الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجه الاستدلال من الحديث كالاستدلال بالحديث السابق، والجواب عنه كالجواب عن الحديث السابق.
الدليل الثالث:
(2308 - 259) ما رواه البيهقي من طريقين عن أبي طاهر محمد بن الحسين المجد أباذي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا عمرو بن عون الواسطي، حدثنا خالد ابن عبد الله، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيده، عن أبي عبد الرحمن السلمي،
عن علي رضي الله تعالى عنه، قال: أمرنا بالسواك، وقال: إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك، فقام خلفه يستمع القرآن، ويدنو فلا يزال يستمع ويدنو، حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك.
[صحيح]
(1)
.
(1)
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 381) عن أبي علي الروذباري
والمقدسي في الأحاديث المختارة (2/ 197) رقم 580 من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي، كلاهما عن أبي طاهر به.
وأبو طاهر هو محمد بن الحسن بن محمد النيسابوري المحمد أباذي. ثقة، له ترجمة في سير أعلام النبلاء (15/ 304، 329).
عثمان بن سعيد الدارمي إمام حافظ غني عن التعريف.
وعمرو بن عون الواسطي ثقة حجة. انظر الجرح والتعديل (6/ 252) رقم 1393.
وخالد بن عبد الله الواسطي، وثقه أحمد وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة. الجرح والتعديل (3/ 340)1536.
والحسن بن عبيد الله، وفي المطبوع عبد الله، وهو خطأ، ثقة، وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي. الجرح والتعديل (3/ 23)
وسعد بن عبيدة السلمي، وثقه يحيى بن معين وابن سعد والنسائي. الجرح والتعديل (4/ 89)، تهذيب الكمال (10/ 290).
وأبو عبد الرحمن السلمي. اختلف في سماعه من علي:
فقال شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان، ولا من عبد الله بن مسعود، ولكنه قد سمع من علي رضي الله عنهم.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس تثبت روايته عن علي. المراسيل (ص: 107) رقم 382.
ولم يذكر هذا في الجرح والتعديل، بل قال (5/ 37): روى عن عثمان وعلى وابن مسعود، وروى عن عمر مرسلًا. ولم ينص على الإرسال إلا عن عمر، ففهم أنه يراه متصلًا عن غير عمر. والله أعلم.
وقال البخاري رحمه الله: سمع عليًّا وعثمان وابن مسعود رضي الله تعالى عنهم. التاريخ الكبير (5/ 72).
وأبو عبد الرحمن السلمي من رجال الجماعة، قال الحافظ في التقريب: ثقة، ثبت. فهذه إسناد صحيح، وقد صححه المقدسي في الأحاديث المختارة.
وجه الاستدلال:
قوله أمرنا بالسواك، والأصل في الأمر الوجوب.
• ويجاب عن هذا:
صحيح أن الأصل في الأمر الوجوب ولكن بشرط ألا يوجد قرينة صارفة عن الوجوب للاستحباب، والقرينة الصارفة، قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه:(لولا أن أشق على آمتي لأمرتهم بالسواك).
وحديث علي، ظاهره أنه موقوف، لكن مثله لا يمكن أن يقال بالرأي، فيكون له حكم الرفع.
ويحتمل أن يكون مرفوعًا؛ لأن قول علي: (أمرنا بالسواك) وقال: إن العبد
…
إلخ كأنه بيان علة الأمر بالسواك؛ فكأنهم أمروا، ثم بين لهم العلة في الأمر.
(2309 - 260) وقد روي مرفوعًا صريحا عند البزار، قال: حدثنا أحمد، قال: سمعت محمد بن زياد يحدث، عن فضيل بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن،
عن علي رضي الله عنه، أنه أمر بالسواك، وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا تسوك، ثم قام يصلي قام الملك خلفه، فتسمع لقراءته، فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا
أفواهكم للقرآن.
[إسناده ضعيف، وله شاهد من حديث جابر]
(1)
.
(1)
مسند البزار (2/ 214) رقم 603.
قال الهيثمي في المجمع (2/ 99) رجاله ثقات.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 67): «إسناده جيد لا بأس به» .
وقال العراقي: رجاله رجال الصحيح إلا أن فيه فضيل بن سليمان النمري، وهو وإن أخرج له البخاري، ووثقه ابن حبان، فقد ضعفه الجمهور». اهـ
قلت: أخرج له البخاري ستة أو سبعة أحاديث كلها قد توبع عليها.
قال ابن حجر في هدي الساري (ص: 435): «فضيل بن سليمان النميري أبو سليمان البصري. قال الساجي: كان صدوقا، وعنده مناكير. وقال عباس الدوري، عن ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: لين الحديث. روى عنه علي بن المديني وكان من المتشددين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال النسائي ليس بالقوي» . اهـ
وله شاهد من حديث جابر أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2117) من طريق شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان،
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليستك؛ فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه، ولا يخرج من فيه شيء إلا دخل فم الملك.
ورواه أبو نعيم، كما في البدر المنير (3/ 163). قال الشيخ تقي الدين في الإمام: إسناد رواية جابر كلهم موثوقون.
وفيه شريك سيء الحفظ.
وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع.
قال سفيان ابن عيينة: حديث أبى سفيان عن جابر إنما هي صحيفة. الجرح والتعديل (4/ 475).
وقال شعبة: مثله. الضعفاء الكبير (2/ 224).
وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. المرجع السابق.
قال ابن أبى خيثمة: سئل يحيى بن معين عن أبى سفيان فقال لا شيء. المرجع السابق.
وفي التقريب: صدوق.
قلت: قد عنعن، وقد قال شعبة: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث.
وقال: علي بن المديني: مثله.
وقال ابن حجر: لم يخرج البخاري له سوى أربعة أحاديث، وأظنها التي عناها شيخه علي بن المديني. وعده ابن حجر في المرتبة الثالثة، أي من المكثرين.
وعلى كل حال فالحديث شاهد صالح لحديث فضيل بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي مرفوعًا.