الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العاري من اللحم وهو المعروف اليوم بالمقادم.
3 - باب قبول هدايا المسلمين
• عن أنس بن مالك قال: أنفجنا أرنبا بمر الظهران، فسعى القوم، فلغبوا، فأدركتها، فأخذتها، فأتيت بها أبا طلحة، فذبحها، وبعث بها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بوركها أو فخذيها. -قال: فخذيها، لا شك فيه- فقبله. قلت: وأكل منه؟ قال: وأكل منه، ثم قال بعدُ: قَبِله. (أي لم يأكل منه).
متفق عليه: رواه البخاري في الهبة (2572)، ومسلم في كتاب الصيد (1953) كلاهما من حديث شعبة، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، عن أنس فذكره. واللفظ للبخاري.
ولفظ مسلم: "فقبله" فقط، ولم يقل فيه:"أكل منه".
والصحيح أنه قبله، ولم يأكل منه؛ لأنه شك في أول الأمر، ثم جزم بأنه قبله.
وقوله: "لغبوا" معناه: تعبوا.
• عن الصعب بن جثامة، أنه أهدى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا، وهو بالأبواء أو بودان، فرد عليه، فلما رأى ما في وجهه قال:"أما إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم".
متفق عليه: رواه مالك في الموطأ عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن عبد اللَّه بن عباس، عن الصعب بن جثامة فذكره.
ومن طريقه رواه البخاري في الهبة (2573)، ومسلم في الحج (1192).
• عن المغيرة بن شعبة قال: أهدى دحية الكلبي لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خفين فلبسهما.
صحيح: رواه الترمذي في السنن (1769) وفي الشمائل (70) وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص: 116) كلاهما من طريق الحسن بن عياش، عن أبي إسحاق وهو الشيباني، عن عامر الشعبي، عن المغيرة بن شعبة: فذكره.
وإسناده صحيح، والحسن بن عياش اختلف فيه، والجمهور على توثيقه إلا أن الحافظ قال في التقريب:"صدوق".
• عن المغيرة بن شعبة، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه، قال: فقال رجل عند المغيرة بن شعبة: يا مغيرة، ومن أين كان للنبي صلى الله عليه وسلم خفان؟ قال: فقال المغيرة: أهداهما إليه النجاشي.
صحيح: رواه البيهقي (1/ 283) عن أبي عبد اللَّه الحاكم، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن العباس بن محمد الدوري، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبي إسحاق الشيباني، عن
الشعبي، عن المغيرة بن شعبة، فذكره. وهذا إسناد ظاهره الصحة.
وقال البيهقي: "والشعبي إنما روى حديث المسح عن عروة بن المغيرة، عن أبيه".
قلت: حديث المغيرة في المسح دون ذكر الإهداء صحيح مشهور، سبق في المسح على الخفين، ورواية الشعبي عن المغيرة ثابتة، فيحتمل أنه سمعه بالواسطة، ثم تيسر له السماع من المغيرة مباشرة.
• عن بريدة بن الحصيب، أن النجاشي أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم خفين أسودين ساذجين، فلبسهما، ثم توضأ ومسح عليهما.
حسن: رواه أبو داود (155) والترمذي (2820) وفي الشمائل (69) وابن ماجه (549)، (3620) وأحمد (22981) كلهم من طريق وكيع، حدثنا دلهم بن صالح الكندي، عن حجير بن عبد اللَّه الكندي، عن عبد اللَّه بن بريدة بن الحصيب، عن أبيه، فذكره.
ودلهم بن صالح ضعيف، وحجير بن عبد اللَّه الكندي مجهول، فإنه لم يرو عنه إلا دلهم بن صالح، ولم يوثقه غير ابن حبان، على قاعدته في توثيق المجاهيل، لكنهما توبعا؛ فقد رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص: 117) عن أبي بكر البزار، حدثنا محمد بن مرداس الأنصاري، ثنا يحيى بن كثير، ثنا الجريري، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، مثله.
وسقط من مطبوع مسند البزار (4392)"ثنا يحيى بن كثير" ويحيى بن كثير هو أبو النضر، صاحب البصري، ضعيف.
والجريري اسمه سعيد بن إياس أبو مسعود البصري، ثقة إلا أنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، ولكنه لا بأس به في المتابعة. وبمجموع الطريقين يصل الحديث إلى درجة الحسن، وقد حَسَّنَه أيضًا الترمذي، فقال:"هذا حديث حسن".
وقوله: "أسودين ساذجين"، السَّاذَج: بفتح الذال وكسرها، هو الخالص غير المشوب وغير المنقوش.
• عن أسامة بن زيد، قال: كساني رسول اللَّه قُبْطِيَّة كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال:"ما لك لم تلبس القبطية؟ " قلت: كسوتها امرأتي، فقال:"مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف عظامها".
حسن: رواه أحمد (21786)، (21788) والبيهقي (2/ 234) والضياء في المختارة (1365 - 1366) من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه، فذكره.
وهذا إسناد حسن من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل؛ فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت بما ينكر عليه.
قوله: "القبطية" هي ثياب من كتان رقيق كانت تعمل بمصر، نسبة إلى القبط على غير القياس، فرقا بينها وبين الإنسان، قاله الفيومي في المصباح المنير.
وقوله: "غلالة" ثوب رقيق يلبس تحت الدثار.
• عن العباس بن عبد المطلب قال: شهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي. . . فذكر الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (1775/ 76) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب، قال: قال عباس: فذكره.
وفروة بن نفاثة الجذامي بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، وكان عاملا للروم على من يليهم من العرب، فلما بلغهم إسلامه حبسوه، ثم قتلوه.
• عن ابن عمر قال: كساني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حلة من حلل السيراء، أهداها له فيروز، فلبست الإزار، فأغرقني طولا وعرضا، فسحبته، ولبست الرداء، فتقنعت به، فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعاتقي، فقال:"يا عبد اللَّه، ارفع الإزار؛ فإن ما مست الأرض من الإزار إلى ما أسفل من الكعين في النّار". قال عبد اللَّه بن محمد: فلم أر إنسانا قط أشد تشميرا من عبد اللَّه بن عمر.
حسن: رواه أحمد (5713) وأبو يعلى (5714) من طريقين، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه ابن محمد بن عقيل، عن ابن عمر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل؛ فإنه حسن الحديث.
وقصة رفع الإزار فقط في صحيح مسلم (2086) من حديث عبد اللَّه بن واقد، عن ابن عمر.
• عن عبد اللَّه بن بسر قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ولا يقبل الصدقة.
حسن: رواه أحمد (17688) عن هشام بن سعيد، حدثني الحسن بن أيوب الحضرمي، حدثني عبد اللَّه بن بسر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحسن بن أيوب الحضرمي، أبي عبد اللَّه الشامي، من رجال "التعجيل" (404). قال أحمد:"ما أرى به بأسا"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 126).
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين".