الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس في الكلام أثناء قضاء الحاجة
الفرع الأول في ذكر الله تعالى داخل الخلاء
مدخل في ذكر الضوابط الفقهية:
• كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.
• يجب حمل العام على عمومه، والمطلق على إطلاقه حتى يرد دليل التخصيص أو التقييد.
• النصوص لا تخصص، ولا تقيد إلا بنصوص مثلها.
[م-593] اختلف العلماء في ذكر الله داخل الخلاء، كأن يجيب المؤذن، أو يحمد الله إذا عطس، ومنه دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله، كورقة كتب فيها اسم من أسماء الله، وكالدراهم المنقوش فيها ذكر الله، ونحو ذلك على قولين:
فقيل: يكره أن يذكر الله داخل الخلاء، وهو مذهب الحنفية، وقول في مذهب المالكية، ومذهب الشافعية والحنابلة
(1)
.
(1)
انظر في مذهب الحنفية: مراقي الفلاح (ص: 23)، البحر الرائق (1/ 256)، حاشية ابن عابدين (1/ 109)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص: 33). وانظر قول المالكية: حاشية الصاوي على الشرح الصغير (1/ 90، 91)، حاشية الدسوقي (1/ 106)، الخرشي (1/ 145).
وانظر في مذهب الشافعية: المجموع (2/ 103، 104)، المهذب (1/ 26)، روضة الطالبين (1/ 66).
وانظر في مذهب الحنابلة: المبدع (1/ 79)، الفروع (1/ 83)، شرح العمدة (1/ 140)، المحرر (1/ 9)، عمدة الفقه (ص: 6)، الكافي (1/ 51).
وهذا المذهب منسوب إلى ابن عباس رضي الله عنهما
(1)
.
وقيل: لا مانع من ذكر الله داخل الكنيف، فإذا عطس فليحمد الله ولو كان على حاجته، وهو قول مالك، ورجحه القرطبي من المالكية، وهو رواية عند أحمد، ورجحه ابن تيمية
(2)
.
وهذا المذهب منسوب إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، والنخعي، وابن سيرين والشعبي
(3)
.
(1)
الأوسط لابن المنذر (1/ 339).
(2)
التاج والإكليل (1/ 392)، الفواكه الدواني (2/ 348، 349).
وفي مواهب الجليل (1/ 275): «روى عن مالك في العتبية: لا بأس أن يستنجي بالخاتم فيه ذكر الله» . اهـ
وأنكرها بعض أصحاب الإمام مالك، ظنًا منهم أن ذلك يستلزم أن يتلطخ اسم الله الكريم بالنجاسة، ولا يلزم من الاستنجاء باليد تلطخ اسم الله الكريم بالنجاسات.
وجاء في البيان والتحصيل (1/ 71): «وسألت مالكًا عن لبس الخاتم فيه ذكر الله، أيلبس في الشمال، وهو يستنجي به؟ قال مالك: أرجو أن يكون خفيفًا.
قال محمد بن رشد: قوله: أرجو أن يكون خفيفًا يدل على أنه عنده مكروه، وأن نزعه أحسن
…
». إلخ كلامه.
وقال في نفس الكتاب (1/ 127): «وسئل أينزع الخاتم الذي فيه ذكر الله منقوش عند الاستنجاء؟ فقال: إن نزعه فحسن، وما سمعت أحدًا نزع خاتمه عند الاستنجاء. قيل له: فإن استنجى، وهو في يده فلا بأس به؟ قال: نعم» . اهـ
وذكر الحافظ في الفتح أن مالك يرى جواز ذكر الله تعالى في الخلاء.
وانظر ترجيح القرطبي في تفسيره (4/ 311).
وانظر رواية الإمام أحمد في مسائل أبي داود (5، 6)، ومسائل عبد الله (1/ 111)، كتاب التمام (1/ 107)، شرح العمدة (1/ 142)، الفروع (1/ 114).
وانظر قول ابن تيمية الفروع (1/ 325)، الإنصاف (1/ 95، 426).
(3)
انظر المرجع السابق، وانظر شرح صحيح مسلم للنووي (4/ 65)، وفتح الباري (ح 142).