الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
142 - باب جواز الإقامة بمكة للمهاجر منها بعد قضاء نسكه ثلاث ليال
• عن العلاء بن الحضرميّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثًا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (3933)، ومسلم في الحج (1352: 442) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن حميد الزهري، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لجلسائه: ما سمعتم في سكن مكة؟ فقال السائب بن يزيد: سمعت العلاء بن الحضرمي قال (فذكره). واللفظ لمسلم.
143 - باب فضيلة الصلاة في المسجد الحرام
• عن أبي هريرة، قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلّا المسجد الحرام".
متفق عليه: رواه مالك في القبلة (9) عن زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر، عن أبي عبد الله الأغرّ، عن أبي هريرة.
ومن طريقه رواه البخاري في الصلاة (1190).
ورواه مسلم في الحج (1394) من وجه آخر عن أبي هريرة، فذكره، مثله.
• عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام".
• صحيح: رواه مسلم في الحج (1395) من طرق، عن يحيى القطان، عن عبيد الله، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر، فذكره.
• عن ميمونة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة".
صحيح: رواه مسلم في الحج (1396) من طرق، عن الليث، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله ابن معبد، عن ابن عباس، عن ميمونة، فذكرته، وفيه قصة.
144 - باب الصّلاة في الكعبة
• عن ابن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة الحجبيّ، فأغلقها عليه، ثمّ مكث فيها. قال ابن عمر: فسألت بلالًا حين خرج: ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: جعل عمودين عن يساره، وعمودًا عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلي.
متفق عليه: رواه مالك في الحج (206) ومن طريقه البخاريّ في الصلاة (505)، ومسلم في الحجّ (1329) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وكان ذلك في عام الفتح كما جاء التصريح به روايات أخرى عن نافع، عن ابن عمر، البخاري (4289، 4400)، ومسلم (
…
: 389، 390).
• عن مجاهد، يقول: أتى ابن عمر في منزله. فقيل له: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل الكعبة. قال: فأقبلت فأجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج، وأجد بلالًا قائمًا بين البابين. فسألت بلالًا، فقلت: أصلّى النبيّ صلى الله عليه وسلم في الكعبة؟ قال: نعم. ركعتين بين الساريتين اللتين على يساره إذا دخلت ثم خرج. فصلَّى في وجه الكعبة ركعتين.
صحيح: رواه البخاريّ في الصّلاة (397) عن يحيى (وهو ابن سعيد القطّان)، وفي التهجد (1167) عن أبي نعيم (هو الفضل بن دكين) كلاهما عن سيف، قال: سمعت مجاهدًا، يقول (فذكره).
وفي رواية عند ابن خزيمة (3016) من طريق أبي عاصم عن سيف: "ثم خرج فصلَّى ركعتين بين الحجر والباب".
• عن ابن عمر، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو على ناقة لأسامة، حتّى أناخ بفناء الكعبة، ثم دعا عثمان بن طلحة بالمفتاح، فذهب إلى أمه فأبت أن تُعطيه، فقال: لتُعطينّه أو ليخرجن السّيف من صلبي. فدفعته إليه، ففتح الباب، فدخل النبيّ صلى الله عليه وسلم ودخل معه عثمان وبلال وأسامة، فأجافوا الباب مليًا. قال ابن عمر: وكنت رجلًا شابًا قويًّا فبدر الناس فبدرتهم، فوجدت بلالًا قائمًا على الباب. قال: يا بلال، أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بين العمودين المقدّمين، ونسيت أن أسأله كم صلَّى؟ .
صحيح: رواه ابن خزيمة (3010) من طرق، عن سفيان، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه مسلم (1329: 390) من طريق سفيان نحوه إلا أنه لم يسق لفظه كاملًا، وإنما أحال على من قبله. وذكر فيه: ونسيت أن أسأله كم صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واستقصى الطبراني في الكبير (1/ 325 - 326) روايات نافع عن ابن عمر، عن بلال.
وعثمان بن طلحة هو ابن أبي طلحة بن عثمان بن عثمان بن عبد الدار الحجبي، أسلم قبل الفتح. وأمّه أمّ سعيد بنت شهيد من بني عمرو بن عوف من أهل قباء من الأنصار أنها ظنّت أنّ المفتاح سيؤخذ عنهم ولذا أبطأته، لما رواه عبد الرزاق (9073) ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 54)
عن معمر، عن الزهريّ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن طلحة يوم الفتح:"ائتني بمفتاح الكعبة"، فأبطأ عليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ينتظره، حتى أنه ليتحدّر منه مثل الجمان من العرق، ويقول:"ما يحبسه؟ ". فسعى إليه رجل، وجعلت المرأة التي عندها المفتاح -قال: حسبته قال: إنّها أمّ عثمان- تقول: إنّه إنْ أخذه منكم لم يعطِكُموه أبدًا، فلم يزل بها حتى أعطتْه المفتاح، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففتح النبيُّ صلى الله عليه وسلم البيت، ثم خرج والناس عنده، فجلس عند السّقاية، فقال عليٌّ: لئن كنّا أوتينا النبوة، وأعُطينا السّقاية، وأعطينا الحجابة، ما قوم بأعظم نصيبًا منا، قال: فكأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كره مقالته، ثم دعا عثمان بن طلحة، فدفع إليه المفتاح، وقال:"غيّبه".
فحدثتُ به ابن عيينة، فقال: أخبرني ابن جريج عن ابن أبي مليكة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعلي يومئذ -حين كلّمه في المفتاح-: إنّما أعطيتكم ما تُرْزَءُون، ولم أعطِكم ما تُرْزَءُون، يقول: أعطيتكم السّقاية لأنّكم تَغْرمون فيها، ولم أعطكم البيت، أي أنهم بأخذه يأخذون من هديته، قول عبد الرزّاق. إلّا أنه مرسل.
وقوله: "تُرْزَءُون" بصيغة المجهول - وتفسيره كما قال عبد الرزاق: إنّ أموالكم تنقص بسبب السّقاية، وأنتم تتحمّلون هذا وفيه إظهار لفضل بني هاشم.
وقوله: "تَرْزَءُون" أي تنقصون أموال الناس بسبب هداياهم؛ لأنّ من يلي الحجابة يُهدى إليه.
وفي مصنف عبد الرزاق (9076) عن بعض أصحابنا، عن ابن جريج، قال: حدثني ابن أبي مليكة، قال: دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم عثمان بن طلحة يوم الفتح بمفتاح الكعبة، فأقبل به مكشوفًا، حتى دفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال العباس: يا نبي الله، اجمع لي الحجابة مع السقاية؟ ونزل الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"ادعوا لي عثمان بن طلحة" فدُعي له، فدفعه النبيّ صلى الله عليه وسلم إليه، وستر عليه، قال: فرسول الله صلى الله عليه وسلم أوّل من ستر عليه. ثم قال: "خذوه يا بني طلحة لا ينتزعه منكم إلّا ظالم". وهو مرسل.
وفي رواية عن ابن عباس: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم" يعني حجابة الكعبة. رواه الطبراني في الكبير (11/ 120). وفيه عبد الله بن المؤمل ضعيف الحديث.
وبقية الأحاديث بمعناه ستأتي في فضائل مكة وأخبارها.
وأما قول ابن عمر: "ونسيت أن أسأله كم صلَّى؟ " فقد استشكل كثير من أهل العلم رواية نافع هذه؛ لأنه جاء في رواية مجاهد عنه -كما سبق- أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى ركعتين.
فمنهم من مال إلى تغليط يحيى بن سعيد القطَّان عن سيف عن مجاهد، وهو القاضي عياض.
قال الحافظ ابن حجر: "وهذا مردود، والمغلِّط هو الغالط؛ لأنّ فيه من الإقدام على تغليط جبل من جبال الحفظ". ثمّ بيّن أنّ يحيى القطان، وشيخه سيف، وشيخه مجاهد كلّهم لم ينفردوا بذلك.
ومنهم من حاول الجمع كالحافظ ابن حجر، إلّا أني لم أجد في هذا الجمع ما يشفي، وبعضها هو نفسه أبعده، وممّا أبعده بأنّ ابن عمر نسي أن يسأل بلالًا، ثم لقيه مرة أخرى فسأله.
أو يقال: إنّ رواية الإثبات التي في صحيح البخاريّ مقدّمة على رواية النسيان؛ لأن اليقين يقضي على الشّك. والله تعالى أعلم بالصّواب.
• عن سماك الحنفيّ، قال: سمعت ابن عمر يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في البيت، وستأتون من ينهاكم عنه، فتسمعون منه -يعني ابن عباس-.
قال حجاج (المصيصيّ): فتسمعون من قوله. قال ابن جعفر: وابن عباس جالس قريبًا منه.
صحيح: رواه الإمام أحمد (5053) عن محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، وحجاج، قال: حدّثني شعبة - عن سماك الحنفيّ، فذكره.
ورواه ابن حبان (3200)، والبيهقي (2/ 328) كلاهما من طريق شعبة، به. وإسناده صحيح. والحجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسماك الحنفي هو ابن الوليد.
• عن أبي الشعثاء، قال: خرجتُ حاجًّا فدخلت البيت، فلما كنت عند الساريتين، مضيتُ حتى لزقتُ بالحائط، قال: وجاء ابن عمر حتى قام إلى جنبي، فصلى أربعًا. قال: فلما صلي قلت له: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت؟ قال: فقال: ها هنا أخبرني أسامة بن زيد أنه صلى. قال: قلت: فكم صلَّي؟ قال: على هذا أجدني ألوم نفسي أني مكثتُ معه عمرًا، ثم لم أسأله كم صلَّى.
فلما كان العام المقبل، قال: خرجت حاجًّا، قال: فجئت في مقامه، قال: فجاء ابن الزبير حتى قام إلى جنبي، فلم يزل يزاحمني حتى أخرجني منه، ثم صلي فيه أربعًا.
صحيح: رواه الإمام أحمد (21780)، والبزار في المسند الزخار (2562)، والطّبراني في الكبير (1/ 128) وصحّحه ابن حبان (3205) كلّهم من حديث أبي معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عمارة، عن أبي الشعثاء، فذكره. واللفظ لأحمد، وذكره غيره مختصرًا. وإسناده صحيح.
وعمارة هو ابن عمير التيميّ الكوفيّ من رجال الجماعة.
وأبو الأشعث اسمه سليم بن الأسد بن حنظلة المحاربيّ الكوفي من رجال الجماعة.
قال ابن حبان: "سمع هذا الخبر ابن عمر عن بلال وأسامة بن زيد؛ لأنهما كانا مع النبيِ صلى الله عليه وسلم في الكعبة. فمرّة أدّى الخبر عن بلال، ومرّة أخرى عن أسامة بن زيد، فالطريقان جميعًا محفوظان".
• عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، قال: سمعت ابن عمر يقول: جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم يمشي بين أسامة بن زيد، وبلال حتى دخل الكعبة، وفيها خشبة معترضة، فلما
خرج بلال سألته: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ترك من الخشبة ثلثها عن يمينه، وصلى في الثلث الباقي. قال: قلت: كم صلَّى؟ قال: لم أسأل بلالًا عنها.
صحيح: رواه عبد الرزاق (9071)، وعنه الطبراني في الكبير (1/ 326) عن إسرائيل، أخبرني أشعث بن أبي الشعثاء، فذكره.
• عن ابن عمر، قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يصلي وبينه وبين القبلة مقدار ثلاثة أذرع.
صحيح: رواه ابن حبان في صحيحه (3201) من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
• عن بلال: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى في جوف الكعبة.
صحيح: رواه الترمذيّ (874) وصحّحه ابن خزيمة (3008) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن بلال، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي: "حديث بلال حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، لا يرون بالصّلاة في الكعبة بأسًا. وقال مالك: لا بأس بالصلاة النافلة في الكعبة. وكره أن تصلي المكتوبة في الكعبة. وقال الشافعي: لا بأس أن تصلي المكتوبة والتطوع في الكعبة. لأن حكم النافلة والمكتوبة في الطّهارة والقبلة سواء".
قلت: لم ينقل عن أحد من الصّحابة أنهم صلوا المكتوبة في جوف الكعبة، وقد روي عن ابن عمر أنه كان يصلي فيه ركعتي الطواف، ودخل محمد بن الحنفية الكعبة فصلّى في كلّ زاوية ركعتين. وكان الحسين بن علي يدخل الكعبة ويصلي ركعتين.
هذه الآثار أخرجها عبد الرزاق في مصنفه (5/ 82).
وفي الباب ما رُوي عن عبد الرحمن بن صفوان قال: "قلت لعمر بن الخطاب: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة؟ قال: صلى ركعتين".
رواه أبو داود (2026) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان، قال (فذكره).
وفيه يزيد بن أبي زياد وهو الهاشميّ مولاهم، جمهور أهل العلم مطبقون على تضعيفه. ومن طريقه رواه الإمام أحمد (15552) بأطول منه كما مضى في الوقوف عند الملتزم.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (3017) مع قوله: "إن كان يزيد بن أبي زياد من الشّرط الذي اشترطنا في أول الكتاب".
قلت: وهو كما في أوّل الكتاب: "بنقل العدل عن العدل موصولًا إليه صلى الله عليه وسلم من غير قطع في أثناء الإسناد، ولا جرح في ناقلي الأخبار".
وهذا الحديث ليس على شرطه لوجود جرح من الأئمة المتقدمين في يزيد بن أبي زياد.
وفي الباب ما رُوي عن عثمان بن طلحة: "أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دخل البيت فصلّى ركعتين وِجاهك، حين تدخل بين السّاريتين".
رواه الإمام أحمد (15387)، والطبرانيّ في الكبير (9/ 55)، والبيهقيّ (2/ 328 - 329) كلّهم من طرق، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عثمان بن طلحة، فذكره.
وفيه انقطاع فإن عروة بن الزبير لم يسمع من عثمان بن طلحة.
قال البيهقي: تفرّد به حماد بن سلمة، وفيه إرسال بين عروة وعثمان.
وفي الباب أيضًا ما روي عن أبي هريرة، قال:"لما كان يوم الفتح، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمّ عثمان بن طلحة: "أن ابعثي إليَّ بمفتاح الكعبة". فقالت: لا، واللات والعُزّى لا أبعث به إليك، فقال قائل: ابعث إليها قسرًا، فقال ابنها عثمان: يا رسول الله، إنّها حديثة عهد بكفر، فابعثني إليها حتى آتيك به، قال: فذهب إليها، فقال: يا أمّتاه، إنه قد جاء أمرٌ غير الذي كان، وإنه إن لم تعطني المفتاح قُتلت، قال: فأخرجته فدفعته إليه، فجاء به يسعى، فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم عثر، فابتدر المفتاح من يده، فقام النبيّ صلى الله عليه وسلم[عثر] فجثا عليه بثوبه، فأخذه ثم جاء إلى الباب أحسبه قال: ففتحه، ثم قام عند أركان البيت وأرجائه يدعو، ثم صلّى ركعتين بين الأسطوانتين.
رواه البزار -كشف الأستار (1162) - عن إبراهيم بن راشد، ثنا زيد بن عوف، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وفيه زيد بن عوف أبو ربيعة، بصريّ، ويقال: فهد بن عوف -وفهد لقب- مختلف فيه، فقال الفلّاس: متروك الحديث.
وقال البخاري: تركه عليّ وغيره، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع" (3/ 294) فقال: هو ضعيف.
قوله: "فابتدره" كذا في الكشف، وفي مجمع الزوائد (3/ 294): فانتشر المفتاح.
وقوله: "عثر فجثى". لم يذكر في "المجمع"": "عثر".
وأمّا ما رُوي عن عائشة، قالت: إنّ النبيّ خرج من عندها وهو مسرور، ثم رجع إليها وهو كئيب، فقال:"إني دخلت الكعبة، لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها، إني أخاف أن أكون قد شققتُ على أمّتي" فهو ضعيف.
رواه أبو داود (2029)، والترمذي (873)، وابن ماجه (3064)، وصحّحه ابن خزيمة (3014) كلّهم من طرق، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، فذكرته. قال الترمذي: حسن صحيح.
قلت: بل هو ضعيف فإن فيه إسماعيل بن عبد الملك وهو ابن أبي الصّفير -مصغرًا- مختلف فيه فضعّفه النسائيّ وأبو حاتم وأبو داود، وقال ابن حبان: كان يقلب ما يروي، فمثله إذا تفرّد لا