الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخذ أبو طلحة بشعر أحد شقي رأسه بيده، فأخذ شعره، فجاء به إلى أمّ سليم، قال: فكانت أمُّ سليم تدوفه في طيبها.
صحيح: رواه الإمام أحمد (12483) عن حسن (هو ابن موسي)، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البنانيّ، عن أنس، فذكره.
وقوله: "تدوفه في طيبها" أي تخلطه فيه، يقال: دافه بماء يدوفه ويديفه إذا بلّه به وخلطه.
• عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلّاق يحلقه، وقد أطاف به أصحابُه، ما يريدون أن تقع شعرة إلّا في يد رجل.
صحيح: رواه الإمام أحمد (12363) عن سليمان بن حرب، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
• عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنّ أباه حدّثه: أنّه شهد النبيَّ صلى الله عليه وسلم عند المنْحر، ورجلًا من قريش، وهو يُقسم أضاحي، فلم يصبه منها شيءٌ ولا صاحبَه، فحلق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه، فأعطاه فقسم منه على رجال، وقلّم أظفاره فأعطاه صاحبه قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحنّاء والكتم - يعني شعره.
صحيح: رواه أحمد (16474، 16475)، وابن خزيمة (2931)، والحاكم (1/ 475) كلّهم من حديث أبان العطّار، قال: حدثني يحيي -يعني ابن أبي كثير-، عن أبي سلمة، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنّ أباه حدّثه، فذكره. وأبو محمد هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان.
وإسناده صحيح. وصحّحه الحاكم وقال: "على شرط الشيخين".
وهذا وهم منه فإنّ محمد بن عبد الله بن زيد من رجال مسلم وحده.
114 - باب ما جاء في دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم للمحلِّقين بالرّحمة ثلاث مرّات وللمقصِّرين مرة واحدة
• عن عبد الله بن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللهمّ! ارْحم المحلِّقين". قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟ قال: "اللهمّ! ارْحم المحلِّقين". قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟ قال: "والمقصِّرين".
متفق عليه: رواه مالك في الحجّ (184) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره. ورواه البخاريّ في الحج (1727)، ومسلم في الحج (1301: 317) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
ورواه مسلم من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، به، بلفظ:"رحم الله المحلّقين" قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟ قال: "رحم الله المحلّقين" قالوا: والمقصِّرين يا
رسول الله؟ قال: "رحم الله المحلّقين" قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟ قال: "والمقصِّرين".
وعلقه البخاريّ -عقب رواية مالك-، عن عبيد الله بن عمر، به، مختصرًا.
قال الخطّابي وغيره: إنّ من عادة العرب كانت تحبُّ توفير الشّعر والتزين به، وكان الحلق فيهم قليلًا، وربما كانوا يرونه من الشّهرة، وذي الأعاجم، ولذلك كرهوا الحلق، واقتصروا على التقصير".
وروى مالك في الحجّ (200) بإسناد صحيح عن نافع، عن ابن عمر كان إذا حلق رأسه في حجّ أو عمرة، أخذ من لحيته وشاربه.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "من غقص رأسه أو ضفر أو لبَّد، فقد وجب عليه الحِلاقُ".
رواه مالك في الحج (205) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، أنّ عمر بن الخطاب كان يقول (فذكره).
• عن عبد الله بن عمر، قال: حلق النبيُّ صلى الله عليه وسلم وطائفةٌ من أصحابه، وقصّر بعضهم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (1729) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه مسلم في الحجّ (1301) من حديث اللّيث، عن نافع، به، مثله. وزاد: قال عبد الله (ابن عمر): إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله المحلقين" مرة أو مرتين، ثم قال:"والمقصّرين".
• عن ابن عمر، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يوم الحديبيّة:"اللهمّ! اغفر للمحلّقين" فقال رجلٌ: والمقصّرين؟ فقال: "اللهمّ! اغفر للمحلّقين". فقال: والمقصِّرين؟ . قال: حتى قالها ثلاثًا، أو أربعًا، ثم قال:"وللمقصِّرين".
صحيح: رواه الإمام أحمد (4897، 6384) عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه ابن أبي شيبة (14/ 452) من وجه آخر عن ابن عمر ضمن قصة الحديبية، وفيه تصريح بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك يوم الحديبية. كما قال ذلك أيضًا في حجّة الوداع.
ولا منافاة بينهما؛ ولذا لا يحتاج إلى الإنكار في إثبات كونه قال ذلك أيضًا يوم الحديبية؛ لأنّ من أنكر ذلك أسند إلى عدم علمه به، وعدم العلم ليس بعلم كما يقال، فإنّ الصحيح الثابت الذي عليه المحقّقون أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك أولًا في الحديبية، ثم أعاده في حجّة الوداع كما جاء مصرّحًا أيضًا في حديث أمّ الحصين الأسلميّة الآتي.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ! اغفر للمحلقين". قالوا: يا رسول الله، وللمقصِّرين؟ قال:"اللهمّ! اغفر للمحلقين". قالوا: يا رسول الله،
وللمقصِّرين؟ قال: "اللهمّ! اغفر للمحلقين". قالوا: يا رسول الله، وللمقصِّرين؟ قال:"وللمقصِّرين".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (1728)، ومسلم في الحجّ (1302) كلاهما من طريق محمد ابن فضيل، حدّثنا عُمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكره. واللّفظ لمسلم.
• عن أمّ الحصين الأسلميّة، أنّها سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع دعا للمحلّقين ثلاثًا، وللمقصّرين مرّة.
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (1303) من طريق شعبة، عن يحيى بن الحصين، عن جدّته، أنّها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم (فذكرته).
• عن عبد الله بن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله المحلِّقين" قالوا: يا رسول الله! والمقصرين؟ قال: "يرحم الله المحلّقين" قالوا: يا رسول الله! والمقصرين؟ قال: "يرحم الله المحلِّقين" قالوا: يا رسول الله والمقصِّرين؟ قال: "والمقصِّرين". قالوا: فما بال المحلِّقين يا رسول الله ظاهرتَ لهم الرّحمة؟ قال: "لم يشكُّوا". قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حسن: رواه الإمام أحمد (3311)، واللّفظ له، والطّحاويّ في شرح معانيه (4057)، وابن ماجه (3045) مختصرًا، كلّهم من حديث محمد بن إسحاق، حدّثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه مدلس حسن الحديث إذا صرّح.
وقوله: "ظاهرت لهم الرحمة" أي جمعت وكررتَ لهم الرّحمة.
وقوله: "لم يشكوا" أي لم يعاملوا معاملة من يشك في جواز الّتحلّل، أي من قصّر فكأنّه شكّ في جواز التّحلل حتى اقتصر في التّحلّل على بعضه، ومن حلق فلا شكّ منه أي لم يعاملوا معاملة من يشك في أنّ الاتباع أحسن، وأمّا من قصر فقد عامله معاملة الشاك في ذلك، حيث ترك فعله صلى الله عليه وسلم. قاله السنديّ في حاشية المسند.
• عن مالك بن ربيعة، أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم! اغفر للمحلقين". قال: يقول رجل من القوم: والمقصرين؟ فقال: يا رسول الله! في الثالثة أو في الرابعة: "والمقصرين". ثم قال: وأنا يومئذ محلوق الرّأس، فما يسرني بحلق رأسي حمر النّعم أو فِطْرًا عظيمًا.
حسن: رواه الإمام أحمد (17598) من حديث أوس بن عبيد الله أبي مقاتل السّلوليّ، قال:
حدّثني بريد بن أبي مريم، عن أبيه مالك بن ربيعة، فذكره.
وفيه أوس بن عبيد الله السّلوليّ من أهل البصرة، ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 73) وهو من رجال "التّعجيل" وقد روى عنه جماعة، كما ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتّعديل.
فهو مقبول، وهو كذلك لأنه تابعه حبان بن يسار الكلابيّ، عن يزيد بن أبي مريم، أنه سمع أباه أبا مريم بذكر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه في خطبة له (فذكر الحديث).
ومن طريقه رواه الطبرانيّ في "الكبير"(9/ 275)، والأوسط كما في مجمع البحرين (1777). وحسّنه أيضًا الهيثميّ في "المجمع"(3/ 262) وعزاه إلى الأوسط وأحمد ولم يعزُ إلى "الكبير".
وحبان بن يسار الكلابي من رجال "التقريب"، قال فيه الحافظ:"صدوق اختلط".
وأبو مريم كنية مالك بن ربيعة، وله صحبة كما قال ابن معين وغيره، وقد جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فدعا له النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يبارك له في ولده، فولد له ثمانون ذكرًا كما في الإصابة (3/ 344).
وفي الباب ما روي عن أبي سعيد الخدريّ: "أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أحرم وأصحابه عام الحديبية غير عثمان وأبي قتادة، فاستغفر للمحلِّقين ثلاثًا وللمقصِّرين مرة".
رواه الإمام أحمد (11149)، وأبو يعلى (1263)، والبيهقيّ في الدلائل (4/ 51)، والطّيالسيّ (2224) كلّهم من حديث هشام، عن يحيى (وهو ابن أبي كثير)، عن أبي إبراهيم الأنصاريّ، قال: ثنا أبو سعيد الخدريّ، فذكره.
وأبو إبراهيم هو الأشهليّ المدنيّ، قال فيه أبو حاتم:"لا يدري من هو". الجرح والتعديل (9/ 332)، وبه أعله الهيثميّ في "المجمع"(3/ 262).
ولا يروى عنه غير يحيى بن أبي كثير، ولم يذكره ابن حبان في "الثقات"، ولا في "المجروحين" فهو "مجهول"، ولكن قال فيه الحافظ:"مقبول".
ورواه الطّحاويّ في شرح مشكله (1386) من طريق هارون بن إسماعيل الخزاز، عن علي بن المبارك، قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير، أنّ أبا إبراهيم حدّثه عن أبي سعيد الخدريّ:"أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حلق، وحلق أصحابه رؤوسهم غير رجلين: رجل من الأنصار، ورجل من قريش".
قال الطّحاويّ: "ولم نجد هذا التبيان في حديث أحد ممن روى هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير غير علي بن المبارك، وأمّا الأوزاعيّ فلم يذكر ذلك في حديثه هذا عن يحيي". ثم قال: "وليس علي بن المبارك بدون الأوزاعيّ" انتهى.
وعلي بن المبارك هو الهنائيّ، ثقة، وثقه أبو داود وغيره من رجال الجماعة، ولكن قوله:"ليس بدون الأوزاعيّ" ففيه نظر؛ لأنّ الأوزاعي إمام جليل وفقيه كبير، ثم كان لعلي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير كتابان: أحدهما سماع، والآخر إرسال. فحديث الكوفيين عنه فيه شيء، والرّاوي عنه هارون بن إسماعيل الخزاز من البصرة.
فقول علي بن المبارك: "غير رجلين: رجل من الأنصار، ورجل من قريش" لم يأت في خبر آخر صحيح.
وأمّا ما ذكر في مسند الإمام أحمد: عثمان وأبو قتادة فهما غير محرمين أصلا، ليسا ممن شكّ فقصر فتنبّه.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن جابر بن عبد الله يقول: حلق رسول الله يوم الحديبية، وحلق ناس كثير من أصحابه حين رأوه حلق، وأمسك آخرون. فقالوا: والله! ما طفنا بالبيت فقصروا: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله المحلِّقين". فقال رجل: والمقصّرين يا رسول الله؟ قال: "رحم الله المحلقين". فقال رجل: والمقصرين يا رسول الله؟ "يرحم الله المحلِّقين". فقال رجل: والمقصّرين يا رسول الله؟ قال: "والمقصرين".
رواه الطّحاويّ في "شرح مشكله"(1367) من طريق زمعة بن صالح، عن زياد بن سعد، عن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول (فذكره).
وزمعة بن صالح الجنديّ اليماني أبو وهب ضعيف عند جماهير أهل العلم. قال ابن حبان: "كان رجلًا صالحًا يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم حتى غلب في حديثه المناكير التي يرويها عن المشاهير""المجروحين".
وفيه بيان لمعنى الشّك.
وفي الباب ما روي أيضًا عن حُبشي بن جنادة -وكان ممن شهد حجّة الوداع- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم! اغفر للمحلّقين" قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: اللهم! اغفر للمحلّقين" قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: "اللهم! اغفر للمحلّقين" قالوا: يا رسول الله: والمقصِّرين؟ قال -في الثالثة-: "والمقصِّرين".
رواه الإمام أحمد (17507)، والطبراني في الكبير (4/ 18) كلاهما من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال (فذكره).
وأبو إسحاق مدلس ومختلط، ويقال: إنه لم يسمع من حبشي بن جنادة، ففيه انقطاع.
وفي الباب ما رُوي عن قارب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم! اغفر للمحلقين" قال رجل: والمقصرين. قال في الرابعة: "والمقصرين".
رواه الإمام أحمد (27202) عن سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن ابن قارب، عن أبيه، قال: فذكره.
ويُقَلِّلُه سفيان بيده قال سفيان: وقال في تيك كأنه يوسع يده.
وابن قارب هو عبد الله وقد حج مع أبيه، وله ولأبيه صحبة ولكن فيه انقطاع، فإن إبراهيم بن ميسرة لم يسمع منه، وإنما سمعه من ولده وهب كما في الرواية الآتية.