الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسكاف، عن عكرمة،
عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة أبعد المشي، فانطلق ذات يوم لحاجته، ثم توضأ، ولبس أحد خفيه، فجاء طائر أخضر، فأخذ الخف الآخر، فارتفع به، ثم ألقاه، فخرج منه أسود سابح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه كرامة أكرمني الله بها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من شر من يمشي على بطنه، ومن شر من يمشي على رجلين، ومن شر من يمشي على أربع
(1)
.
[إسناده ضعيف جدًا]
(2)
.
هذه الأدلة من السنة، وقد كان يكفي ذكر الصحيح عن الضعيف، لكن أردت أن أستوعب تخريج الأحاديث لمن أراد أن ينظر في صحتها، والله أعلم.
الدليل الحادي عشر:
استدلوا على مشروعية الإبعاد في الفضاء بالإجماع.
قال النووي: وهذان الأدبان -يعني: البعد والاستتار- متفق على استحبابهما
(3)
.
وابتعاد الإنسان هل يشرع للبول والغائط، أو للغائط فقط؟ فقد يقال يشرع للغائط فقط،
(1348 - 90) لما أخرج مسلم من طريق الأعمش، عن شقيق،
عن حذيفة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائمًا، فتنحيت فقال: ادنه، فدنوت حتى قمت عند عقبيه، فتوضأ فمسح على خفيه. وأخرجه البخاري
(4)
.
فهنا بال الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر حذيفة أن يكون قريبًا منه:
(1)
المعجم الأوسط (9304).
(2)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 203) فيه سعد بن طريف متهم بالوضع.
(3)
المجموع (2/ 92).
(4)
البخاري (224)، ومسلم (273).
فقيل: فعله لبيان الجواز.
وقيل: استدناه ليستتر به عن أعين الناس، واستدبره حذيفة،
(1349 - 91) فقد روى الطبراني حدثنا أحمد بن رشدين المصري، حدثنا خالد ابن عبد السلام الصدفي، حدثنا الفضل بن المختار، عن عبد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة، فانتهى إلى سباطة قوم، فقال: يا حذيفة استرني
(1)
.
وسكت عليه الحافظ في الفتح.
والحق أن هذا الطريق موضوع
(2)
.
وقيل: فعله؛ لأنه في البول خاصة، وهو أخف من الغائط؛ لاحتياجه إلى زيادة تكشف، ولم يقترن به من الرائحة. ولأن الغرض من الإبعاد هو التستر، وهو حاصل لمن بال قائمًا بإرخاء ذيله، ودنوه من الساتر.
وقيل: فعله؛ لأنه بال قائمًا، ولو بال قاعدًا لتباعد، فلا بأس لمن بال قائمًا أن يبول بقرب الناس؛ لأن البول قائمًا أحصن للدبر
(3)
، وقد روي عن عمر، ولا أظنه يصح.
(1350 - 92) فقد روى ابن المنذر، حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن مطرف، عن سعيد بن عمرو بن سعيد، قال:
قال عمر: البول قائمًا أحصن للدبر
(4)
.
[ورجاله كلهم ثقات إلا أن سعيد بن عمرو بن سعيد لم يدرك عمر].
(1351 - 93) وقد روى ابن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس وابن نمير، عن
(1)
المعجم الكبير للطبراني (17/ 179) رقم: 472.
(2)
في إسناده شيخ الطبراني أحمد بن رشدين متهم بالوضع، والفضل بن المختار متروك.
(3)
انظر فتح الباري حديث (225)، والأوسط (1/ 222).
(4)
الأوسط (1/ 322)، والأثر أخرجه البيهقي (1/ 102) من طريق إسحاق به، وانظر ح (1329).
عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر،
عن عمر: مابلت قائمًا منذ أسلمت
(1)
.
[إسناده صحيح].
* * *
(1)
المصنف (1/ 116).