الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه أبو داود (1871) أيضًا عن مسلم بن إبراهيم، حدّثنا سلام بن مسكين، حدّثنا ثابت البنانيّ، بإسناده وزاد فيه:"وصلى ركعتين خلف المقام" بعد قوله: "لما دخل مكة طاف بالبيت".
26 - باب في فضل الحجر الأسود والمقام
• عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشدّ بياضًا من اللّبن فسوّدته خطايا بني آدم".
صحيح: رواه الترمذيّ (877) عن قتيبة، حدّثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. قال الترمذي:"حسن صحيح".
وصحّحه ابن خزيمة (2733) ورواه من طريق جرير وزياد بن عبد الله - كلاهما عن عطاء بن السائب.
قلت: وفيه عطاء بن السائب ممن اختلط، وجرير ممن رواه عنه بعد الاختلاط، ولكن رواه النسائيّ (2935)، والإمام أحمد (2795) كلاهما من حديث حماد، عن عطاء بن السائب، بإسناده، مثله.
إلا أنّ النسائي ذكره مختصرًا، وحماد هو ابن سلمة وهو ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه؛ وبهذا يكون الإسناد صحيحا فإن عطاء بن السائب ثقة، وثَّقه الأئمة.
وروي بإسناد فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عنه، بلفظ:"الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسّه من رجس الجاهلية، ما مسّه ذو عاهة إلّا برأ".
رواه الطبراني في "الكبير"(11/ 146) قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 242): "وفيه محمد ابن أبي ليلى وفيه كلام".
وهو كما قال؛ فإنّ محمد بن أبي ليلى وصف بسوء الحفظ، وفي "التقريب":"صدوق سيء الحفظ جدًا".
ومع ذلك قال المنذريّ في "الترغيب"(1797): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" بإسناد حسن".
قوله: "كالمها" بالفتح أي في الصفا مثل البلورة.
وما ما رُوي عن أنس مرفوعًا: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة". ففيه داود بن الزّبرقان، قال الذهبي:"متروك". ومن طريقه رواه الحاكم (1/ 456).
ورُوي عنه أيضًا موقوفًا: "الحجر الأسود من الجنة".
رواه الإمام أحمد (13944) عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثنا قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح، وروي مرفوعًا ولا يصح.
رواه البيهقي (5/ 75) وفيه عمر بن إبراهيم العبدي، عن قتادة، عن أنس، وفي حديثه عن قتادة مناكير كما قال الإمام أحمد، وفي غيره ثقة.
وفي الباب أحاديث أخرى كما ذكرها الهيثميّ في "المجمع"(3/ 242) إلّا أنها كلها ضعيفة.
• عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب".
حسن: رواه ابن خزيمة (2731)، والحاكم (1/ 456)، والبيهقي (5/ 75) كلّهم من حديث أيوب بن سويد، عن يونس، عن الزهريّ، عن مسافع بن شيبة الحجبي، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث تفرّد أيوب بن سويد عن يونس، وأيوب ممن لم يحتجا به إلا أنه من أجلّة مشايخ الشّام".
وقال ابن خزيمة: "هذا الخبر لم يسنده أحدٌ أعلمه من حديث الزهريّ غير أيوب بن سويد إن كان حفظ عنه".
قلت: ليس كما قال، بل أسنده ايضًا أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس، عن الزهري، وزاد فيه:"وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي". رواه البيهقيّ.
ووالد أحمد هو شبيب بن سعيد وهو لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه.
وهذا متابع قوي لأيوب بن سويد الذي غالب أهل العلم على تضعيفه إلّا قوله: "وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي" فإنّها زيادة منكرة، لم يتابع عليها.
وروي هذا الحديث من غير طريق الزهري من وجهين آخرين:
فرواه الترمذي (878) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يزيد بن زريع.
والإمام أحمد (700) عن عفّان كلاهما -أعني يزيد وعفّان- عن رجاء أبي يحيى، عن مسافع ابن شيبة، قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (فذكر الحديث).
وفي مسند الإمام أحمد: أنشد بالله ثلاثًا، ووضع إصبعه في أذنيه: لسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول (فذكره).
وهذا شاهد لحديث الزهري كما قال الحاكم أي متابعًا له.
وصحّحه النووي في "المجموع"(8/ 36) وقال: "رواه البيهقيّ بإسناد صحيح على شرط مسلم".
قال الترمذيّ: "وقد رُوي عن عبد الله بن عمرو موقوفًا".
قلت: كذا قال أيضًا أبو حاتم في "العلل"(899)، ولكن من رواية الزهري وشعبة كلاهما عن مسافع بن شيبة. وقال:"وهو أشبه، ورجاء شيخ ليس بقوي".
قلت: وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (2732) من طريق أبي يحيى، وقال: "لست أعرف أبا رجاء