الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذهب ابن عباس، وابن سيرين، وعطاء، ومجاهد إلى أنّ من طاف فقد حلَّ مستدلين بالآية، وقالوا: رفع الحرج يدل على الإباحة.
55 - باب كيف السّعي
• عن سعيد بن جبير، قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الصّفا والمروة، ثم قال: إنْ مشيتُ فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وإن سعيتُ فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعي.
صحيح: رواه النّسائيّ (2977)، والإمام أحمد (6393) كلاهما من حديث عبد الرزاق -وصحّحه ابن خزيمة (2772) ورواه من طريق الضّحّاك- كلاهما عن سفيان الثوريّ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن سعيد بن جبير، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أبو داود (1904) من طريق زهير، والترمذي (864) من حديث ابن فضيل، والنسائي (2976)، وابن خزيمة (2771)، والإمام أحمد (5143) كلّهم من حديث سفيان، وابن ماجه (2988) من حديث الجراح بن مليح والد وكيع -كلّهم أعني: زهيرا، وابن فضيل، وسفيان، والجراح- عن عطاء بن السائب، عن كثير بن جمهان، أنّ رجلًا قال لعبد الله بن عمر بين الصّفا والمروة: يا أبا عبد الرحمن! ، إنّي أراك تمشي والناس يسعون؟ . قال:"إن أمشي فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وإن أسعى فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى، وأنا شيخ كبير".
وعطاء بن السائب مختلط، ولكن روي سفيان عنه قبل الاختلاط، ثم متابعة غيره يدل على أنه لم يختلط في هذا الحديث.
ولكن فيه كثير بن جمهان، قال فيه أبو حاتم:"شيخ يكتب حديثه". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب":"مقبول".
قلت: وهو كذلك لأنه توبع كما أشار إليه الترمذي، فقال عقب الحديث:"هذا حديث حسن صحيح، وروي عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، نحوه" وهو كما سبق.
56 - باب السّعي في بطن المسيل بشدّة
• عن ابن عمر: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الأَوَّلَ خَبَّ ثَلاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، وَكَانَ يَسْعَي بِبَطْنِ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
متفق عليه: رواه البخاري في الحج (1617)، ومسلم في الحج (1261/ 230) كلاهما من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وقوله: "بطن المسيل" وهو المكان الذي يجتمع فيه ماء السيل، وهو الآن يعرف بين العَلَمين الأخضرين.
• عن ابن عباس، قال: إِنَّمَا سَعَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (1649)، ومسلم في الحج (1265: 241) كلاهما من حديث سفيان، عن عمرو (هو ابن دينار)، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذيّ عقب حديث ابن عباس: "وهو الذي يستحبه أهل العلم أن يسعى بين الصّفا والمروة، فإن لم يسع، ومشي بين الصفا والمروة رأوه جائزًا".
• عن جابر بن عبد الله: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا نَزَلَ مِن الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مَشَي حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ.
صحيح: رواه مالك في الحج (131) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكره. ورواه مسلم في الحج (1218) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: "
…
ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبَّتْ قدماه في بطن الوادي سعي، حتّى إذا صعدتا مشي، حتى أتى المروة" الحديث في صفة حجة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
• عن صفية بنت شيبة، عن امرأة قالت: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَسْعَى فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ، وَيَقُولُ:"لا يُقْطَعُ الْوَادِي إِلا شَدًّا".
صحيح: رواه النسائيّ (2980)، والإمام أحمد (27281)، والبيهقيّ (5/ 98) كلّهم من حديث حماد بن زيد، عن بُديل بن ميسرة، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة، فذكرته.
واللفظ للنسائيّ، وفي البيهقيّ:"الوادي أو الأبطح" هكذا بالشّك.
ولفظ أحمد: عن امرأة أنّها رأت النبيَّ صلى الله عليه وسلم من خوخةٍ وهو يسعى في بطن المسيل وهو يقول: "لا يقطع الوادي إلّا شدًّا" وأظنه قال: وقد انكشف الثوب عن ركبتيه. ثم قال حماد بعد: "لا يقطع -أو قال: الأبطح- إلّا شدًّا". وسمعته يقول: "لا يُقطع الأبطح إلّا شدًّا" انتهى.
وإسناده صحيح، وصوّبه الدّارقطني في "العلل"(15/ 423).
وأمّا ما رواه ابن ماجه (2987)، والإمام أحمد (27280) وغيرهما من حديث هشام الدّستوائيّ، عن بديل بن ميسرة، عن صفية بنت شيبة، عن أمّ ولد شيبة، أنّها أبصرت النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يسعى بين الصفا والمروة ويقول:"لا يقطع الأبطح إلّا شدًّا". وذلك بإسقاط المغيرة بن حكيم بين بديل بن ميسرة، وصفية بنت شيبة، فلا يضر ما صحَّ. ويجوز أن يكون بديل نفسه روي من وجهين فإنّ المزي لم ينفِ رواية بديل عن صفية بنت شيبة.
وللحديث أسانيد أخرى ذكر هنا ما صحَّ.