الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
159، 160]، إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصّفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العملُ في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بِشَبعِ بطنه، ويحضُرُ ما لا يَحضُرون، ويحفَظُ ما لا يحفظُون".
• عن أنس بن مالك قال: قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وكان سعدٌ ذا غنّى، فقال لعبد الرحمن: أقاسمك مالي نصفين وأزوجك، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلّوني على السوق
…
" الحديث.
صحيح: رواه البخاري في البيوع (2049) عن أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا حميد، عن أنس قال فذكره.
• عن ابن عباس قال: "كانت عُكاظ، ومجَنّةُ، وذو المجاز أسواقًا في الجاهلية، فلما كان الإسلام فكأنهم تأثموا فيه، فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [سورة البقرة: 198] في مواسم الحج، قرأها ابن عباس".
صحيح: رواه البخاري في البيوع (2050) عن عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن عمرو (هو ابن دينار)، عن ابن عباس قال فذكره.
وقوله: "عُكاظ" -بضم أوله، وآخره ظاء معجمة-، اسم سوق من أسواق العرب في الجاهلية، وكانت قبائل العرب تجتمع فيها في كل سنة، ويفاخرون فيها، ويحضرها شعراؤهم وأُدبائهم، وهو من قولهم:"عكظ الرجل صاحبه" إذا فاخره، وغلبه بالمفاخرة.
وقوله: "مَجنّة ": -بميم مفتوحة، وجيم معجمة، ونون مشددة مفتوحة-، وهي من أسواق العرب في الجاهلية، وكانت مجنّة بمر الظهران، قرب جبل يُقال له: الأصفر، وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها، قاله الأصمعي.
ويُقال: مجنّة عند عرفة.
وقوله: "ذو المجاز" هو أيضًا سوق من أسواق العرب، قريب من عرفات.
قال ابن الأثير: "كان عُكاظ، وذو المجاز، ومجنة أسواقا تجتمع بها العرب كل عام، إذا حضر الموسم، فيأمن بعضهم بعضًا، حتى تنقضي أيامها، وكانت مجنّة بالظهران، وكانت عكاظ بين نخلة والطائف، وكان المجاز بالجانب الأيسر إذا وقفتَ على الموقف".
2 - باب في الحث على كسب الرجل وطلب الحلال
• عن المقدام، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما أكل أحدٌ طعامًا قطّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإنّ نبيّ الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده".
صحيح: رواه البخاري في البيوع (2072) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسي بن يونس، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن المقدام به.
• عن المقدام بن معد يكرب الزبيدي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما كسب الرجل كسْبًا أطيب من عمل يده. وما أنفق الرجل على نفسه، وأهله، وولده، وخادمه فهو صدقة".
حسن: رواه ابن ماجه (2138) عن هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير ابن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب فذكره.
ورواه أحمد (17190) من وجه آخر عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد بإسناده بلفظ "ما أكل أحد منكم طعامًا في الدنيا خيرًا له من أن يأكل من عمل يده".
وإسناده حسن من أجل الكلام في إسماعيل بن عياش، فإنه صدوق في روايته عن أهل بلده الشاميين وهذه منها. فإن بحير بن سعد حمصي.
وتابعه بقية بن الوليد فقال: حدثنا بحير بن سعد، حدثنا خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب فذكره ولفظه "ما أكل أحد منكم طعامًا أحب إلى الله عز وجل من عمل يده".
رواه أحمد (17181) عن إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا بقية بإسناده.
وبقية مدلس إلا أنه صرح كما أنه توبع.
• عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن داود عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده".
صحيح: رواه البخاري في البيوع (2073) عن يحيى بن موسي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، حدثنا أبو هريرة فذكره.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم" فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة".
صحيح: رواه البخاري في الإجارة (2262) عن أحمد بن محمد المكي، عن عمرو بن يحيي ابن سعيد القرشي، عن جده، عن أبي هريرة فذكره.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان زكريا نجارًا".
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (2379) عن هدَّاب بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة فذكره.
• عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خيرٌ له من أن يأتي رجلًا أعطاه الله من فضله فيسأله أعطاه أو منعه".
متفق عليه: رواه مالك في الصدقة (60) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه البخاري في الزكاة (1470) عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، ورواه مسلم في الزكاة (1042)
من وجه آخر عن أبي هريرة.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بينما أيوب يغتسل عريانًا خرَّ عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه، فنادى ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غني لي عن بركتك".
صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (3391) عن عبد الله بن محمد الجحفي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح".
حسن: رواه الإمام أحمد (8412، 8691) من طريقين عن محمد بن عمار كشَّاكش مؤذن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت سعيدا المقبري قال: سمع أبا هريرة فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمَّار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ المدني، المؤذن، الملقب بـ كشَّاكش -بتشديد الشين الأولى-؛ فإنه حسن الحديث. قال أحمد: ما أري به بأسا. وقال ابن المديني: لم يكن به بأسا. وقال ابن المديني: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 436)، وذكره الهيثمي في "المجمع"(3/ 61)، وقال: رجاله ثقات.
وقوله: "إذا نصح" أي إذا أخلص في عمله. ويدخل في هذا البناؤون والكتَّاب.
• عن الزبير بن العوام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحُزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خيرٌ له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه".
صحيح: رواه البخاري في الزكاة (1471) عن موسي، حدثنا وهيب، حدثنا هشام، عن أبيه، عن الزبير بن العوام، به.
• عن عائشة قالت: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عُمَّال أنفسهم، وكان يكون لهم أرواح، فقيل لهم:"لو اغتسلتم".
متفق عليه: رواه البخاري في البيوع (2071) ومسلم في الجمعة (6/ 847) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت فذكرته.
وجاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: "لقد علم قومي أن حِرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي، وشغلت بأمر المسلمين، فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال، ويحترف للمسلمين فيه".
رواه البخاري في البيوع (2070) عن إسماعيل بن عبد الله، حدثني علي بن وهب، عن أبي يونس، أخبرني عروة به.
• عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه، عن عمه، قال: كنا في مجلس.
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء، فقال له بعضنا: نراك اليوم طيب النفس. فقال: "أجل. والحمد لله" ثم أفاض القوم في ذكر الغني، فقال:"لا بأس بالغني لمن اتقى، والصحةُ لمن اتقى خير من الغنى، وطيب النفس من النعيم".
حسن: رواه ابن ماجه (2141) واللفظ له وأحمد (23158) والحاكم (2/ 3) كلهم من حديث عبد الله بن سليمان، حدثنا معاذ بن عبد الله فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن سليمان، وهو ابن أبي سلمة الأسلمي القبائي وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وفيه أيضا معاذ بن عبد الله بن خُبيب، وهو الجهني، وثّقه أبو داود، وضعَّفه الدارقطني.
وقال الحاكم: "هذا حديث مدني صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، والصحابي الذي لم يسمه سليمان بن بلال (الراوي عن عبد الله بن سليمان) هو يسار بن عبد الله الجهني". انتهي.
كذا قال! ولا يظهر لي أن يكون اسم الصحابي يسار بن عبد الله؛ فإنه لا يوجد في كتب التراجم من الصحابة من كان اسمه يسار بن عبد الله.
ووالد معاذ هو عبد الله بن خبيب وعمه صحابيان، ولكن لم أقف على اسم عمه حتى الآن.
• عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطيب الكسب؟ فقال: "عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور".
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (2161) عن أحمد (بن زهير)، عن الحسن بن عرفة قال: ثنا قدامة بن شهاب المازني، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن ابن عمر فذكره.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا قدامة، تفرد به الحسن بن عرفة".
قلت: الحسن بن عرفة حسن الحديث، وقد وثّقه ابن معين، وقال النسائي، والدارقطني: لا بأس به. وذكره ابن حبان في ثقاته (8/ 179).
وهذا الحديث ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"(2725)، وقال بعد أن عزاه للطبراني في الكبير والأوسط:"رواته ثقات".
وقوله: "بيع مبرور" أي بيع لم يخالطه إثم، ولا حلف كاذب ونحوه.
وأما ما روي عن رافع بن خديج قال: قيل يا رسول الله، أي الكسب أطيب؟ فقال:"عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور" فوقع فيه أخطاء.
رواه أحمد (17265) عن يزيد، حدثنا المسعودي، عن وائل أبي بكر، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن جده رافع بن خديج فذكره.
والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، ومن طريقه رواه الحاكم (2/ 10).
وأخطأ فيه المسعودي؛ لأنه اختلط بأخرة، فجعله موصولا. والصحيح من رواية من رواه عن وائل، عن سعيد بن عمير، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، كما قال البيهقي.
ورواه شريك، عن وائل عن جُميع بن عمير، عن خاله قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم فذكره مثله.
ورواه أحمد (15836)، والحاكم، وعنه البيهقي (5/ 263) كلهم من حديث الأسود، عن عامر قال: حدثنا شريك بإسناده، وخال جُميع بن عمير هو أبو بردة.
قال البيهقي: "هكذا رواه شريك بن عبد الله القاضي، وغلط فيه في موضعين: أحدهما في قوله: جميع بن عمير، وإنما هو سعيد بن عمير، والآخر في وصله، وإنما رواه غيره عن وائل مرسلا".
وقال في شعب الإيمان (1228) عن سعيد بن عمير مرسلا. وهذا هو المحفوظ، وأخطأ من قال: عن عمه.
قلت: وحديث سعيد بن عمير عن عمه، وهو البراء بن عازب، رواه الحاكم، وعنه البيهقي عن الأسود بن عامر، عن سفيان الثوري، عن وائل بن داود، عن سعيد بن عمير، عن عمه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
قال الحاكم: "وهذا حديث صحيح الإسناد. ووائل بن داود وابنه بكر ثقتان، وقد ذكر يحيى ابن معين أن عم سعيد بن عمير البراء بن عازب، وإذا اختلف الثوري وشريك فالحكم للثوري". انتهى كلامه.
ولا يشك أحدٌ في تقديم الثوري على شريك، ولكن اختلف على الثوري نفسه، فرواه الأسود ابن عامر عنه موصولا، وأرسله غيره عنه، كما قال البيهقي.
وقد أكَّد البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 502) بقوله: "وأسنده بعضهم وهو خطأ"(أي أن الصحيح أنه مرسل)، وكذلك قال أيضا أبو حاتم بأن الثقات الثوري وجماعته رووا عن وائل بن داود، عن سعيد بن عمير، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:"والمرسل أشبه". "العلل"(2/ 443).
وانظر للمزيد "المنة الكبرى"(5/ 7، 9).
وأما عم سعيد بن عمير فهو البراء بن عازب، كما قال يحيى. وقال غيره: هو أبو بردة بن نيار، ولا يضر هذا الاختلاف؛ فإن الصحبة ثابتة للاثنين.
وجُميع بن عمير ضعيف، قال فيه البخاري: فيه نظر. وقال ابن حبان: كان رافضيا يضع الحديث. ولكن وثّقه العجلي.
وسعيد بن عمير بن نيار -بكسر النون- لم يوثّقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ:"مقبول". أي عند المتابعة، ولم أقف على متابعة له، فهو ليِّن الحديث.
الخلاصة أن هذا الحديث لا يخلو من اضطراب في إسناده، وضعف في رجاله.
وأما قول الهيثمي في "المجمع"(4/ 60): "وفيه المسعودي، وهو ثقة، لكنه اختلط، وبقية