الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
دليل من قال الفطرة الميثاق والعهد:
(2063 - 14) دليلهم ما رواه أحمد، قال: ثنا حسين بن محمد، ثنا جرير -يعني ابن حازم- عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعنى عرفة- فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلًا قال:(أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) [الأعراف: 172، 173]
(1)
.
(1)
مسند أحمد (1/ 272).
[قال النسائي: الحديث غير محفوظ
(1)
، ورجح ابن كثير وقفه]
(2)
.
(1)
السنن الكبرى (11191).
(2)
تفسير ابن كثير (2/ 263).
والحديث فيه كلثوم بن جبر
وثقه أحمد ويحيى بن معين. الجرح والتعديل (7/ 164).
وقال النسائي: ليس بالقوي. تهذيب التهذيب (8/ 396).
وقال ابن سعد: كان معروفا، وله أحاديث. الطبقات الكبرى (7/ 244).
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يروي المراسيل. الثقات (7/ 356).
وقال العجلي: ثقة. معرفة الثقات (2/ 228). قلت: وقد روى له مسلم.
وفي التقريب: صدوق يخطئ. وباقي رجال الإسناد ثقات.
تخريج الحديث:
رواه كلثوم بن جبر، واختلف عليه فيه، فروي عنه مرفوعًا وموقوفًا:
أما الرواية المرفوعة: فرواه حسين بن محمد كما في السنة لابن أبي عاصم (202)، والنسائي في التفسير (211)، وفي الكبرى (11191)، وابن جرير الطبري في تفسيره (9/ 110)، والحاكم في المستدرك (2/ 544).
ووهب بن جرير كما في مستدرك الحاكم (2/ 27، 28) كلاهما عن جرير بن حازم عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا.
وخالف جماعة جرير بن حازم، فرووه عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير به موقوفًا، من هؤلاء:
عبد الوارث كما عند الطبراني (9/ 111)،
وابن علية كما عند الطبراني (9/ 111)،
وحماد بن زيد كما في طبقات ابن سعد (1/ 29).
وربيعة بن كلثوم كما عند الطبراني (9/ 110، 111)، أربعتهم رووه عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير به موقوفًا، فهؤلاء مجتمعون مقدمون على جرير بن حازم، كيف وقد رواه جماعة عن سعيد بن جبير على الرواية الموقوفة، من هؤلاء:
عطاء بن السائب عند الطبراني (9/ 111).
وحبيب بن أبي ثابت، عند الطبراني أيضًا (9/ 111).
وعلي بن بذيمة عند الطبراني أيضًا (9/ 111) كلهم (عطاء، وحبيب، وعلي) رووه عن سعيد ابن جبير به موقوفًا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يقصد الوقف أكثر وأثبت، وإذا كان الراجح وقفه كما هو ظاهر من البحث، فهل يمكن أن يقال: إن مثله مما لا يقال بالرأي فيكون له حكم الرفع.
وله شواهد:
الأول: ما رواه مالك في الموطأ (2/ 898)، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، أنه أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني،
أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)، فقال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسْأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك وتعالى خلق آدم، ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون. فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله به الجنة. وإذا خلق العبد للنار، استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار.
رواه زيد بن أبي أنيسة، واختلف عليه فيه:
فرواه أبو داود (4703)، والترمذي (3075) وابن أبي عاصم (196)، والنسائي في الكبرى (11190)، وابن حبان (6166)، والبغوي في شرح السنة (77)، عن مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار الجهني، عن عمر.
وفي هذا الإسناد علتان: مسلم بن يسار متكلم فيه، والانقطاع.
وإسناده ضعيف، فيه مسلم بن يسار وثقه ابن حبان والعجلي، وجهله ابن عبد البر وابن
عبد البر، وفي التقريب: مقبول، كما أن فيه انقطاعًا مسلم بن يسار لم يسمع من عمر، قاله أبو حاتم وأبو زرعة والترمذي سنن الترمذي (3075)، وتفسير بن كثير (2/ 263).
وخالف مالكًا كل من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عمر بن جعثم القرشي، كما في سنن أبي داود (4704)، والطبري في تفسيره (9/ 113، 114).
وخالد بن أبي يزيد أبو عبد الرحيم الحراني كما في التمهيد (6/ 4، 5).
ويزيد بن سنان، كما في السنة لابن أبي عاصم (201)، والنكت الظراف (8/ 113)، ثلاثتهم رووه عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، عن عمر، فوصلوه بزيادة نعيم بن ربيعة.
ونعيم بن ربيعة لم يرو عنه إلا مسلم بن يسار، ولم يوثقه إلا ابن حبان، فهو مجهول.
فأيهما أرجح رواية مالك المنقطعة أم رواية أبي عبد الرحيم، ويزيد بن سنان، وعمر بن جعثم القرشي الموصوله؟
اختلف في ذلك: فرجح الدارقطني الرواية الموصوله.
قال في العلل (2/ 222) حين سئل عن هذا الحديث: «يرويه زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، عن عمر حدث عنه كذلك يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وجود إسناده ووصله. وخالفه مالك بن أنس، فرواه عن زيد بن أبي أنيسة، ولم يذكر في الإسناد نعيم بن ربيعة وأرسله من مسلم بن يسار، عن عمر. وحديث يزيد بن سنان متصل، وهو أولى بالصواب والله أعلم. وقد تابعه عمر بن جعثم، فرواه عن زيد بن أبي أنيسة، كذلك قاله بقية بن الوليد عنه» .اهـ
وقال الحافظ بن كثير (2/ 264): «الظاهر أن الإمام مالك إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدًا لما جهل حال نعيم، ولم يعرفه؛ فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيرًا من المرفوعات، ويقطع كثيرًا من الموصولات. والله أعلم.
ورجح بعضهم الرواية المنقطعة، رواية مالك».
قال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 5، 6): «زيادة من زاد في هذا الحديث نعيم بن ربيعة ليست حجة؛ لأن الذي لم يذكرها أحفظ، وإنما تقبل الزيادة من الحافظ المتقن، وجملة القول في هذا الحديث أنه حديث ليس إسناده بالقائم؛ لأن مسلم بن يسار، ونعيم بن ربيعة جميعًا غير معروفين بحمل العلم» . اهـ.
وسواء اعتبرنا زيادة نعيم بن ربيعة من المزيد في متصل الأسانيد أم لا، فالحديث بكل أحواله ضعيف، كما قال ابن عبد البر، ومع ضعفه إلا أنه صالح في الشواهد، فيكون شاهدًا لحديث ابن عباس المتقدم.
الشاهد الثاني: حديث أبي هريرة.
رواه الترمذي، قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك. فرأى رجلًا منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك، يقال له داود، فقال: رب كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة. قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة، فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت، فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم، فجحدت ذريته، ونسي آدم، فنسيت ذريته، وخطئ آدم، فخطئت ذريته.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وليس في الحديث موضع الشاهد، وهو أخذ العهد والميثاق، المذكور بقوله تعالى:(أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى).
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 27)، والطبري في تاريخه (1/ 155)، والحاكم في المستدرك (2/ 585، 586) من طريق هشام بن سعد به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
وصححه ابن منده كما في الرد على الجهمية (49).
وقد اختلف في إسناد هذا الحديث:
فرواه أبو نعيم، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، كما في إسناد الترمذي السابق.
وتابعه أبو خالد الأحمر عند الطبري في التاريخ الكبير (1/ 155) فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
ورواه ابن وهب، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فجعل بدلًا من أبي صالح، عطاء بن يسار. كما في العلل لابن أبي حاتم (2/ 88).
جاء في العلل (2/ 88): «قلت لأبي زرعة: أيهما أصح؟ - يعني: حديث ابن وهب أم حديث أبي نعيم - قال: حديث أبي نعيم أصح. وهم ابن وهب في حديثه» .
ورواه أبو خالد الأحمر، واختلف عليه فيه:
فرواه الحاكم (1/ 46) من طريق مخلد بن مالك، عن أبي خالد الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي هريرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه آدم بن أبي إياس، عن أبي خالد، فروى عنه أربعة طرق مختلفة، كلها يرويها آدم بن أبي إياس، عن أبي خالد الأحمر:
أحدها: ما تقدم، عن أبي خالد، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي هريرة، كما في تاريخ الطبري (1/ 155)، وهذا الطريق فيه متابعة لمخلد بن مالك.
ورواه آدم بن أبي إياس أيضًا في تاريخ الطبري (1/ 155) عن أبي خالد الأحمر، حدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قال أبو خالد (1/ 155) وحدثني الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وقال أبو خالد (1/ 155) وحدثني ابن أبي ذباب الدوسي، عن سعيد المقبري، ويزيد بن هرمز، عن أبي هريرة.
فهذه أربعة اختلافات في طريق أبي خالد الأحمر، وأكثرها لم ينفرد فيها آدم بن أبي إياس، فطريق الشعبي عن أبي هريرة، تابعه فيه مخلد بن مالك.
وطريق أبي صالح عن أبي هريرة، سبق تخريجه من طريق زيد بن أسلم.
وطريق ابن أبي ذباب، عن سعيد المقبري تابعه فيه صفوان بن عيسى، لكن ليس فيه موضع الشاهد، وهو مسح ظهر آدم، وإخراج ذريته من ظهره، وأخذ الميثاق عليهم.
فقد أخرج الترمذي في سننه (3368) قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله آدم، ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم. اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملإ منهم جلوس، فقل السلام عليكم. قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم، فقال الله له، ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت، قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته. فقال: أي رب ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه، فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم. قال: يا رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود قد كتبت له عمر أربعين سنة. قال: يا رب زده في عمره، قال: ذاك الذي كتبت له. قال: أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة. قال: أنت وذاك. قال: ثم أسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها، فكان آدم يعد لنفسه. قال: فأتاه ملك الموت فقال له آدم: قد عجلت قد كتب لي ألف سنة. قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة، فجحد، فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته. قال: فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود.
ومن طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، أخرجه الطبري في تاريخه (1/ 155)
وابن خزيمة في كتاب التوحيد (ص: 67)، وابن حبان (6167)، والحاكم في المستدرك (1/ 64)(4/ 263) وابن أبي عاصم في السنة (206). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ
وفي هذا الحديث أن عمر داود كان أربعين سنة، ووهب له ستون سنة.
بينما في الحديث السابق، أن عمره كان ستين سنة، ووهب له أربعون.
وفي إسناده الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، صدوق يهم.
والطريق الوحيد من الأربعة الذي تفرد به أبو خالد الأحمر، هو طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
الشاهد الثالث: حديث أنس بن مالك.
حدثنا قيس بن حفص، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني،
عن أنس يرفعه: إن الله يقول لأهون أهل النار عذابًا: لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم. قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك. وهو في صحيح مسلم (2805).
الشاهد الرابع: حديث أبي الدرداء.
فقد روى أحمد، رحمه الله، قال: حدثنا هيثم، وسمعته أنا منه، قال: حدثنا أبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس،
عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي. وقال للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي.
ورواه البزار في مسنده (4143) والطبراني في مسند الشاميين (2213) والفريابي في القدر (36) وابن بطة في الإبانة (743) من طريق الهيثم بن خارجه.
ورواه الطبراني في مسند الشاميين (2213) من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن سليمان بن عتبة به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي إسناده: أبو الربيع، سليمان بن عتبة.
قال أحمد: لا أعرفه. الجرح والتعديل (4/ 134).
وقال يحيى بن معين: لا شيء. المرجع السابق.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس به بأس، وهو محمود عند الدمشقيين. المرجع السابق.
ووثقه دحيم، وأبو مسهر، وهما من أعلم الناس بأهل الشام. تهذيب التهذيب (4/ 184).
وقال أبو زرعة، عن أبي مسهر: ثقة. قلت: إنه يسند أحاديث، عن أبي الدرداء. قال: هي يسيرة. لم يكن له عيب إلا لصوقه بالسلطان. المرجع السابق.
وذكره ابن حبان في الثقات. (8/ 274)، وقال أيضًا: من خيار الشاميين، وقرائهم. مشاهير علماء الأمصار (1421).
وفي التقريب: صدوق، له غرائب. وباقي الإسناد رجاله كلهم ثقات إلا الهيثم بن خارجه، فإنه صدوق، فالإسناد حسن إن سلم من علة تفرد سليمان بن عتبة بهذا الإسناد، والله أعلم.
الشاهد الخامس: حديث أبي أمامة، وقد رواه عن أبي أمامة القاسم بن محمد، وأبو عثمان النهدي:
أما رواية القاسم عن أبي أمامة: فرواه عن القاسم اثنان:
أحدهما: جعفر بن الزبير، كما في مسند أبي داود الطيالسي، ط هجر (1226)، والمعجم الكبير للطبراني (7940)، عن القاسم، عن أبي أمامة، لفظ الطيالسي مختصرًا، ولفظ الطبراني: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله عز وجل الخلق، وقضى القضية، أخذ أهل اليمين بيمينه، وأهل الشمال بشماله، فقال: يا أصحاب اليمين. قالوا: لبيك وسعديك. قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. قال: يا أصحاب الشمال. قالوا: لبيك وسعديك. قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. ثم خلط بينهم، فقال: قائل: يا رب لم خلطت بينهم؟ قال: لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون، أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، ثم ردهم في صلب آدم.
إسناده ضعيف جدًا. فيه جعفر بن الزبير الحنفي، وهو متروك، ولولا خشية الإطالة لنقلت ما جاء في ترجمته.
الثاني: بشر بن نمير، كما في مسند ابن أبي شيبة، من المطالب العالية (2966)، والدارمي في الرد على الجهمية (42، 255)، والضعفاء للعقيلي (1/ 139، 140)، وأبو الشيخ في العظمة (230). وبشر بن نمير متهم بالكذب.
وأما رواية أبي عثمان النهدي عن أبي أمامة.
فرواه الطبراني في الأوسط (7632) وفي مجمع البحرين. (3217)، قال: حدثنا محمد بن المرزبان، ثنا أحمد بن إبراهيم النرمقي، ثنا سلم بن سالم، عن عبد الرحمن، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله الخلق، وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشه على الماء ـ فأخذ أهل اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشقاء بيده اليسرى، وكلتا يدي الرحمن يمين، فقال: يا أهل اليمين. قالوا: لبيك وسعديك. قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. ثم خلط بينهم. فقال قائل منهم: رب لم خلطت بيننا؟ فقال: لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون أن تقولوا يوم القيامة إن كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم فخلق الله الخلق وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين، عرشه على الماء، فأهل الجنة أهلها، وأهل النار أهلها
…
الحديث.
وشيخ الطبراني: محمد بن المرزبان مجهول الحال.
وشيخه أحمد بن إبراهيم النرمقي، ذكره أبو بكر بن نقطة في تكملة الإكمال، وقال: حدث عن سهل بن عبد ربه السندي، وعبد الله بن أبي جعفر الرازي، روى عنه محمد بن شعيب الأصبهاني، ومحمد بن المرزبان الآدمي شيخي الطبراني.
وذكره السمعاني في الأنساب، ولم يذكر فيه شيئًا.
كما أن في إسناده سلم بن سلم. قال فيه أحمد: ليس بذاك في الحديث، كأنه ضعفه. الجرح والتعديل (4/ 266).
وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. المرجع السابق.
وقال ابن أبي حاتم: قال أبي ضعيف الحديث، وترك حديثه ولم يقرأه علينا. المرجع السابق.
وسئل أبو زرعة، عن سلم بن سالم، فقال: أخبرني بعض الخراسانيين، قال: سمعت بن المبارك يقول: اتق حيات سلم بن سالم لا تلسعك. المرجع السابق.
وقال أيضًا عبد الرحمن: سمعت أبا زرعة يقول: ما أعلم أنى حدثت عن سلم بن سالم إلا أظنه مرة. قلت: كيف كان في الحديث؟ قال: لا يكتب حديثه، كان مرجئا وكان لا وأومى بيده إلى فيه ـ يعنى: لا يصدق ـ المرجع السابق.
فعلى هذا لا يصح أن يكون شاهدًا لشدة ضعفه، والله أعلم.
الشاهد السادس: حديث عبد الرحمن بن قتادة السلمي.
رواه أحمد، قال: حدثنا الحسن بن سوار، حدثنا ليث ـ يعني ابن سعد - عن معاوية، عن راشد ابن سعد،
عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل خلق آدم، ثم أخذ الخلق من ظهره، وقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي. قال: فقال قائل: يا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال: على مواقع القدر.
وأخرجه ابن سعد (1/ 30)(7/ 417)، وابن حبان (338)، والحاكم (1/ 31)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 489) من طريق معاوية بن صالح به. =
قال ابن عبد البر: «قد قال هؤلاء: ليست تلك المعرفة بإيمان، ولا ذلك الإقرار
= وإسناد هذا الحديث مضطرب:
فقيل فيه: عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وذكر الحديث. كما سبق في إسناد أحمد.
وقيل فيه: عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام بن حكيم.
وقيل: عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن هشام بن حكيم، ليس فيه قتادة والد عبد الرحمن.
وجاء في الإصابة: وأعل البخاري الحديث بأن عبد الرحمن إنما رواه عن هشام بن حكيم، هكذا رواه معاوية بن صالح وغيره، عن راشد.
وقال معاوية مرة: إن عبد الرحمن قال: سمعت، وهو خطأ.
ورواه الزبيدي، عن راشد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، وهشام بن حكيم.
وقيل: عن الزبيدي وعبد الرحمن، عن أبيه، عن هشام.
وقال ابن السكن: الحديث مضطرب. اهـ كلام الحافظ.
وقال الحافظ: ويكفي في إثبات صحبته الرواية التي شهد له فيها التابعي بأنه من الصحابة، فلا يضر بعد ذلك إن كان سمع الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم أو بينهما فيه واسطة.
وليست المسألة في إثبات صحبته، ولكن إسناد هذا الحديث مضطرب، فلا يمكن أن نصحح إسنادًا فيه مثل هذا الاختلاف اعتمادًا على صحة كونه صحابيًا.
تخريج الحديث:
أما الإسناد الباب: عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد سبق تخريجه.
وأما إسناد: راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام بن حكيم.
فأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 314، 342)، (8/ 191، 192)، والطبري (9/ 117)، والبزار (2140) كما في كشف الأستار، والطبراني في الكبير (5/ 341)، وفي الشاميين (1854).
وأما إسناد الحديث الذي فيه: عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن هشام بن حكيم، ليس فيه قتادة والد عبد الرحمن.
فأخرجه الآجري في الشريعة (ص: 172)، والطبري (9/ 118)، والطبراني في الكبير (22/ 434)، وفي الشاميين (1855، 2046).
وفي الباب: حديث أبي بن كعب، موقوفًا عليه، وعبد الله بن عمرو موقوفًا عليه، ولولا خشية الإطالة لتكلمت عليهما.