الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن سويد بن غفلة، قال: رأيتُ عمر قبَّل الحجَرَ والتزمَهُ، وقال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بك حفِيًّا.
صحيح: رواه مسلم في الحج (1271) من طريق وكيع، عن سفيان (هو الثوري)، عن إبراهيم ابن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، به، فذكره.
قال مسلم: وحدثنيه محمد بن المثنى، حدّثنا عبد الرحمن (هو ابن مهدي)، عن سفيان بهذا الإسناد، قال:"ولكني رأيت أبا القاسم بك حفيًّا" ولم يقل: "والتزمه".
• عن الزّبير بن عَرَبِيٍّ قَال: سَأَلَ رَجُلٌ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عَن اسْتِلامِ الْحَجَرِ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ. قَال: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتُ، أَرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ؟ قَال: اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ! رَأَيْتُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ.
صحيح: رواه البخاريّ في الحج (1611) عن مسدّد، حدثنا حماد (هو ابن زيد)، عن الزبير بن عربي، به، فذكره.
• عن قدامة بن عبد الله قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على ناقة يَسْتَلِمُ الحجر بمحجنه.
حسن: رواه أحمد (15414) وأبو يعلى (928) والطبراني في الكبير (19/ 80) وفي الأوسط (8024) كلهم من حديث محرز بن عون بن أبي عون، قال: حدثنا قُران بن تَمَّام الأسدي، حدثنا أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله، فذكره. وإسناده حسن من أجل أيمن بن نابل الحبشي المكي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
قال ابن عدي: "له أحاديث وهو لا بأس به".
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 243) بعد أن عزاه إلى هؤلاء: "رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر".
30 - باب استحباب استلام الركن اليماني ومسحه
• عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر: يَا أَبَا عبد الرحمن رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا! قَال: وَمَا هُنَّ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قَال: رَأَيْتُكَ لا تَمَسُّ مِن الأَرْكَانِ إِلا الْيَمَانِيَّيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلالَ وَلَمْ تُهْلِلْ أَنْتَ حَتَّى يَكُونَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ؟
فَقَالَ عبد الله بْنُ عُمَر: أَمَّا الأَرْكَانُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمَسُّ إِلا الْيَمَانِيَّيْنِ، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ
وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بَهَا، وَأَمَّا الإِهْلالُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُه.
متفق عليه: رواه مالك في الحج (31) عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن عبيد بن جريج، به، فذكره. ورواه البخاريّ في الوضوء (166)، ومسلم في الحج (1187) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
قوله: "إلّا اليمانيين" قال النوويّ في شرح مسلم (8/ 93): "والمراد بالركنين اليمانيين: الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود
…
ويقال لهما اليمانيان تغليبًا لأحد الاسمين
…
فاليمانيان باقيان على قواعد إبراهيم بخلاف الشاميين؛ فلهذا لم يستلما واستُلم اليمانيان
…
قال القاضي عياض: وقد اتفق أئمّة الأمصار والفقهاء اليوم على أن الركنين الشاميين لا يستلمان، وإنما كان الخلاف في ذلك العصر الأول من بعض الصّحابة وبعض التابعين، ثم ذهب".
• عن ابن عمر، قال: ما تركتُ استلام هذين الرُّكنين اليماني والحجر منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما في شدّة ولا رخاء.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (1606)، ومسلم في الحج (1268) كلاهما من طريق يحيى القطان، عن عبيد الله (هو ابن عمر)، عن نافع، عن ابن عمر. واللفظ لمسلم.
وله في رواية أخرى عن عبيد الله، عن نافع، قال: رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبَّل بده. وقال: "ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".
• عن عبد الله بن عمر أنه قال: لم أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحُ من البيت إلّا الرّكنين اليمانيين.
متفق عليه: رواه البخاري في الحج (1609) ومسلم في الحج (1267) كلاهما من حديث الليث بن سعد، عن ابن شهاب الزهريّ، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، فذكره.
• عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أن يستلم الرّكن اليمانيّ، والحجر في كلّ طواف.
حسن: رواه أبو داود (1876)، والنسائيّ (2950) وأحمد (4686) وصححه ابن خزيمة (2723) والحاكم (1/ 456) كلهم من حديث عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وقال: وكان عبد الله بن عمر يفعله.
وإسناده حسن من أجل ابن أبي رواد، فإنه حسن الحديث.
• عن عبد الله بن عباس، قال: لم أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمُ غير الرُّكنين اليمانيين.
صحيح: رواه مسلم في الحج (1269) عن أبي الطّاهر (هو أحمد بن عمرو بن سرح)، عن ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، أن قتادة بن دعامة، حدثه، أن أبا الطّفيل البكريّ حدّثه أنه سمع ابن عباس، فذكره.
• عن أبي الطّفيل، قال: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةُ لا يَمُرُّ بِرُكْنٍ إِلا اسْتَلَمَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْتَلِمُ إِلا الْحَجَرَ الأَسْوَدَ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِن الْبَيْتِ مَهْجُورًا.
صحيح: رواه الترمذيّ (858)، والإمام أحمد (3074) كلاهما من حديث عبد الرزاق -وهو في مصنفه (8944) -، عن معمر والثوريّ، عن ابن خثيم، عن أبي الطفيل، قال (فذكره). وإسناده صحيح.
وأصل هذه القصّة في صحيح البخاريّ (1608) رواها معلّقة فقال: قال محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، أنه قال:"ومن يتقي شيئًا من البيت؟ وكان معاوية يستلم الأركان. فقال له ابن عباس: إنّه لا يستلم من البيت هذان الركنان. فقال ليس شيء من البيت مهجورًا، وكان ابن الزبير يستلمهن كلّهن".
وهذا معلّق فإنّ البخاريّ لم يلق محمد بن بكر وهو البرسانيّ البصريّ المتوفى سنة (203 هـ) أو (204 هـ)، وكان عمر البخاريّ إذ ذاك عشر سنوات، وهذا من الأسانيد التي لم تصل إلينا؛ ولذا قال الحافظ في "الفتح":"لم أره من طريق محمد بن بكر" أي موصولًا. ثم قال في "تغليق التعليق"(3/ 71): "ورواه الجوزقي من حديث عثمان بن الهيثم، عن ابن جريج، به".
قلت: الجزء المرفوع من الحديث رواه مسلم أيضًا كما سبق مختصرًا بدون القصّة.
وروى شعبة هذا الحديث، فوقع في متنه قلب، وقد اعترف هو بذلك فقال: الناس يخالفونه.
وهو ما رواه أحمد (16858) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة وحجاج، قال: حدثني شعبة، قال: سمعت قتادة، يحدث عن أبي الطفيل. قال حجاج في حديثه قال: سمعت أبا الطفيل، قال: قدم معاوية وابن عباس، فطاف ابن عباس، فاستلم الأركان كلها، فقال له معاوية: إنما استلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الركنين اليمانيين. قال ابن عباس: ليس من أركانه شيء مهجور.
قال حجاج: قال شعبة: الناس يختلفون في هذا الحديث، يقولون: معاوية هو الذي قال: ليس من البيت شيء مهجور. ولكنه حفظه من قتادة هكذا.
ظاهر إسناده الصحة، ولكن وقع القلب في المتن، والخطأ ليس من شعبة، وإنما الخطأ من قتادة كما هو الظاهر من كلام شعبة، فحمله على شعبة خطأ إلا أنه كان يروي هكذا مقلوبا.
وأما قول معاوية: "ليس شيء من البيت مهجورًا".
فقال الشافعيّ: "لم يدع أحد استلامها هجرة لبيت الله، ولكنه استلم ما استلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمسك عمّا أمسك عنه". البيهقي في السّنن الكبرى (5/ 77).