والذى عليه أهل السنة والجماعة وعامة العقلاء أن الماهيات مجعولة وأن ماهية كل شىء عين وجوده، وأنه ليس وجود الشىء قدرًا زائدًا على ماهيته، بل ليس فى الخارج إلا الشىء الذى هو الشىء وهو عينه ونفسه، وماهيته وحقيقته، وليس وجوده وثبوته فى الخارج زائدًا. على ذلك".
الفتاوى 2/ 155 - 158، وانظر المراجع السابقة.
* * *