الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله، وسبق تخريجه
(1)
.
•
دليل استحباب المخالفة بتقديم الخنصر ثم الوسطى ثم الإبهام:
(2138 - 89) قال ابن تيمية: وروى عبيد الله بن بطة بإسناده، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قص أظفاره مخالفًا لم ير في عينيه رمدًا.
قال ابن تيمية: وفسر أبو عبد الله ابن بطة ذلك بأن يقص الخنصر من اليمنى، ثم الوسطى، ثم الإبهام، ثم البنصر، ثم السباحة، ويقص من اليسرى الإبهام، ثم الوسطى، ثم الخنصر، ثم السباحة، ثم البنصر، وذكر أن عمر بن رجاء فسره كذلك
(2)
.
[والصحيح أنه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في ذلك]
(3)
.
قال العراقي: «قال الغزالي في إحياء علوم الدين: لم أر في الكتب خبرًا مرويًا في ترتيب قلم الأظفار، ولكن سمعت أنه روي أنه صلى الله عليه وسلم بدأ بمسبحة اليمنى، وختم بإبهام اليمنى، وابتداء في اليسرى بالخنصر إلى الإبهام، وفي اليمنى من المسبحة إلى الخنصر، ويختم بإبهام اليمنى، ثم ذكر لذلك حكمة، وقد تعقبه الإمام أبو عبد الله المازري المالكي في كتاب وقفت عليه له في الرد عليه، وبالغ في هذا المكان في إنكار
(1)
المجموع (1/ 339)، وانظر حاشية الجمل (2/ 48)، وطرح التثريب (2/ 78)، والغرر البهية شرح البهجة الوردية (2/ 28) مغني المحتاج (6/ 145)، حاشية البجيرمي على الخطيب (2/ 207)، أسنى المطالب (1/ 550).
(2)
شرح العمدة (1/ 240).
(3)
قال في المقاصد الحسنة (163): «هو من كلام غير واحد من الأئمة منهم: ابن قدامة، والشيخ عبد القادر في الغنية، ولم أجده» . اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 345): «وذكر الدمياطي أنه تلقى عن بعض المشايخ، من قص أظفاره مخالفًا لم يصبه رمد، وأنه جرب ذلك مدة طويلة، وقد نص أحمد على استحباب قصها مخالفًا، وبين ذلك أبو عبد الله ابن بطة من أصحابهم، فقال: يبدأ بخنصر اليمنى، ثم الوسطى، وذكر الصفة» . اهـ
هذا عليه، وقال: إنه يريد أن يخلط الشريعة بالفلسفة، هذا حاصل كلامه، وبالغ في تقبيح ذلك»
(1)
.
قال العراقي: «لم يثبت في كيفية تقليم الأظفار حديث يعمل به»
(2)
.
(3)
.
والعجب من النووي رحمه الله، فقد صرح أن الحديث في صفة تقليم الأظفار باطل لا أصل له، ثم يقول مع ذلك عن الصفة التي ذكرها الغزالي بأنه لا بأس بها
(4)
، وهذا من غلبة طريقة الفقهاء على المحدث في استحسان ما لا أصل له، والله المستعان.
وأما ما يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كيفية التقليم فهي موضوعة عليه.
قال العجلوني: ومن هذا القسم الثاني، ما ذكره بعضهم، ونسبه إلى علي كرم الله وجهه، قال السخاوي: وكذب القائل:
أبدأ بيمناك بالخنصر في قص أظفارك واستبصر
وثن بالوسطى وثلث كما قد قيل بالإبهام والبنصر
واختتم الكف بسبابة في اليد والرجل ولا تمتر
(1)
طرح التثريب (2/ 78).
(2)
طرح التثريب (2/ 78).
(3)
الفتح (10/ 345).
(4)
المجموع (1/ 339).
وفي اليد اليسرى بإبهامها والأصبع الوسطى وبالخنصر
وبعد سبابتها بنصر فإنها خاتمة الأيسر
فذاك أمن خذ به يافتى من رمد العين فلا تزدر
هذا حديث قد روي مسندًا عن الإمام المرتضى حيدر
ونقل السيوطي عن الزركشي في شرح التنبيه أنه قال: «وأصل هذا الأثر المشار إليه عند عبيد الله بن بطة: (من قص أظفاره مخالفًا لم ير في عينيه رمدًا)
ثم قال السيوطي: قد أنكر ابن دقيق هذه الأبيات، وقال: لا يعتبر هيئة مخصوصة، وما اشتهر من قصها على وجه مخصوص لا أصل له في الشريعة، ثم ذكر الأبيات، وقال: هذا لا يجوز اعتقاد استحبابه؛ لأن الاستحباب حكم شرعي، لا بد له من دليل، وليس استسهال ذلك بصواب». اهـ
• الخلاصة:
الراجح أنه يقدم في تقليم الأصابع ما يشاء، ولا سنة في ذلك، حيث إن مثل هذا العمل كان يتكرر في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولو قدم اليمنى على اليسرى مستدلًا بعموم حديث عائشة:(كان يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شأنه كله) فلا حرج إن شاء الله تعالى، والله أعلم.
* * *