الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حَجَّ هذا البيتَ، فلم يرْفث، ولم يفسُق رجع كما ولدَتْه أمُّه".
متفق عليه: رواه البخاري في المحصر (1819)، ومسلم في الحج (1350) كلاهما من طريق شعبة، عن منصور، عن أبي حازم -هو سلمان الأشجعيّ-، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ للبخاري.
ورواه البخاري أيضًا (1820)، ومسلم من طريق سفيان (هو الثوري)، عن منصور، به، مثله إلا أنه قال:"كيوم" بدل "كما".
قوله: "فلم يرفث" المراد بالرَّفث الجماع، ويطلق على التعريض به، وعلى الفحش في القول.
وقوله: "ولم يفسق" أي لم يأت بسيئة ولا معصية. "فتح الباري" (3/ 38
2).
23 -
المحرم يؤدّب غلامه ومن تحت يده
• عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُجَّاجًا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَزَلْنَا فَجَلَسَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي وَكَانَتْ زمَالَةُ أَبِي بَكْرٍ وَزِمَالَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاحِدَةً مَعَ غُلامٍ لَأبِي بَكْرٍ فَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ يَنْتَظِرُ أَنْ يَطْلُعَ عَلَيْهِ فَطَلَعَ وَلَيْسَ مَعَهُ بَعِيرُهُ. قَالَ: أَيْنَ بَعِيرُك؟ قَالَ: أَضَلَلْتُهُ الْبَارِحَةَ. قَال: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَعِيرٌ وَاحِدٌ تُضِلُّهُ؟ قَال: فَطَفِقَ يَضْرِبُهُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبَسَّمُ، وَيَقُول:"انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ مَا يَصْنَعُ؟ ".
قَالَ ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ فَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَنْ يَقُول: "انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ مَا يَصْنَعُ" وَيَتَبَسَّمُ.
حسن: رواه أبو داود (1818) -واللفظ له-، وابن ماجه (2933) كلاهما من حديث عبد الله ابن إدريس، أخبرنا ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، فذكرته.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (26916)، وصحّحه ابن خزيمة (2679)، والحاكم (1/ 453 - 454).
قال الحاكم: "حديث غريب صحيح على شرط مسلم".
قلت: فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن، ولكنه إمام في المغازي والسير وهذا الحديث منها؛ ولذا تحمل العلماء عنعنته فيها دون العقائد والأحكام منهم البيهقيّ فإنه أخرجه من طريقه في باب المحرم يؤدّب عبده، ولم يذكر في الباب شيئًا غيره وسكت عن محمد بن إسحاق.
وقد تابعه عيسي بن معمر، عن عبّاد بن عبد الله كما أخرجه ابن سعد في طبقاته (8/ 206) عن
محمد بن عمر، حدثني بعقوب بن يحيى بن عباد، عن عيسي بن معمر، بإسناده.
ومحمد بن عمر هو الواقدي المتهم، ولكنه إمام في المغازي والسير مثل ابن إسحاق.
والحديث إسناده حسن وإن كان محمد بن إسحاق مدلسًا وقد عنعن، ولكن لا بأس من تحسين حديثه هذا، لا سيما وقد صحّحه ابن خزيمة والحاكم، وقد توبع وإن كانت لا تنفع هذه المتابعة لأن في إسناده إليه الواقديّ، والحديث ليس في الحلال والحرام الذي يتجنب فيه من أحاديث ابن إسحاق إذا انفرد بها.
وقوله: "زِمالة" بكسر الزاي أي أدوات السّفر وآلاته مما يتعلّق به.
• * *