الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال البيهقيّ (5/ 131) بعد أن روى الحديث من طريق أبي داود: "قال الشافعيّ: يُشبه إذ رمي يوم النحر راكبًا لاتصال ركوبه من المزدلفة، إن رمي يوم النّفر راكبًا لاتصال ركوبه بالصدر".
قال البيهقي: "وهذا قول عطاء بن أبي رباح" ثم أسنده عنه قال: "رمي الجمار ركوب يومين، ومشي يومين".
ثم قال: فإن صحّ حديث العمري كان أولى بالاتباع.
قلت: لعلّ البيهقيّ لم يقف على طريق عبيد الله بن عمر، ولذا علق الحكم على صحة الخبر، وبالله التوفيق.
وفي معناه ما رُويَ عن ابن عباس: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم رمي الجمرة يوم النحر راكبًا.
رواه الترمذيّ (899)، وابن ماجه (3034) كلاهما من حديث الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره. قال الترمذي:"حسن".
ولكن فيه الحجاج هو ابن أرطاة ضعيف مدلّس، ضعّفه النسائي وغيره.
110 - باب رفع اليدين بالدّعاء عند الجمرتين الدنيا والوسطى دون جمرة العقبة
• عن سالم بن عبد الله: أنّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يرمي الجمرة الدّنيا بسبع حصيات، ثم يكبِّر على إثر كلِّ حصاة، ثم يتقدم فيُسهل، فيقوم مستقبل القبلة قيامًا طويلًا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال فيُسهل، ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ويقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
صحيح: رواه البخاريّ في الحجّ (1752) عن إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
وفي معناه ما روي عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رمي جمرة العقبة مضى ولم يقف. رواه ابن ماجه (3033) وفيه الحجاج وهو ابن أرطاة ضعيف، وفيه أيضا الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس، والحكم لم يسمع هذا الحديث عن مقسم.
111 - باب ما جاء في فضل الرّمي
• عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة".
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (1140) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر، ثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوءمة، عن ابن عباس،
فذكره.
وإسناده حسن من أجل صالح مولى التوءمة، فإنه مختلف فيه وقد اختلط، فقال ابن عدي:"لا بأس به إذا سمعوا منه قديما مثل ابن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سعد وغيرهم".
قلت: موسى بن عقبة ممن سمع منه قديما كما قال البخاري في العلل الكبير (ص: 34) طبعة السامرائي.
ورُوي عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما جعل الطّواف بالبيت وبين الصّفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله".
رواه أبو داود (1888)، والترمذيّ (902) كلاهما من حديث عيسي بن يونس، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.
واللّفظ لأبي داود. وأما الترمذيّ فلم يذكر فيه: "الطّواف بالبيت". وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: فيه عبيد الله بن أبي زياد مختلف فيه، فوثقه ابن معين في رواية، وضعّفه في روايات أخرى. وقال أحمد: صالح. وأكثر أهل العلم على تضعيفه ولذا قال الحافظ في "التقريب": "ليس بالقوي".
ومن ضعفه أنه اضطرب في رفع هذا الحديث ووقفه.
فرواه عيسى بن يونس عنه مرفوعًا كما رأيت.
ومن هذا الطريق رواه ابن خزيمة (2882) وكذلك رواه عنه سفيان مرفوعًا إلا أنه اختلف عليه. فرواه وكيع عنه، عن عبيد الله مرفوعًا.
ومن طريقه رواه الحاكم (1/ 459) وقال: "صحيح الإسناد". وتابعه أبو نعيم في رفعه عن سفيان، عنه.
ورواه أبو قتيبة، عن سفيان، عنه فلم يرفعه. وكذلك رواه يحيى القطان عن عبيد الله فلم يرفعه، وقال:"قد سمعته يرفعه ولكني أهابه". ورواه ابن أبي مليكة عن القاسم، عن عائشة فلم يرفعه.
ورواه حسين المعلم عن عطاء، عن عائشة، فلم يرفعه. ذكر ذلك كله البيهقيّ (5/ 145).
وذكره ابن عدي في "الكامل"(4/ 1634 - 1635)، والذهبي في "الميزان" مما أنكر عليه إلا أن ابن عدي قال:"وقد حدّث عنه الثقات، ولم أرَ له شيئًا منكرًا فأذكره". لعله يقصد به غير ما ذكرت.
وذكر الدّارقطنيّ هذا الحديث في "العلل"(15/ 122) وبين الاختلاف في رفعه ووقفه إلا أنه لم يرجّح شيئًا.
وفي الباب ما رُوي عن أبي سعيد، قال: قلنا يا رسول الله، هذه الجمار التي يُرمي بها كلّ عام فنحتسب أنها تنتقص؟ فقال:"إنّه ما تقبّل منها رُفع، ولولا ذلك لرأيتها أمثال الجبال".