الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الثاني:
(1)
.
الوجه الثالث:
من الحجة أيضًا قوله تعالى: (إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[الطور: 16].
وقوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)[المدثر: 38].
ومن لم يبلغ وقت العمل لم يرتهن بشيء.
الوجه الرابع:
قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)[الإسراء: 15].
ولما أجمعوا على دفع القود والقصاص والحدود والآثام عنهم في دار الدنيا كانت الآخرة أولى بذلك.
•
دليل من قال: الفطرة السنة:
الدليل الأول:
(2057 - 8) ما رواه البيهقي، من طريق حامد بن أبي حامد المقري، حدثنا إسحاق بن سليمان، ثنا حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من السنة قص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار.
قال البيهقي: رواه البخاري في الصحيح، عن أحمد بن أبي رجاء، عن إسحاق ابن سليمان اهـ
(2)
.
(1)
التمهيد (18/ 82).
(2)
سنن البيهقي (1/ 149).
أراد البيهقي أصل الحديث وإلا فلفظ البخاري: (من الفطرة)
(1)
، وهو المحفوظ
(2)
.
(1)
قال البخاري (5890): حدثنا أحمد ابن أبي رجاء، حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: سمعت حنظلة، عن نافع،
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من الفطرة حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب. اهـ هذا لفظ البخاري.
وتبع النووي البيهقي، فقال في المجموع (1/ 338):«في صحيح البخاري عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من السنة قص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار» . اهـ
هكذا نسب النووي هذا اللفظ إلى البخاري كما نسبه البيهقي، ولم أجده فيه بهذا اللفظ. قال الحافظ في الفتح (10/ 339):«وقد تبعه شيخنا ابن الملقن على هذا -أي على نسبة هذا اللفظ للبخاري- قال الحافظ: ولم أر الذي قاله في شيء من نسخ البخاري، بل الذي فيه من حديث ابن عمر بلفظ الفطرة. وكذا من حديث أبي هريرة، نعم وقع التعبير بالسنة موضع الفطرة في حديث عائشة عند أبي عوانة في رواية أخرى، وفي رواية أخرى بلفظ الفطرة كما في رواية مسلم والنسائي وغيرهما» . اهـ ولم يقف الحافظ على لفظ البيهقي.
(2)
انفرد بهذه اللفظة حامد بن أبي حامد المقري، فرواه عن إسحاق بن سليمان، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع، عن ابن عمر.
وقد رواه أحمد في مسنده (2/ 118).
والبخاري في صحيحه (5888) ثنا أحمد بن أبي رجاء، كلاهما (الإمام أحمد وابن أبي رجاء) روياه، عن إسحاق بن سليمان به، بلفظ:(من الفطرة) وروايتهما أرجح بدون شك.
أولًا: لأن أحمد بن حنبل، لا يعدله من خالفه، ولا يقاربه في الحفظ.
وثانيًا: ولكون لفظ: (من الفطرة) هو لفظ البخاري، أعلى الكتب صحة، متنًا وإسنادًا بلا منازع.
وثالثًا: وجود المتابعات، لأحمد والبخاري، ولم يتابع حامد بن أبي حامد المقري على لفظه، فقد رواه جماعة عن حنظلة بن أبي سفيان، موافقين لرواية أحمد والبخاري، وإليك إياهم:
الأول: أحمد بن أبي رجاء، كما في صحيح البخاري (5890).
الثاني: عبد الله بن وهب، كما في المجتبى من سنن النسائي (12)، والكبرى أيضًا (12)، وشرح مشكل الآثار (682).
الثالث: مكي بن إبراهيم. كما في صحيح البخاري (5888)، ومسند عبد الله بن عمر للطرسوسي (ص: 44) رقم 80. وسنن البيهقي (3/ 243)، وشعب الإيمان للبيهقي (6441).
الرابع: الوليد بن مسلم، كما في صحيح ابن حبان (5478).
الخامس: حامد بن أبي حامد المقرئ كما في السنن الكبرى للبيهقي (1/ 149).
السادس: عبد الوهاب، كما في الترجل من مسائل أحمد (174)، والطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 216).