الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنده مسلم، فلم يجد ما يكفنه ولا ما يواريه إلا بدين، فمات، ولم يقض. ورجل خاف على نفسه الفتنة، فتعفف بنكاح امرأة بدين، فمات ولم يقض. فإن اللَّه يقضي عنهم يوم القيامة".
رواه ابن ماجه (2435)، وعبد بن حميد (349) كلاهما من حديث ابن أنعم، عن عمران بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عمرو قال فذكره. واللّفظ لعبد بن حميد، ولفظ ابن ماجه نحوه. وابن أنعم هو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم -بفتح أوله، وسكون النون- الإفريقي القاضي ضعيف باتفاق أهل العلم. قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، ويدلس.
وقلت: هذا الحديث منكر يخالف الأحاديث الصّحيحة.
5 - باب الترغيب في قضاء الديون
قال اللَّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [سورة النساء: 58].
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لو كان عندي أُحد ذهبا لأحببت أن لا يأتي ثلاث، وعندي منه دينار -ليس شيء أرصده في دين علي- أجد من يقبله".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التمني (7228) عن إسحاق بن نصر، حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
وأخرجه أيضًا مسلم في الزّكاة (991) من طرق عن أبي هريرة نحوه.
ورواه البخاري أيضًا في الاستقراض (2389) من طريق عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي هريرة نحوه.
وقوله: "أرصده" أي أعده.
قال ابن حجر في "الفتح"(5/ 55): "وفيه الاهتمام بأمر وفاء الدين".
• عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما يسرني أن عندي مثل أحُد هذا ذهبا تمضي علي ثالثة، وعندي منه دينار إلا شيئًا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد اللَّه هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه".
متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (6444)، ومسلم في الزّكاة (992) كلاهما من حديث الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر في حديث طويل.
6 - باب من استدان دينا وهو ينوي قضاءه
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أخذ أموال النّاس يريد أداءها أدى اللَّه عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه اللَّه".
صحيح: رواه البخاريّ في الاستقراض (2387) عن عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، حدّثنا
سليمان بن بلال، عن ثور بن يزيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة فذكره.
• عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها استدانت، فقيل لها: يا أم المؤمنين، تستدين وليس عندك وفاء. قالت: إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من أخذ دينا وهو يريد أن يؤديه أعانه اللَّه عز وجل".
حسن: رواه النسائي (4687) عن محمد بن المثنى قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد اللَّه بن عتبة أن ميمونة استدانت فذكره.
وقد اختلف في سماع عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود من ميمونة، لأنه أرسل عن جماعة من الصحابة، ولم تذكر فيهم ميمونة.
ولكن قال الدارقطني في "العلل"(15/ 267): "وقد قيل: عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن حصين، عن عبد اللَّه بن عتبة، والصحيح عن عبيد اللَّه (بن عبد اللَّه بن عتبة)؛ فقد رواه أبو حمزة السكري، وأبو عبيدة بن معن، وجرير بن حازم، عن الأعمش، عن حصين، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه مرسلا، والمرسل أشبه".
وللحديث طريقان آخران:
أحدهما ما رواه عمران بن حذيفة، عن أم المؤمنين ميمونة نحوه.
رواه النسائي (4686)، وابن ماجه (2408)، وعبد بن حميد (1549)، وابن حبان (5041)، والحاكم (2/ 23) كلهم من طريق زياد بن عمرو بن هند، عن عمران بن حذيفة.
وزياد بن عمرو، وشيخه مجهولان.
والثاني ما رواه منصور بن معتمر قال: حسبته عن سالم بن أبي الجعد، عن ميمونة أم المؤمنين نحوه.
رواه أحمد (26816) من طريق جعفر بن زياد، عن منصور بن معتمر.
ورواه أيضًا (26840) من طريق جعفر بن زياد، عن منصور بن معتمر، عن رجل، عن ميمونة.
وسالم بن أبي الجعد لم يذكر له السماع عن ميمونة.
وللحديث طرق أخرى، إذا ضم بعضها إلى بعض يكون حسنا لغيره.
• عن عبد اللَّه بن جعفر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكره اللَّه".
حسن: رواه ابن ماجه (2409)، والدارمي (2637)، والحاكم (2/ 23)، والبيهقي (5/ 355) كلهم من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثنا سعيد بن سفيان مولى الأسلميين، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن جعفر فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وإسناده حسن من أجل سعيد بن سفيان الأسلمي مولاهم المدني، روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في الثقات، حسن إسناده أيضًا الحافظ ابن حجر في "الفتح"(5/ 54).
وفي الباب عن عائشة أنها كانت تدّان، فقيل لها: ما لك وللدين؟ قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له عز وجل عون".
رواه أحمد (24439)، والحاكم (2/ 22)، والبيهقي (5/ 354) كلهم من طريق القاسم بن الفضل، حدّثنا محمد بن علي قال: كانت عائشة تدّان فذكره.
ومحمد بن علي هو أبو جعفر الباقر لم يسمع من عائشة.
وأما ما رواه الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة نحوه، وقال الحاكم:"صحيح الإسناد".
فتعقبه الذهبي، فقال:"ابن مجبر وهاه أبو زرعة، وقال النسائي: متروك. لكن وثّقه أحمد".
قلت: هو محمد بن عبد الرحمن بن المجبَّر العمري البصري، ذكر الذهبي في "الميزان"(3/ 621) جماعة من أهل العلم تكلموا فيه من غير هؤلاء، منهم يحيى بن معين، والفلاس، والبخاري، ولكنه لم يذكر توثيق الإمام أحمد، فتأكد من ذلك.
وفي الباب أيضًا عن صهيب الخير، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أيما رجل تدين دينا وهو مجمع أن لا يوفيه إياه لقي اللَّه سارقا".
رواه ابن ماجه (2410) عن هشام بن عمار قال: حدّثنا يوسف بن محمد بن صيفي بن صهيب الخير قال: حدثني عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب، عن شعيب بن عمرو قال: حدّثنا صهيب الخير فذكره.
وفيه يوسف بن محمد بن صيفي قال البخاري: "فيه نظر". وقال أبو حاتم: "لا بأس به". وذكره ابن حبان في ثقاته، وقد روى عنه عدد، وجعله الحافظ في مرتبة "مقبول".
وشيخه عبد الحميد بن زياد بن صيفي، وهو عمه، قال أبو حاتم: شيخ. وذكره ابن حبان في ثقاته، وفي التقريب:"لين الحديث".
وللحديث إسناد آخر: رواه ابن ماجه (2410) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدّثنا يوسف ابن محمد بن صيفي، عن عبد الحميد بن زياد، عن أبيه، عن جده صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
قال البخاري: "لا يصح سماع بعضهم من بعض".
وللحديث إسناد آخر: وهو ما رواه أحمد (1832) عن هشيم، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، عن الحسن بن محمد الأنصاري قال: حدثني رجل من النمر بن قاسط قال: سمعت صهيب بن سنان يحدث قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيما رجل أصدق امرأة صداقا واللَّه يعلم أنه لا يريد أداءه إليها فغرَّها باللَّه، واستحل فرجها بالباطل لقي اللَّه يوم يلقاه وهو زان. وأيما رجل ادَّان من رجل