الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد! ، مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعائر الحج".
حسن: رواه ابن ماجه (2923) وابن خزيمة (2628) وابن حبان (3803) والحاكم (1/ 450) كلهم من حديث سفيان، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن خلاد ابن السائب، عن زيد بن خالد الجهني، فذكره. قال الحاكم:"صحيح الإسناد".
وإسناده حسن من أجل الكلام في المطلب بن حنطب إلا أنه حسن الحديث.
وقد روي عن أبي هريرة مثله، رواه أحمد (8314) وابن خزيمة (2630) والحاكم (1/ 450) وعنه البيهقي (5/ 42) كلهم من حديث أسامة بن زيد، قال: حدثني عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: سمعت أبا هريرة، فذكره.
أخطأ فيه أسامة بن زيد الليثي، وهو وُصِفَ بالخطأ من قبل حفظه، فخالف سفيان الثوري وشعبة؛ فإنهما جعلاه من مسند زيد بن خالد الجهني، وهو الصواب، كما نص عليه الحافظ ابن حجر وغيره.
9 - باب ما جاء في فضل التلبية
• عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا".
حسن: رواه الترمذيّ (828)، وابن ماجه (2921) كلاهما من طريق إسماعيل بن عياش، حدثنا عمارة بن غزية الأنصاريّ، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
وإسماعيل بن عياش هو الحمصيّ صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلّط في غيرهم. وهنا شيخه عمارة بن غزية الأنصاريّ ليس من أهل بلده، وإنما هو مدني، ولكن لم يخلط في هذا الحديث لمتابعة عبيدة بن حميد له.
ومن طريقه رواه الترمذي، وابن خزيمة (2634)، والحاكم (1/ 451)، وعنه البيهقي (5/ 43) عن عمارة بن غزية بإسناده، مثله.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: هذا وهم منه فإن عبيدة بن حميد من رجال البخاريّ وحده غير أنه حسن الحديث.
• عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الحجّ: العَجُّ والثَّجّ". فأمّا العجّ فالتلبية، وأما الثجّ فنحر البُدن.
حسن: رواه أبو يعلى (5082) عن أبي هشام الرّفاعيّ، حدثنا أبو أسامة، حدثنا أبو حنيفة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، قال (فذكره).
وفي الإسناد أبو هشام وهو محمد بن يزيد بن محمد الرفاعي ضعّفه النسائيّ، ووثقه الدارقطنيّ
إلا أنه توبع.
فقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة بإسناده كما في "المطالب العالية"(1273). وأبو حنيفة هو النعمان بن ثابت الإمام الفقيه المشهور.
ويشهد له حديث أبي بكر الصديق أن النبيّ صلى الله عليه وسلم سئل أي الحجّ أفضل؟ قال: "العجّ والثجّ".
رواه الترمذيّ (827)، وابن ماجه (2942) وصححه ابن خزيمة (2631)، والحاكم (1/ 451) وعنه البيهقيّ (5/ 42) كلّهم من طريق محمد بن إسماعيل بن فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبي بكر الصديق، فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح".
وأعلّه الترمذيّ بالانقطاع فقال: "حديث أبي بكر حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك، عن الضّحاك بن عثمان، ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع".
قلت: ورواه البيهقيّ (5/ 42 - 43) من طريق أبي نعيم ضرار بن صرد، حدّثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن ابن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر، فذكر الحديث.
وزاد فيه "سعيد بن عبد الرحمن" فصار الإسناد متصلًا، ولكن قال الترمذيّ:"أخطأ فيه ضرار وعزاه إلى الإمام أحمد". وقال البخاريّ: "هو خطأ. قال: فقلت: قد رواه غيره عن أبي فديك أيضًا مثل روايته. فقال: لا شيء، إنما رووه عن ابن أبي فديك ولم يذكروا فيه: عن سعيد بن عبد الرحمن. ورأيته يضعف ضرار بن صرد" انتهى.
وكذلك رجّح الدارقطني في "العلل"(1/ 279 - 280) الرواية المنقطعة على المتصلة.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عمر، قال: قام رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: من الحاجُّ؟ يا رسول الله! قال: "الشعثُ التَّفل". فقام رجل آخر فقال: أيّ الحجّ أفضل؟ قال: "العجُّ والثجُّ". فقام رجل آخر فقال: ما السبيل؟ يا رسول الله! قال: "الزّاد والراحلة".
رواه الترمذيّ (2998)، وابن ماجه (2896)، والبيهقي (5/ 58) كلّهم من حديث إبراهيم بن يزيد المكيّ، عن محمد بن عباد بن جعفر المخزوميّ، عن ابن عمر، فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزيّ المكيّ، وقد تكلّم بعض أهل الحديث في إبراهيم بن يزيد من قبل حفظه".
قلت: بل إبراهيم بن يزيد الخوزيّ ضعيف جدًا، وقد رماه البعض بالكذب، وليس كما قال الترمذيّ.