الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وقد سئل: يركب الرجل هديه؟ فقال: لا بأس به، قد كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يمر بالرجال يمشون فيأمرهم يركبون هديه -هدي النبيّ صلى الله عليه وسلم-، قال:"ولا تتّبعون شيئًا أفضل من سنّة نبيِّكم صلى الله عليه وسلم".
رواه الإمام أحمد (979) عن أسود بن عامر، أخبرنا إسرائيل، عن محمد بن عبيد الله، عن أبيه، عن عمّه، قال: عن علي بن أبي طالب، فذكره.
ومحمد بن عبيد الله هو محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع.
وأبوه عبيد الله بن علي بن أبي رافع.
وعمه أي عمّ عبيد الله بن علي بن أبي رافع، وهو عبيد الله بن أبي رافع كاتب عليَّ.
هكذا ذكر نسبهم الحافظ في أطراف المسند (4/ 459) نقلًا عن الخطيب.
ومحمد بن عبيد الله لا يعرف من هو! .
وأبوه عبيد الله بن علي لين الحديث، كما في "التقريب".
وعبيد الله بن أبي رافع ثقة، كما في "التقريب".
وقد ينسب محمد بن عبيد الله إلى جد أبيه ابن أبي رافع، فإن صحّ هذا فهو ضعيف، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع"(3/ 227).
13 - باب الهدي إذا عطب في الطّريق وخشي عليه الموت ماذا يفعل به
؟
• عن موسى بن سلمة الهذليّ، قال: انطلقتُ أنا وسنان بن سلمة معتمرين. قال: وانطلق سنان معه ببدنة يسوقها، فأزحفت عليه بالطريق. فعَيي بشأنها. إن هي أُبْدعت كيف يأتي بها. فقال: لئن قدمتُ البلدَ لأسْتحفينَّ عن ذلك. قال: فأضحيتُ. فلمَّا نزلنا البطحاءَ قال: انطلق إلى ابن عباس نتحدّث إليه. قال: فذكر له شأن بدنته، فقال: على الخبير سقطت، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بستَّ عشرةَ بدنةً مع رجل وأمَّره فيها. قال: فمضى ثم رجع. فقال: يا رسول الله، كيف أصنع بما أُبدع عليَّ منها؟ قال:"انْحرها، ثم اصْبَغْ نعليها في دمها، ثم اجعله على صفْحَتِها. ولا تأكلْ منها أنت ولا أحدٌ من أهل رفقتك".
صحيح: رواه مسلم في الحج (1325) من طرق عن أبي التّيَّاح الضُّبعيّ (واسمه يزيد بن حميد)، عن موسى بن سلمة، به.
• عن ذؤيب أبي قبيصة الخزاعيّ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعثُ معه بالبدن ثم يقول: "إنْ عطب منها شيء، فخشيتَ عليه موْتًا، فانحرها. ثم اغْمِس نعْلها في
دمها، ثم اضْرب به صفحتَها. ولا تطْعمها أنت ولا أحدٌ من أهل رُفقتك".
صحيح: رواه مسلم في الحج (1326) عن أبي غسّان المسْمعيّ، حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا سعيد (هو ابن أبي عروبة)، عن قتادة، عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس، أنَّ ذؤيبًا أبا قبيصة حدَّثه، فذكره.
• عن ناجية الخزاعيّ الأسلميّ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه بهدي فقال:"إن عطب منها شيء فانحره، ثم أصبغ نعله في دمه، ثم خل بينه وبين الناس".
وفي رواية: "وخل بين الناس وبينه فليأكلوه".
وفي رواية: "أغمس نعله في دمه، واضرب صفحته".
صحيح: رواه أبو داود (1762)، والترمذي (910)، وابن ماجه (3106) كلّهم من طريق هشام ابن عروة، عن أبيه، عن ناجية، فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (18942)، وصحّحه ابن خزيمة (2577)، وابن حبان (4023)، والحاكم (1/ 447).
وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وقال الترمذيّ: حديث حسن صحيح. وقال: العمل على هذا عند أهل العلم. وقالوا: في هدي التطوع إذا عطب لا يأكل هو ولا أحد من أهل رفقته، ويُخَلّي بينه وبين الناس يأكلوه. وقد أجزأ عنه، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقالوا: إن أكل منه شيئًا غرم بقدر ما أكل منه.
وقال بعض أهل العلم: إذا أكل من هدي التطوع شيئًا فقد ضمن الذي أكل" انتهى.
وقال الخطابي: "يُشبه أن يكون معناه حرم عليه ذلك وعلى أصحابه ليحسم عنهم باب التهمة".
وقوله: "عطب" كفرح أي قارب الهلاك.
وقوله: "نعله" أي قلادته.
وفي الباب ما رُوي عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ساق هديًا تطوّعًا فعطِب، فلا يأكل منه، فإنه إن أكل منه كان عليه بدله، ولكن لينحرها، ثم يغمس نعلها في دمها، ثم يضرب في جنبها، وإن كان هديًا واجبًا فليأكل إن شاء فإنه لا بد من قضائه".
رواه ابن خزيمة في صحيحه (2580)، وعنه البيهقي (5/ 344) من طريق محمد بن عبد الرحمن -وهو ابن أبي ليلى-، عن عطاء، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة، فذكره.
قال ابن خزيمة: "هذا الحديث مرسل بين أبي الخليل وأبي قتادة رجل".
قلت: ومحمد بن عبد الرحمن وهو ابن أبي ليلي سيء الحفظ.
وأبو الخليل هو عبد الله بن الخليل، ويقال: ابن أبي الخليل مجهول.
وأورده الهيثمي في "المجمع"(3/ 228) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط مرفوعًا وهو موقوف باختصار عن المرفوع، وفي إسناد الجميع محمد بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ".
وفي الباب أيضًا عن عمرو بن خارجة الثمالي، قال: سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الهدي يعطب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "انحر واصبغ نعله في دمه، واضرب به على صفحته -أو قال: جنبه- ولا تأكلنَّ منه شيئًا أنت ولا أهل رفقتك".
رواه الإمام أحمد (17667، 17668)، والطبراني في الكبير (17 / (88) كلاهما من طريق شريك، عن ليث، عن شهر، عن عمرو بن خارجة، فذكره واللفظ لأحمد، ولفظ الطبراني، نحوه.
وفيه شريك وهو ابن عبد الله النّخعيّ ضُعِّف من قبل سوء حفظه، إلا أنه توبع، فقد رواه الإمام أحمد (16609) من طريق أبي معاوية (يعني شيبان) عن ليث، عن شهر، حدثني الأنصاريّ صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأبهم ذكر الصّحابي وهو عمرو بن خارجة.
وليث هو ابن أبي سُليم وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع"(3/ 228) فقال: "رواه أحمد، والطَّبرانيّ في "الكبير" بنحوه، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة ولكنّه مدلّس".
قلت: ليث بن أبي سليم ليس بثقة ولا مدلس، بل هو متكلم فيه، فقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: لين الحديث، لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد.
ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم.
والخلاصة أنه ضُعِّف من قبل حفظه، ولم أجد من وصفه بالتدليس.
وشيخه شهر وهو ابن حوشب فيه كلام معروف.
غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت بما ينكر عليه.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن سلمة بن المحبّق -وكان قد صحب النبيّ صلى الله عليه وسلم-، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه بعث بدنتين مع رجل، وقال:"إن عُرض لهما فانحرهما، واغمس النّعل في دمائهما، ثم اضرب به صفحتيهما حتى يُعلم أنهما بدنتان". وقال: "صفحتي كل واحدة". قال: "ولا تأكل منها أنت ولا أحد من رفقتك، ودعها لمن بعدكم".
رواه الإمام أحمد (20070)، والطبراني في الكبير (6345) كلاهما من طريق ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سعوة الرّاسبيّ، عن سنان بن سلمة الهذليّ، عن أبيه سلمة، فذكره. واللفظ لأحمد، ولفظ الطبراني مختصر.
ومعاذ بن سعوة وهو الرقاشي ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 481) ولم يذكر من روى عنه غير عبد الكريم بن أبي المخارق فيكون مجهولًا عند أهل العلم بالحديث.
وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف عند جمهور علماء الجرح والتعديل. وبه أعلّه الهيثميّ في