الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا الاحتمال ضعيف؛ لأن الأصل التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)[الأحزاب: 21]، حتى يأتي دليل صحيح صريح بأن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب الثاني:
يحتمل أنه كان يبول إلى ساتر، ولا يتعين الساتر أن يكون بناء؛ لأن ذلك هو المعهود من حاله صلى الله عليه وسلم لمبالغته في التستر، ولا فرق في الساتر بين الجدار والدابة وكثيب الرمل، ونحوها.
وقد يقال في الرد بأن الأحكام لا تثبت بالاحتمال.
الجواب الثالث:
يحتمل أن فعله لبيان الجواز، ولبيان أن النهي ليس للتحريم، وإنما هو للكراهة فقط. وهذا هو الذي يتمشى مع القواعد.
الدليل الثالث:
(1370 - 112) ما رواه أحمد من طريق خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك،
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد فعلوها؟ استقبلوا بمقعدتي القبلة
(1)
.
[إسناده ضعيف]
(2)
.
(1)
المسند (6/ 137).
(2)
الحديث فيه أكثر من علة:
الأولى: خالد بن أبي الصلت.
قال البخاري: خالد بن أبي الصلت عامل عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز وعراك مرسل. التاريخ الكبير (3/ 155).
وذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه فلم يذكر فيه شيئًا. الجرح والتعديل (3/ 336).
وقال أحمد: ليس معروفًا. تهذيب التهذيب (3/ 84). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الذهبي: لا يكاد يعرف. ميزان الاعتدال (2435).
وقال ابن حزم: مجهول. فتعقبه ابن مفوز، فقال: هو مشهور بالرواية، معروف بحمل العلم، ولكن حديثه معلول. تهذيب التهذيب (3/ 84).
وقال ابن عبد البر: ليس خالد بن أبي الصلت بمجهول، لأنه يروي عنه خالد الحذاء والمبارك بن فضالة، وواصل مولى ابن عيينة، وكان عاملًا لعمر بن عبد العزيز، فكيف يقال فيه: مجهول؟
قلت: إن انتفت عنه جهالة العين، فهو مستور إذ لم يوثقه أحد، ولذلك قال في التقريب: مقبول.
العلة الثانية: الاختلاف في سماع عراك من عائشة.
فقد جزم الإمام أحمد بأن عراكًا لم يسمع من عائشة، فجاء في المراسيل لابن أبي حاتم (ص: 162، 163): «قال أحمد بن هانئ سمعت أبا عبد الله وذكر حديث خالد بن أبي الصلت، عن عراك، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم حولوا مقعدتي
…
الحديث فقال: مرسل. فقلت له: عراك بن مالك، قال: سمعت عائشة رضي الله عنها، فأنكره، وقال: عراك من أين سمع عائشة، ماله ولعائشة؟ إنما يروي عن عروة، هذا خطأ». اهـ
الثالثة: أن في إسناده اختلافًا كثيرًا، والصواب وقفه، كما رجحه البخاري وغيره.
قال البخاري: قال موسى، حدثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت: كنا عند عمر بن عبد العزيز، فقال عراك بن مالك: سمعت عائشة قالت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: حولوا مقعدي إلى القبلة بفرجه.
وقال موسى: حدثنا وهيب، عن خالد، عن رجل، أن عراكًا حدث عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن بكير: حدثني بكر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك، عن عروة، أن عائشة كانت تنكر قولهم لا تستقبل القبلة. قال البخاري: وهذا أصح». التاريخ الكبير (3/ 155).
وفي علل الترمذي (ص: 24): «هذا حديث فيه اضطراب، والصحيح عن عائشة قولها» . اهـ
وقال أبو حاتم الرازي: «لم أزل اقفو أثر هذا الحديث حتى كتبت بمصر عن اسحاق بن بكر ابن مضر أو غيره، عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عروة، عن عائشة موقوف، وهذا أشبه» . العلل لابن أبي حاتم (ح 50).
[تخريج الحديث].
الحديث أخرجه أبو داود الطيالسي (1541)، وأحمد كما في حديث الباب، وأيضًا (6/ 219، 227، 239)، وابن أبي شيبة (1/ 140) رقم 1613، وإسحاق بن راهوية (1095)، وابن ماجه (324)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 155)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 234)، والدارقطني (1/ 59، 60)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 326) من طريق حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك، عن عائشة به. =