الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس استحباب السواك في الشرائع السابقة
مدخل في ذكر الضابط الفقهي:
• السواك ثابت في الشرائع السابقة، وهو مما أمر به الخليل عليه الصلاة والسلام.
[م-875] سبق لنا بحث، هل السواك من سنن الفطرة في الكلام على حديث عائشة في مسلم، وذكرت اختلاف العلماء، ولو ثبت الحديث، لكان دليلًا على كونه في جميع الشرائع، ولكن الحديث لا يثبت.
ولكن ثبت أيضًا من قول ابن عباس، بسند صحيح أن السواك كان في شريعة أبينا إبراهيم عليه السلام.
(2291 - 242) روى عبدالرزاق، أخبرنا: معمر عن ابن طاووس، عن أبيه،
عن ابن عباس في قوله عز وجل: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) قال: ابتلاه الله عز وجل بالطهارة، خمس في الرأس وخمس في الجسد: في الرأس السواك، والاستنشاق، والمضمضة، وقص الشارب وفرق الرأس. وفي الجسد خمسة: تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف، والاستنجاء من الغائط والبول، ونتف الإبط.
[صحيح]
(1)
.
(1)
مصنف عبد الرزاق (1165)، ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن جرير الطبري (1/ 524)، ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 266)، وعنه البيهقي في سننه (1/ 149) من طريق عبد الرزاق، وسقط من المستدرك بعض رجال الإسناد، واستدركته من إتحاف المهرة
…
(7/ 298)، وسنن البيهقي (1/ 524).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وقال أبو داود بعد أن ساق حديث عائشة (53): عشر من الفطرة، قال: وروي نحوه عن ابن عباس، وقال: خمس كلها في الرأس، وذكر فيها الفرق، ولم يذكر إعفاء اللحية.
وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 166)، وقال: قال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن المسيب، ومجاهد، والشعبي، والنخعي، وأبي صالح، وأبي الجلد نحو ذلك، وانظر ح:(2082).
وقد قيل في تفسير الآية غير ذلك.
(2292 - 243) وأما ما رواه أحمد، قال: ثنا يزيد، ومحمد بن يزيد، أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن مكحول، قال:
قال أبو أيوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من سنن المرسلين التعطر والنكاح والسواك والحياء.
[ضعيف]
(1)
.
(1)
وفيه علل:
الأولى: حجاج بن أرطاة، ضعيف، ومدلس، وقد عنعن، انظر الجرح والتعديل (3/ 154) رقم 673، ضعفاء العقيلي (1/ 277)، الطبقات الكبرى (6/ 359)، المجروحين (1/ 225).
العلة الثانية: مكحول مدلس، ولم يلق أبا أيوب، قال أبو حاتم: سألت أبا مسهر، هل سمع محكول من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، قال: ما صح عندي إلا أنس بن مالك. انظر جامع التحصيل (796).
العلة الثالثة: الاختلاف على حجاج.
فقد رواه يزيد بن هارون، كما عند أحمد (5/ 421)، وابن أبي شيبة (1/ 156)، والمنتخب من مسند عبد بن حميد (220).
ومحمد بن يزيد كما عند أحمد (5/ 421)، كلاهما عن حجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب مرفوعًا ..
ورواه أبو معاوية كما في كتاب الزهد ـ هناد بن السري (2/ 625) رقم 1348،
عن حجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب مرفوعًا. إلا أن أبا معاوية وقفه على أبي أيوب.
إسماعيل بن زكريا كما في سنن سعيد بن منصور (503) كلاهما عن حجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب موقوفًا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه الترمذي (1080) والطبراني في المعجم الكبير (3/ 183) ح 4085، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا حفص بن غياث.
وأخرجه الترمذي أيضًا، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 183) ح 4085، والمحاملي أيضًا في أماليه (ص: 385) رقم 444، من طريق عباد بن العوام، كلاهما عن حجاج، عن مكحول، عن أبي الشمال، عن أبي أيوب به مرفوعًا، إلا أن المحاملي قال: الختان بدلًا من الحياء.
فزادا حفص وعباد بن العوام أبا الشمال، وسفيان بن وكيع فيه مقال لكنه قد توبع، فيكون الحمل إما على مكحول باعتباره مدلسًا، وقد تبينت الواسطة، قال أبو زرعة عن أبي الشمال: لا أعرفه إلا في هذا الحديث، ولا أعرف اسمه. الجرح والتعديل (9/ 390).
وقال الذهبي: مجهول. الكاشف (6677).
وقال الحافظ في التقريب: مجهول.
أو يكون الحمل على حجاج؛ لأنه كثير الخطأ، والله أعلم.
قال أبو عيسى الترمذي: وروى هذا الحديث هشيم ومحمد بن يزيد الواسطي وأبومعاوية وغير واحد، عن الحجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب ولم يذكروا فيه عن أبي الشمال. وحديث حفص بن غياث وعباد بن العوام أصح.
وقال الدارقطني في علله (6/ 123) «يرويه حجاج بن أرطاة، عن مكحول، عن أبي الشمال. واختلف عنه:
فرواه عباد بن العوام، وحفص بن غياث، عن حجاج هكذا.
وخالفهم عبد الله بن نمير، وأبو معاوية الضرير، ويزيد بن هارون، فرووه عن حجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب، لم يذكروا بينهما أحدًا إلا أن أبا معاوية من بينهم وقفه. والاختلاف فيه من حجاج بن أرطاة؛ لأنه كثير الوهم». اهـ
وورد بلفظ: (الحياء) وقيل بدلًا منها: (الحناء) وقيل بدلًا منها: (الختان).
ونقل مثله في المنار المنيف (ص: 131)، وفي نقد المنقول (ص: 121).
وقد رواه الدارقطني في العلل (6/ 123) بلفظ: (الحناء). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 183) رقم 4085 بلفظ الحياء.
وله شواهد:
الشاهد الأول: حديث ابن عباس
رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 186) رقم 11445 من طريق زيد بن المبارك، حدثنا قدامة بن محمد، ثنا إسماعيل بن شيبة، عن ابن جريج، عن عطاء،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس من سنن المرسلين، الحياء والحلم، والحجامة والتعطر، والنكاح.
ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 51)، حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا سعد بن عبد الله، حدثنا قدامة به.
قال أبو زرعة: كما في العلل لابن أبي حاتم (2/ 338): منكر.
وفي إسناده: إسماعيل بن شبيب، وقيل شيبة:
قال ابن حبان: يتقى حديثه من رواية قدامة عنه. الثقات (8/ 93) رقم 12395. قلت: وهذا منها.
وقال النسائي: منكر الحديث. الضعفاء والمتروكين (38).
وقال العقيلي: أحاديثه مناكير، ليس منها شيء محفوظ. الضعفاء الكبير (1/ 83) رقم 93.
وله ترجمة مطولة في لسان الميزان (1/ 410).
وقال ابن عدي: ولقدامة بن محمد، عن إسماعيل، عن ابن جريج غير ما ذكرت من الحديث، وكل هذه الأحاديث في هذا الإسناد غير محفوظة.
الشاهد الثاني: حديث مليح بن عبد الله الخطمي، عن أبيه عن جده:
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 10) 1955، قال: أخبرنا ابن أبي الفديك، قال: حدثني عمر بن محمد الأسلمي، عن مليح بن عبد الله الخطمي، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: خمس من سنن المرسلين الحياء، والحلم والحجامة والسواك، والتعطر.
ومن طريق ابن أبي فديك رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2208)، الطبراني (22/ 293) رقم 749، البيهقي في شعب الإيمان (6/ 137) رقم 7717.
قال ابن حجر في النكت الظراف (3/ 107): «رواه البزار في مسنده، وأبو القاسم البغوي في معجمه، وابن أبي خيثمة في تاريخه، وابن مندة في المعرفة، والبخاري في تاريخه الكبير، من طريق ابن أبي فديك، عن عمرو بن محمد الأسلمي، وذكر إسناده» . اهـ
وفيه عمرو بن محمد الأسلمي.
جاء في الجرح والتعديل: روى عن مليح بن عبد الله الخطمي، وروى عنه ابن أبي فديك، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول. الجرح والتعديل (6/ 132). =
وقد ذكره جملة ممن صنف في الأحاديث الضعيفة
(1)
.
فالدليل على أن السواك في شرع من قبلنا هو ما ثبت عن ابن عباس أن السواك كان مما أمر به إبراهيم الخليل عليه السلام.
وأما كون السواك من سنن الفطرة فسبق أن حديث عائشة غير محفوظ.
وأما حديث السواك من سنن المرسلين فأحسنها حديث أبي أيوب، وهو ضعيف، وشواهده ضعيفة جدًّا لا ترقى إلى الاعتبار. والله أعلم.
* * *
= ومليح بن عبد الله الخطمي، له ترجمة في الجرح والتعديل، ولم يذكر راويًا عنه سوى عمرو بن محمد الأسلمي، وسكت عليه هو والبخاري فلم يذكرا فيه شيئًا.
عن أبيه: عبد الله الخطمي، لم أقف على من ترجم له. فالإسناد ضعيف جدًّا.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 99): «رواه البزار، ومليح، وأبوه، وجده لم أجد من ترجمهم» . اهـ
قلت: أما جده فله ترجمة في الإصابة (1/ 171).
الشاهد الثالث: حديث جابر، رواه ابن عدي في الكامل (4/ 191) من طريق عبد الله بن إبراهيم، حدثنا المنكدر، عن أبي،
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من سنن المرسلين الحياء والتعطر والنكاح.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا، فيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري.
قال عنه الحافظ في التقريب: متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوضع.
(1)
الأسرار المرفوعة - ملا علي قاري (1/ 464). والمنار المنيف - ابن القيم (1/ 295)، النوافح العطرة - الصنعاني (1935)، تحذير المسلمين - المدني (1/ 145).