الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: التسوك باليد اليسرى أفضل.
وهو المشهور من مذهب الحنابلة
(1)
، واختاره بعض الحنفية
(2)
، ورجحه العراقي
(3)
.
وقيل: يكره بالشمال
(4)
.
وقيل: إن تسوك لتغير الفم فيكون تسوكه باليسار، وإن تسوك لتحصيل السنة، كما لو كان الفم نظيفًا يكون باليمين
(5)
.
وهذا الخلاف مبني على أن السواك، هل هو من باب التطهير والتطيب، أو من باب إزالة القاذورات؟
فإن جعلناه من باب التطهير والتطيب، استحب أن يكون باليمين كالمضمضة، وإن جعلناه من باب إزالة الأذى والقاذورات جعلناه باليسرى، كالاستنجاء.
•
دليل من قال يمسك السواك باليد اليمنى:
الدليل الأول:
هذا الدليل مبني على مقدمة، ونتيجة:
(1)
كشاف القناع (1/ 73)، وقال في الفروع (1/ 128):«ويستاك بيساره. نقله حرب قال شيخنا -يعني ابن تيمية-: ما علمت إمامًا خالف فيه كانتثاره» .اهـ وانظر الإنصاف (1/ 128).
(2)
حاشية ابن عابدين (1/ 114).
(3)
طرح التثريب (2/ 71).
(4)
مواهب الجليل (1/ 265).
(5)
حاشية ابن عابدين (1/ 114)، ومغني المحتاج (1/ 183، 184).
المقدمة: أن السواك من باب التطهير والتطيب.
والنتيجة: ما كان كذلك، فإنه تستعمل فيه اليد اليمنى.
أما دليل المقدمة الأولى، وهو كون السواك من باب التطهير والتطيب، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، تسوك أمام رعيته، كما في حديث أبي موسى في الصحيحين
(1)
ولو كان من باب إزالة القاذورات لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتوارى عن الناس.
ولأن الفم، وما فيه ليس نجسًا حتى يلحق بالاستنجاء، بل إن مخاط المسلم وعرقه وريقه طاهر بالإجماع، وإذا كان طاهرًا فهو من باب التطهير والتطيب كالوضوء يقدم فيه اليمين، ويباشره باليمين، وكالمضمضة، فيها تطهير للفم، وتباشر باليمين. هذا دليل المقدمة الأولى. وهو كون السواك من باب التطهير.
وأما الدليل على النتيجة، وهو أن ما كان من باب التطهير فيقدم فيه اليمين.
ففيه دليلان: نص، وقياس.
(2368 - 319) أما النص، فقد روى أحمد، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن أبي معشر، عن النخعي، عن الأسود، عن عائشة أنها قالت:
كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره ولطعامه وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى.
قال أحمد: وحدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن رجل عن أبي معشر عن إبراهيم عن عائشة نحوه
[منقطع]
(2)
.
(1)
الحديث رواه البخاري، (244) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا: حماد بن زيد، عن غيلان به. بلفظ: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواك بيده، يقول: أع أع. والسواك في فيه، وكأنه يتهوع. ورواه مسلم بنحوه، (254).
(2)
سبق تخريجه، انظر ح:(2368).