الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن معاني التخوم أن يدخل الرجل في ملك غيره، فيقطعه ظلما.
• عن الحارث بن البرصاء قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول -وهو يمشي بين جمرتين من الجمار-، وهو يقول:"من أخذ شبرا من مال امرئ مسلم بيمين فاجرة فليتبوأ بيتا من النار".
صحيح: رواه ابن حبان في صحيحه (5165) عن محمد بن الحسين بن مكرم قال: حدثنا عمرو بن علي الفلاس قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي قال: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح بن القاسم، عن إسماعيل بن أمية، عن عمر بن عطاء، عن عبيد بن جريج، عن الحارث بن البرصاء فذكره. قال ابن حبان:"تفرد به عمر بن عبد الوهاب".
قلت: عمر بن عبد الوهاب ثقة من رجال مسلم؛ فلا يضر تفرده.
ثم إنه لم ينفرد به، كما زعم ابن حبان، فقد رواه الحاكم (4/ 294 - 295) من وجه آخر عن إسماعيل بن أمية بإسناده، وزاد فيه:"ليبلغ شاهدكم غائبكم مرتين أو ثلاثا". وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
ورواه الطبراني في الكبير (3/ 290) من حديث الحميدي، ثنا سفيان، ثنا إسماعيل بن أمية بإسناده نحوه. وإسناده صحيح. وللحديث أسانيد أخرى.
5 - باب قصاص المظالم يوم القيامة
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس بالدماء".
متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (6533)، ومسلم في القسامة (1678) كلاهما من حديث الأعمش، حدثني شقيق، قال: سمعت عبد اللَّه فذكره.
• عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إذا خَلَص المؤمنون من النّار حُبِسُوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصُّون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا أذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدلُّ بمنزله كان في الدنيا".
صحيح: رواه البخاري في المظالم (2440) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
6 - باب ما جاء في أخذ حسنات الظالم، وإعطائها للمظلوم يوم القيامة
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه
بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحُمِل عليه".
صحيح: رواه البخاري في المظالم (2449) عن آدم بن أبي إياس، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثنا سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
قال البخاري: قال إسماعيل بن أبي أويس: إنما سمي المقبري؛ لأنه كان نزل ناحية المقابر. وقال البخاري: وسعيد المقبري هو مولى بني ليث، وهو سعيد بن أبي سعيد، واسم أبي سعيد كيسان.
• عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما المفلس؟ ". قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعْطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النّار".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (2581) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
• عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجَلْحاءِ من الشاة القَرْناءِ".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (2582) من طرق عن إسماعيل (ابن جعفر)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
"والجلحاء" هي الجماء التي لا قرن لها، والقصاص من القرناء والجلحاء ليس هو من قصاص التكلف؛ إذ لا تكلف عليها، إنما هو قصاص مقابلة، وفيه تصريح بحشر البهائم يوم القيامة، ويدل عليه قوله تعالى:{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [سورة التكوير: 5].
ولكن قال العلماء: ليس من شرط الحشر في القيامة المجازاة والعقاب والثواب، أفاده النووي باختصار.
وفيه إظهار قدرة اللَّه تعالى بأنه يستطيع أن يحشر البهائم يوم القيامة التي لا تكليف عليها، فكيف لا يحشر الآدميين.
• عن عبد اللَّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمُحَقِّرات، وهي الموبِقات يوم القيامة، اتقوا المظالم ما استطعتم؛ فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنه ستنجيه، فما زال عبد يقوم، فيقول: يا رب، ظلمني عبدك مظلمة. فيقول: امْحُوا من حسناته. وما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب، وإن مثل ذلك