الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقبل، ولذا قال فيه ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه، وساق له الذّهبيّ في "الميزان" هذا الحديث مشعرًا بأنه من مناكيره.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة مغفورًا له". فإنه ضعيف.
رواه الطبرانيّ في الكبير (11/ 177، 200 - 201)، والبزار -كشف الأستار (1161) -، وابن خزيمة (3013) كلّهم من حديث سعيد بن سليمان، ثنا عبد الله بن المؤمل، ثنا عمر بن عبد الرحمن ابن محيص، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره.
قال البزار: "لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه".
قلت: وفيه عبد الله بن المؤمل وهو ابن هبة المخزوميّ المكيّ ضعّفه جمهور أهل العلم. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "أحاديث عبد الله بن المؤمل مناكير". وترجمه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1454) وذكر من أحاديثه ما لا يتابع عليه منها الحديث المذكور، وقال: وهذا ما أمليتُ من أحاديث ابن المؤمل كلها غير محفوظة".
وبه أعلّه أيضًا الهيثميّ في "المجمع"(3/ 293) وقال: "وفيه عبد الله بن المؤمل وثّقه ابن سعد وغيره وفيه ضعف".
145 - باب من قال: لم يصل النبيّ صلى الله عليه وسلم في الكعبة
• عن عطاء، قال: سمعت ابن عباس يقول: إنما أمرتم بالطّواف، ولم تؤمروا بدخوله. قال: لم يكن ينهى عن دخوله، ولكني سمعته يقول: أخبرني أسامة بن زيد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلّها، ولم يصل فيه حتى خرج، فلما خرج ركع في قُبل البيت ركعتين، وقال: هذه القبلة. قلت له: ما نواحيها؟ أو في زواياها؟ قال: بل في كل قبلة من البيت.
متفق عليه: رواه مسلم في الحجّ (1330) من طرق، عن محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، قال: قلت لعطاء: أسمعت ابن عباس يقول (فذكره).
ورواه البخاريّ في الصلاة (398) من وجه آخر عن ابن جريج مختصرًا.
• عن ابن عباس، قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم، أبي أن يدخل البيت، وفيه الآلهة، فأمر بها فأُخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قاتلهم الله! أما والله! قد علموا أنّهما لم يستقسما بها قطّ". فدخل البيت، فكبّر في نواحيه، ولم يصل فيه.
صحيح: رواه البخاريّ في الحج (1601) عن أبي معمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا أيوب،
حدّثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
• عن ابن عباس، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وفيها ست سواري، فقام عند سارية، فدعا ولم يصل.
صحيح: رواه مسلم في الحج (1331) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا همام، حدثنا عطاء، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه ابن حبان في صحيحه (3207) عن الحسن بن سفيان، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، بإسناده، وفيه:"فقام عند كلّ سارية ودعا ولم يصل".
همام هو ابن يحيى العَوْذيّ - بفتح العين وسكون الواو.
• عن ابن عباس، قال: إنّ الفضل بن عباس أخبره أنه دخل مع النبيّ صلى الله عليه وسلم البيت، وأنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يصل في البيت حين دخله، ولكنه لما خرج فتزل، ركع ركعتين عند باب الكعبة.
صحيح: رواه الإمام أحمد (1819) عن عبد الرزاق -وهو في مصنفه (9057) - قال: حدّثنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، أنّ ابن عباس، كان يخبر أنّ الفضل بن عباس أخبره، فذكره.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (1795، 1830)، وأبو يعلى (6733)، والطبراني في الكبير (18/ 290) كلّهم من حديث حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الكعبة فسبَّح وكبَّر، ودعا الله عز وجل واستغفر، ولم يركع ولم يسجد.
• عن ابن عباس، قال: حدثني أخي الفضل بن عباس وكان معه حين دخل البيت: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُصل في الكعبة، ولكنه لما دخلها وقع ساجدًا بين العمودين، ثم جلس يدعو.
حسن: رواه أحمد (1801)، والطّبراني (18/ 270)، وصحّحه ابن خزيمة (3007) كلّهم من حديث محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح، وعن مجاهد بن جبر، عن عبد الله بن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه مدلس إلّا أنه صرَّح.
ويجمع بين حديث بلال وبين حديث أسامة بن زيد، والفضل بن عباس بأن الزّيادة مقبولة، كما قال البخاري في كتاب الزكاة بعد إخراج حديث ابن عمر (1483): "فيما سقت السماء
…
".
وقال: "والمفسّر يقضي على المبهم إذا رواه أهل الثبت، كما روى الفضل بن عباس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في الكعبة. وقال بلال: قد صلَّى. فأخذ بقول بلال، وترك قول الفضل" انتهى قول البخاري.
وقيل: لعلّ أسامة بن زيد انشغل بالدّعاء، ولم ير النبيّ صلى الله عليه وسلم.