الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل:
في "آمِينَ" لُغَتَانِ؛ قَصْرُ الألفِ، ومَدُّهَا، مع التَّخْفِيفِ فيهما، قال الشَّاعرُ:
تَبَاعَدَ مِنِّى فُطْحُلٌ إذ دَعَوْتُهُ
…
أَمِينَ فزَادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا (14)
وأنْشدُوا في المَمْدُودِ:
يا رَبِّ لا تَسْلُبَنِّى حُبَّهَا أبَدًا
…
ويرْحَمُ اللهُ عَبْدًا قال آمِينَا (15)
ومعنَى "آمِينَ" اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لي. قالَه الحسنُ. وقيل: هو اسمٌ مِن أسْماء اللهِ عز وجل. ولا يجُوزُ التَّشْدِيدُ فيها؛ لأنَّه [يُحِيلُ معناها](16)، فيَجْعَلُه بمعنى قاصِدين، كما قال اللهُ تعالى:{وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} (17).
فصل: ويُسْتَحَبُّ أنْ يَسْكُتَ الإِمامُ عَقِيبَ قراءةِ الفاتحَةِ سَكْتَةً يَسْتَرِيحُ فيها، ويقرأُ فيها مَن خَلْفَهُ الفاتحةَ، كَيْلَا يُنَازِعُوه فيها. وهذا مَذْهبُ الأوْزَاعِيِّ، والشَّافِعيِّ، وإسحاقَ. وكَرِهَهُ مالكٌ، وأصحابُ الرَّأْىِ. ولَنا، ما رَوَى أبو داوُد، وابنُ مَاجَه (18)، أنَّ سَمُرَةَ، حَدَّثَ، أنَّه حَفِظَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(14) البيت من الشواهد النحوية، وهو في: شرح المفصل، لابن يعيش 4/ 34، واللسان (أم ن) 13/ 27، وشذور الذهب 117، 118، وشرح الأشموني على الألفية 3/ 197.
(15)
البيت أيضًا من الشواهد النحوية، وعجزه في أمالى ابن الشجرى 1/ 259، 375، وشرح الأشموني 3/ 197، وهو في: شرح المفصل، لابن يعيش 4/ 34، واللسان (أم ن) 13/ 27، وشذور الذهب 116. ونسبه صاحب اللسان إلى عمر بن أبي ربيعة، وليس في ديوانه، ونبه على ذلك الشيخ محيى الدين عبد الحميد في حاشية شرح شذور الذهب، وذكر أن قوما نسبوه إلى قيس بن الملوح المعروف بمجنون ليلى. وهو في ديوانه 283، وانظر تخريجه في حاشية صفحة 282، وفى بعض مصادر التخريج هذه أنه ليزيد بن سلمة بن سمرة المعروف بابن الطثرية.
(16)
في الأصل: "يحل بمعناها"، ولعله:"يخل".
(17)
سورة المائدة 2.
(18)
أخرجه أبو داود، في: باب السكتة عند الافتتاح، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود 1/ 179. وابن ماجه في: باب في سكتتى الإِمام، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه 1/ 275. كما أخرجه الترمذي، في: باب ما جاء في السكتتين في الصلاة، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى 2/ 51، 52. والدارمى، في: باب في السكتتين، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي 1/ 283. والإمام أحمد، في: المسند 5/ 7، 11، 15، 20، 21، 23.