الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدّثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
ووصله النسائي في "الكبرى"(10729) عن إبراهيم بن يعقوب، وابن خزيمة (2424) عن هلال بن بشر، كلاهما عن عثمان بن الهيثم به.
2 - باب الوكالة في البيع والشراء
قال اللَّه تعالى: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ} [سورة الكهف: 19].
• عن عروة البارقي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه.
صحيح: رواه البخاريّ في المناقب (3642) عن علي بن عبد اللَّه، أخبرنا سفيان، حدّثنا شبيب بن غرقدة قال: سمعت الحي يحدثون عن عروة فذكره.
قال سفيان: كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال: سمعه شبيب من عروة، فأتيته، فقال شبيب: إني لم أسمعه من عروة، قال: سمعت الحي يخبرونه عنه، ولكن سمعته يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة" قال: وقد رأيت في داره سبعين فرسا. قال سفيان: يشتري له شاة كأنها أضحية.
أراد البخاري بذلك بيان ضعف رواية الحسن بن عمارة، وأن شبيبا لم يسمع هذا الجزء من عروة، وإنما سمعه من الحي، عن عروة، ولكن سمع منه:"الخير معقود بنواصي الخيل".
ولكن ذهب بعض المحدثين، وكثير من الفقهاء إلى قبول حديث يرويه جماعة، وإن لم يسموا؛ لأن الجماعة أولى بالضبط من الواحد.
ومع ذلك له إسناد آخر: رواه أبو لبيد عن عروة البارقي قال: دفع إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دينارا لأشتري له شاة. فذكر الحديث.
وقال: فكان يخرج بعد ذلك إلى كناسة الكوفة، فيربح الربح العظيم، فكان من أكثر أهل الكوفة مالا.
رواه الترمذيّ (1258) -واللّفظ له-، وأبو داود (3385) إلا أنه لم يسق لفظه، بل قال:"ولفظه مختلف". وابن ماجه (2402) -وأحال على لفظ سفيان، كما عند البخاري- كلّهم من طريق سعيد بن زيد، عن الزبير بن الخِرِّيت، عن أبي لبيد لُمازة بن زَبّارة، عن عروة بن أبي الجعد البارقي. . . . فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل الكلام في سعيد بن زيد، وهو أخو حماد بن زيد غير أنه حسن الحديث، وقد تابعه هارون الأعور المقرئ عند الترمذيّ. وأبو لبيد صدوق، كما في التقريب.
نقل الحافظ في "التلخيص"(3/ 5) عن المنذري والنووي أن إسناده حسن صحيح لمجيئه من وجهين.
وقال ابن كثير: سنده جيد إلا أن الشافعي قال: هذا الحديث ليس بثابت.
وقد ذهب إليه بعض أهل العلم، منهم أحمد، وإسحاق، كما قال الترمذيّ.
وبمعناه ما روي عن حكيم بن حزام أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث معه بدينار يشتري له أضحية، فاشتراها بدينار، وباعها بدينارين، فرجع، فاشترى له أضحية بدينار، وجاء بدينار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتصدق به النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا له أن يبارك له في تجارته.
رواه أبو داود (3386) عن محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان، حدثني أبو حصين، عن شيخ من أهل المدينة، عن حكيم بن حزام فذكره.
وفي إسناده رجل مجهول.
ولكن خالف أبو بكر بن عياش سفيان، فروى عن أبي حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن حكيم بن حزام. فذكر الحديث. رواه الترمذيّ (1257) عن أبي كريب، عن أبي بكر بن عياش.
فجعل الرجل المجهول هو حبيب بن أبي ثابت إلا أنه لم يسمع من حكيم بن حزام، كما قال الترمذيّ. ففيه انقطاع. وكذا قال أيضًا ابن كثير في "إرشاد الفقيه"(2/ 64).
• عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: أردت الخروج إلى خيبر، فأتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، وقلت له: إني أردت الخروج إلى خيبر، فقال:"إذا أتيت وكيلي فخذ منه خمسة عشر وسقا، فإن ابتغى منك آية فضع يدك على ترقوته".
صحيح: رواه أبو داود (3632)، وعنه البيهقي (6/ 80)، والدارقطني (4/ 154) عن عبيد اللَّه ابن سعد بن إبراهيم، ثنا عمي، ثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن أبي نعيم وهب بن كيسان، عن جابر ابن عبد اللَّه فذكره.
وإسناده صحيح، وعم عبيد اللَّه بن سعد هو يعقوب بن إبراهيم، وأبوه هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، وكلاهما ثقة.
وقوله: "على ترقوته" بفتح التاء، العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق. وهما ترقوتان من الجانبين.
• عن عبد اللَّه الهوزني قال: لقيت بلالا مؤذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحلب، فقلت: يا بلال، حدثني كيف كانت نفقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان له شيء. كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه اللَّه إلى أن توفي، وكان إذا أتاه الانسان مسلما فرآه عاريا يأمرني، فأنطلق فأستقرض، فأشتري له البردة، فأكسوه، وأطعمه حتى اعترضني
رجل من المشركين، فقال: يا بلال، إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني، ففعلت، فلما أن كان ذات يوم توضأت، ثم قمت لأؤذن بالصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار، فلما أن رآني قال: يا حبشي. قلت: يالبَّاه. فتجهمني، وقال لي قولا غليظا، وقال لي: أتدري كم بينك وبين الشهر؟ قال: قلت: قريب. قال: إنما بينك وبينه أربع، فآخذك بالذي عليك، فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس النّاس حتى إذا صليت العتمة رجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أهله، فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقلت: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأمي إن المشرك الذي كنت أتدين منه قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي، وهو فاضحِي، فأذن لي أن آبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق اللَّه رسول صلى الله عليه وسلم ما يقضي عني، فخرجت حتى إذا أتيت منزلي، فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجنِّي عند رأسي، حتى إذا انشق عمود الصبح الأول أردت أن أنطلق، فإذا إنسان يسعى يدعو: يا بلال، أجب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فانطلقت حتى أتيته، فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن، فاستأذنت، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أبشر، فقد جاءك اللَّه بقضائك". ثم قال: "ألم تر الركائب المناخات الأربع؟ " فقلت: بلى. فقال: "إن لك رقابهن وما عليهن، فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن إلي عظيم فدك، فاقبضهن، واقض دينك". ففعلت. فذكر الحديث. ثم انطلقت إلى المسجد، فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد، فسلمت عليه، فقال:"ما فعل ما قِبلك؟ " قلت: قد قضى اللَّه كل شيء كان على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلم يبق شيء. قال:"أفضل شيء؟ " قلت: نعم. قال: "انظر أن تريحني منه، فإني لست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منه". فلما صلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العتمة دعاني، فقال: ما فعل الذي قبلك؟ " قال: قلت: هو معي لم يأتنا أحد، فبات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المسجد، وقص الحديث. قال: حتى إذا صلى العتمة -يعني من الغد- دعاني قال: "ما فعل الذي قِبلك؟ " قال: قلت: قد أراحك اللَّه منه يا رسول اللَّه، فكبر، وحمد اللَّه شفقا من أن يدركه الموت، وعنده ذلك. ثم اتبعته حتى إذا جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة، حتى أتى مبيته. فهذا الذي سألتني عنه.
صحيح: رواه أبو داود (3055) عن أبي توبة الربيع بن نافع، حدّثنا معاوية -يعني ابن سلام-، عن زيد أنه سمع أبا سلام قال: حدثني عبد اللَّه الهوزني فذكره. وصحّحه ابن حبان (6351)،
ورواه أيضًا البيهقي (6/ 80) كلهم من حديث معاوية بن سلام به. وإسناده صحيح.
وقوله: "يالباه" يريد لبيك.
وقوله: "تجهمني" أي تلقاني بوجه كريه.
وقوله: "مجني" من المجن -بكسر الميم، وفتح الجيم، وتشديد النون- الترس.
وقوله: "شفقاء -بفتح الشين والفاء- الخوف.
• * *