الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل لأبي عبدِ اللهِ: رَجُلٌ ابْتَدَأَ يُصَلِّى تَطوُّعًا، ثم بَدَا له، فَجَعَلَ تلك الرَّكْعَة وِتْرًا؟ فقال: لا، كَيْفَ يكونُ هذا؟ قد قَلَبَ نِيَّتَهُ. قيل له: أيَبْتَدِىُّ الوِتْرَ؟ قال: نعم. وقال أبو عبدِ اللهِ: إذا قَنَتَ قبل الرُّكُوعِ كَبَّرَ، ثم أخَذَ في القُنُوتِ. وقد رُوِىَ عن عمرَ رَضِىَ اللهُ عنه، أنَّه كان إذا فَرَغَ من القِرَاءَةِ كَبَّرَ، ثم قَنَتَ، ثم كَبَّرَ حَين يَرْكَعُ. وَرُوِىَ ذلك عن عليٍّ، وابْنِ مسعودٍ، والْبَراءِ، وهو قولُ الثَّوْرِىّ. ولا نَعْلَمُ فيه خِلَافًا.
فصل:
يُسْتَحَبُّ أن يقولَ بعد وِتْرِهِ: سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ. ثَلَاثًا، ويَمُدُّ صَوْتَه بها في الثَّالِثَةِ؛ لما رَوَى أُبَىُّ بنُ كَعْبٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ من الوِتْرِ قال: "سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ". هكذا رَوَاه أبو دَاوُدَ (76). وروَى عبدُ الرحمنِ بن أبْزَى قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وإذا أرادَ أن يَنْصَرِفَ من الوِتْرِ قال:"سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثم يَرْفَعُ صَوْتَه بها في الثَّالِثَةِ. أخْرَجَه الإِمامُ أحمدُ في "المُسْنَدِ"(77).
247 - مسألة؛ قال: (وقِيامُ شَهْرِ رَمَضَانَ عِشْرُونَ رَكْعَةً. يَعْنِى صَلَاةَ التَّرَاوِيحِ)
وهى سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وأوَّلُ مَن سَنَّها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال أبو هُرَيْرَةَ: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرَغِّبُ في قِيَامِ رمضانَ، من غيرِ أنْ يَأمُرَهُم فيه بِعَزِيمةٍ، فيقول:"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". وقالتْ عائشةُ:
(76) في: باب في الدعاء بعد الوتر، من كتاب الوتر. سنن أبي داود 1/ 331.
(77)
المسند 3/ 406. كما أخرجه النسائي، في: باب التسبيح بعد الفراغ من الوتر، من كتاب قيام الليل. المجتبى 3/ 208.
صَلَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم في المَسْجِدِ ذاتَ لَيْلَةٍ، فصَلَّى بصَلَاتِه نَاسٌ، ثم صَلَّى من القَابِلَةِ، وكَثُرَ الناسُ، ثم اجْتَمَعُوا من اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أو الرَّابِعَةِ، فلم يَخْرُجْ إليهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمَّا أصْبَحَ، قال:"قَدْ رَأيْتُ الَّذِى صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِى مِنَ الخُرُوجِ إليكُمْ إلَّا أنِّى خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ (1) عَلَيْكُمْ" قال: وذلك في رمضانَ. رَوَاهُما مُسْلِمٌ (2). وعن أبي ذَرٍّ، قال: صُمْنَا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمضانَ، فلم يَقُمْ بنا شَيْئا من الشَّهْرِ، حتى بَقِىَ سَبْعٌ. [فقامَ بنا حتى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فلما كانت السَّادِسَةُ لم يَقُمْ بِنَا](3)، فلما كانت الخَامِسَةُ قامَ بِنَا حتى ذَهَبَ شَطْرُ
(1) في م: "تفترض".
(2)
الأول أخرجه البخاري، في: باب تطوع قيام رمضان من الإِيمان، من كتاب الإِيمان، وفى: باب من صام رمضان. . . إلخ، من كتاب الصوم، وفى: باب فضل من قام رمضان، من كتاب التراويح، وفى: باب فضل ليلة القدر، من كتاب ليلة القدر. صحيح البخاري 1/ 16، 3/ 33، 58، 59. ومسلم، في: باب الترغيب في قيام رمضان، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم 1/ 523. وأبو داود، في: باب في قيام شهر رمضان، من كتاب رمضان. سنن أبي داود 1/ 316. والترمذي، في: باب ما جاء في فضل شهر رمضان، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى 3/ 196. والنسائي، في: باب ثواب من قام رمضان إيمانا واحتسابا، من كتاب قيام الليل، وفى: باب ثواب من قام رمضان إيمانا واحتسابا، وباب ذكر اختلاف يحيى بن أبى كثير والنضر بن شيبان فيه، من كتاب الصيام، وفى: باب قيام رمضان، وباب قيام ليلة القدر، من كتاب الإيمان. المجتبى 3/ 164، 4/ 129، 131، 8/ 103. وابن ماجه، في: باب ما جاء في قيام شهر رمضان، من كتاب إقامة الصلاة، وفى: باب ما جاء في فضل شهر رمضان، من كتاب الصيام. سنن ابن ماجه 1/ 420، 526. والدارمى، في: باب في فضل قيام شهر رمضان، من كتاب الصوم. سنن الدارمي 2/ 26. والإمام مالك، في: باب الترغيب في الصلاة في رمضان، من كتاب رمضان. الموطأ 1/ 113. والإمام أحمد، في: المسند 2/ 281، 289، 408، 423، 473، 486، 529.
والثانى أخرجه مسلم، في: باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم 1/ 524. كما أخرجه البخاري، في: باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل، من كتاب التهجد. صحيح البخاري 2/ 63. وأبو داود، في: باب في قيام شهر رمضان، من كتاب رمضان. سنن أبي داود 1/ 316. والنسائي، في: باب قيام شهر رمضان، من كتاب قيام الليل. المجتبى 3/ 164، والإِمام مالك، في: باب الترغيب في الصلاة في رمضان، من كتاب رمضان. الموطأ 1/ 113. والإمام أحمد، في: المسند 6/ 169، 177.
(3)
سقط من: أ.
اللَّيْلِ. فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، لو نَفَلْتَنَا قِيَامَ هذه اللَّيْلَة؟ قال (4): فقال: "إنَّ الرَّجُلَ إذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ". قال: فلما كانت الرَّابِعَةُ لم يَقُمْ، فلما كانت الثَّالِثَةُ جَمَعَ أهْلَهُ ونِسَاءَهُ والنَّاسَ، فقام بِنَا حتى خَشِينَا أن يَفُوتَنا الفَلَاحُ. قال: قلتُ: وما الفَلَاحُ؟ قال: السَّحُورُ. ثم لم يَقُمْ بِنَا بَقِيَّةَ الشَّهْر. رَوَاهُ أبو دَاوُدَ، والأثْرَمُ، وابْنُ مَاجَه (5). وعن أبي هُرَيْرَةَ، قال: خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإذا النَّاسُ في رَمَضَانَ يُصَلُّونَ في ناحِيَةِ المَسْجِدِ. فقال: "مَا هؤُلَاءِ؟ " فقيل: هؤلاءِ نَاسٌ ليس معهم قُرْآنٌ، وأُبَىُّ بن كَعْبٍ يُصَلِّى بهم، وهم يُصَلُّونَ بِصَلَاتِه. فقال النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"أصَابُوا، ونِعْمَ مَا صنَعْوا". رَوَاهُ أبو دَاوُدَ (6). وقال: رَوَاهُ مُسْلِمُ بن خالدٍ، وهو ضَعِيفٌ. ونُسِبَت التَّرَاوِيحُ إلى عمرَ [ابن الخَطَّابِ، رَضِىَ اللهُ عنه](7)، لأنَّه جَمَعَ النّاسَ عَلى أُبَىّ بن كَعْبٍ، فكان يُصَلِّيها بهم، فرَوَى عبدُ الرحمنِ بن عبدٍ القَارِئُ، قال: خَرَجْتُ مع [عمرَ بن الخَطَّابِ](8) لَيْلَةً في رمضانَ، فإذا النَّاسُ أوْزَاعٌ (9) مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّى الرَّجُلُ لِنَفْسِه، ويُصَلِّى الرَّجُلُ فيُصَلِّى بِصَلَاتِه الرَّهْطُ، فقال عمرُ: إني أرى لو جَمَعْتُ هؤلاءِ على قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ. ثم عَزَمَ فَجمَعَهُم على أُبَىِّ بنِ كَعْبٍ، قال: ثم خَرَجْتُ معه لَيْلَةً أُخْرَى والنّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ. فقال: نِعْمَتِ البِدْعَةُ هذه، والتى يَنَامُونَ عنها أفْضَلُ من التي يَقُومُونَ. يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وكان النّاسُ يَقُومُونَ
(4) سقط من الأصل.
(5)
أخرجه أبو داود، في: باب في قيام شهر رمضان، من كتاب رمضان. سنن أبي داود 1/ 317. وابن ماجه، في: باب ما جاء في قيام شهر رمضان، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه 1/ 420، 421.
(6)
في الباب السابق، والموضع السابق.
(7)
سقط من: الأصل.
(8)
سقط من: الأصل، أ.
(9)
أوزاع: جماعات.