الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدارمي، ولم يشر إلى هذه الزيادة، فالظاهر أنه خطأ مطبعي أو وجد في بعض النسخ، والصواب كما عرفنا بدون ذكر "أبيه".
وفي معناه ما رُوي عن حرملة بن عمرو (وهو أبو عبد الرحمن) قال: "حججت حجّة الوداع مُرْدفي عمِّي سنان بن سنة، قال: فلما وقفنا بعرفات رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعًا إحدى إصبعيه على الأخرى. فقلت لعمّي: ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يقول: "ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف".
رواه الإمام أحمد (19016) عن عفّان، حدّثنا وُهيب، حدّثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيي ابن هند، أنه سمع حرملة بن عمرو يقول (فذكره).
ورواه البزّار -كشف الأستار (1131) -، والطبراني في الكبير (4/ 5)، وابن خزيمة (2874) كلّهم من طريق بشير بن المفضل، ثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند، عن والدي حرملة ابن عمرو، فذكر بإسناده مثله.
إلا بشر بن المفضل لم يسم عمّ حرملة بن عمرو، وسمّاه وهيب كما في رواية أحمد، وقد أشار إلى ذلك ابن خزيمة بأن وهيبًا سمّى حرملة بن عمرو بأنه سنان بن سنة.
ويحيي بن هند هو أبن أسماء بن جارية، ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 252) ولم يذكر من الرّواة عنه غير عبد الرحمن بن حرملة، وقال: "هكذا قاله وهيب عن ابن حرملة عن يحيى بن هند، عن أبيه (وذلك في حديث صوم عاشوراء).
وقال عبد الله بن بكر، عن حبيب بن هند، عن أبيه" انتهى.
ووقع تخليط شديد في "التعجيل" فقال: يحيي بن هند بن أسماء بن جارية، عن أبيه وجده، وعنه سنان بن سنة وعبد الرحمن بن حرملة. وثقه ابن حبان، وتعقبه الحافظ ثم بيّن ما في ثقات ابن حبان.
وقال: وقول الحسيني: روى عن سنان بن سنة لم أره في شيء من طرق الحديث في "المسند".
والخلاصة أن يحيي بن هند بن أسماء بن جارية "مجهول".
وقال الهيثمي في المجمع (3/ 258): "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات" فإنه يقصد بالثقات، ذكر ابن حبان لهم في الثقات لا غير.
107 - باب بيان أن الجمار ترمي بسبع حصيات يكبّر مع كلّ حصاة
• عن الأعمش، قال: سمعت الحجاج بن يوسف يقول -وهو يخطب على المنبر-: ألِّفوا القرآن كما ألَّفه جبريل السُّورة التي يُذكرُ فيها البقرة، والسُّورة التي يُذكر فيها النّساء، والسُّورة التي يذكر فيها آل عمران.
قال: فلقيت إبراهيم فأخبرته بقوله. فسبَّه وقال: حدّثني عبد الرحمن بن يزيد أنّه كان مع عبد الله ابن مسعود، فأتى جمرة العقبة فاستبطن الوادي، فاستعرضها، فرماها من بطن الوادي بسبع
حصيات يكبِّرُ مع كلِّ حصاة. قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنّ الناس يرمونها من فوقها؟ فقال: هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (1750)، ومسلم في الحجّ (1296: 306) كلاهما من طريق الأعمش، به، واللفظ لمسلم.
• عن جابر، قال: حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبِّر مع كلِّ حصاة منها
…
الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (1218) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر، فذكره في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأمّا ما رُوي عن قتادة قال: سمعت أبا مجلز يقول: "سألت ابن عباس عن شيء من أمر الجمار. قال: ما أدري أرماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بست أو سبع؟ ". فشاذ.
رواه أبو داود (1977)، والنسائي (3078) كلاهما من طريق خالد بن الحارث، حدّثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أبا مجلز يقول: فذكره.
ورواه الإمام أحمد (3522) من وجه آخر عن شعبة، عن قتادة، عن أبي مجلز، أنّ رجلًا أتى ابن عباس فقال: إني رميت بست أو سبع؟ قال: ما أدري أرمي رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة بست أو سبع.
وإسناده فيه شذوذ ومخالفة لما ثبت باليقين من فعل النّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه به أنهم رموا سبع حصيات، كما أنّ البيهقيّ (5/ 149) رواه من طريق حماد بن سلمة، ثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، أن رجلًا سأل ابن عمر فقال: إنّي رميت الجمرة، ولم أدر رميتُ ستًا أو سبعًا؟ قال: ائتِ ذاك الرجل -يريد عليًّا رضي الله عنه فذهب، فسأله، فقال: أما أنا لو فعلت في صلاتي لأعدت الصّلاة، فجاء فأخبره بذلك فقال: صدق أو أحسن" انتهى.
ففي هذا الأثر فتوي علي بن أبي طالب بإعادة الرمي لمن شكّ في العدد، وهو مخالف لما روي عن ابن عباس.
وفي الباب ما رُوي عن جابر قال: لا أدري بكم رمي النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ رواه الإمام أحمد (14832) عن سليمان بن حيان، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
ورواه أيضًا (15208) عن روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:"ولا أدري بكم رمي الجمرة".
وفيه مخالفة لما ثبت عن جابر بن عبد الله في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم -وقد مضى قريبًا-، وفيه:"أن النبيّ صلى الله عليه وسلم رمي بسبع حصيات" بالجزم بدون شك، واليقين مقدّم على الشّك.
وروي أيضًا عن سعد بن أبي وقاص -واسمه مالك-. قال: "رمينا الجمار - أو الجمرة في حجتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جلسنا نتذاكر، فمنا من قال: رميتُ بست، ومنا من قال: رميتُ بسبع، ومنّا