الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبيه، قال: رأيت عمر بن الخطّاب قبّل الحجر وسجد عليه، ثم عاد فقبّله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع.
وعمر بن هارون هو البلخيّ، متروك.
وفيه ردّ على البزّار في قوله: "لا نعلمه عن عمر إلّا بهذا الإسناد".
فإنه روي عنه أيضًا بهذا الإسناد الثاني إلا أن يقال: إنه يقصد به الإسناد الصحيح.
وروي عن ابن عباس أيضًا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل الركن ويضع خده عليه. رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف كما قال الهيثمي في "المجمع".
ومعنى السجود على الحجر الأسود هو وضع الجبهة عليه كما ورد تفسيره في بعض الآثار، استحبه الشافعي وأحمد بعد التقبيل، وكرهه مالك، فلعله لم تبلغه هذه الآثار.
35 - باب في ترك استلام الحجر الأسود عند الزّحام
• عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم: "كيف صَنَعْتَ في اسْتِلامِ الحجر؟ ". فقلتُ: اسْتَلَمْتُ وتركتُ. قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَصَبْتَ".
صحيح: رواه ابن حبان في صحيحه (3823) عن الحسين بن محمد بن أبي معشر، قال: حدّثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا بشر بن السري، حدثنا الثوري، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عوف، فذكره.
ورواه البزار (1113)، والطبراني في الصغير (650) كلاهما من وجهين آخرين عن هشام بن عروة، بإسناده، مثله.
إلا أنّ البزّار علّله بقوله: "لا نعلمه عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد، وقد رواه جماعة فلم يقولوا: عن عبد الرحمن. رواه الثوريّ عن هشام، عن أبيه، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن: إلّا أن محمد بن عمر بن هياج قد حدّثنا به فقال: حدّثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم".
قلت: اختلف على هشام في الوصل والإرسال، فرواه عنه مالك في الموطأ في الحج (118)، وعبد الرزاق في المصنف (8900) عن معمر، والبيهقي (5/ 80) عن جعفر بن عون كلّهم عن هشام ابن عروة، عن أبيه، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف:"كيف فعلت يا أبا محمد! في استلام الحجر؟ " قال: كل ذلك! استلمت وتركت. قال: "أصبت". ورجاله رجال الصحيح.
ورواه عنه الثوريّ واختلف عليه، فمرة رواه مرسلًا، وأخرى متصلًا.
وممن رواه عنه متصلًا بشر بن السريّ وهو حافظ ضابط، ومحمد بن عمر بن هياج كما قال البزار، ثم هو لم ينفرد بوصله.
فقد وصله أيضًا اثنان: عبيد الله بن عمر عند الطبراني في "الصغير"، وزهير بن معاوية عند البزار - كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: فذكر الحديث.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 262) من وجه آخر مسندًا عن القاسم بن محمد، عن ابن أبي نجيح، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه عليه السلام قال له (فذكر الحديث).
فلا وجه لتعليل الحديث بالإرسال كما قال البزّار، ثم استدركهـ بقوله:"إلّا أن محمد بن عمر ابن هياج قد حدثناه فذكره متصلًا، وفيه زيادة علم".
وقد فسّر الشافعي فعل عبد الرحمن بن عوف فقال: أحسب النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن: "أصبتَ" أنه وصف له أنه استلم في غير زحام، وترك في زحام. الأم (2/ 172).
قلت: وعمل السّلف يقوّي هذا.
فعن عطاء قال: إنه سمع ابن عباس يقول: إذا وجدتَ على الرّكن زحامًا فلا تؤذِ أحدًا، ولا تؤذ وامضِ.
رواه عبد الرزاق (8908) عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، فذكره.
وعن منبوذ بن أبي سليمان، عن أمّه أنها كانت عند عائشة أمّ المؤمنين، فدخلتْ عليها مولاة لها فقالت: يا أمّ المؤمنين! طفتُ بالبيت سبعًا، واستلمت الرّكن مرتين أو ثلاثًا! فقالت عائشة: لا أجرك الله، لا أجرك الله، تدافعين الرجال؟ ! ألا كبّرت ومررت.
رواه الشافعي في الأم (2/ 172) عن سعيد بن سالم، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن منبوذ بن أبي سليمان، فذكره.
قال البيهقيّ (5/ 81): وروينا عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يقول لهن: إذا وجدتن فرجة من الناس فاستلمن، وإلا فكبّرن وامضين.
وأما ما رُوي عن عمر بن الخطاب أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عمر؟ ! إنّك رجلٌ قويٌّ، لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضّعيف، إن وجدتَ خلوةٌ فاستلمه، وإلّا فاستقبله فهلّل وكبّر" فهو ضعيف.
روي من وجهين أحدهما مرفوعًا متصلًا.
وهو ما رواه البيهقيّ (5/ 80) عن شيخه أبي عبد الله الحافظ، ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ إملاء في مسجد رجاء بن معاوية، أنبأ علي بن عبد الله، ثنا مفضل بن صالح، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، فذكره.
ومفضل بن صالح هو الأسديّ النّخاس، قال فيه البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"منكر الحديث"، وفي "التقريب":"ضعيف" مع خلاف في سماع سعيد بن المسيب من عمر بن الخطاب.
والطريق الثاني هو ما رواه عبد الرزاق (8910)، والإمام أحمد (190) كلاهما من حديث