الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
244 - مسألة؛ قال: (والِوَتْرُ رَكْعَةٌ)
نَصَّ على هذا أحمدُ رحمه الله. فقال: إنَّا نَذْهَبُ في الوِتْرِ إلى رَكْعَةٍ، وممَّن رُوِىَ عنه ذلك: عثمانُ بنُ عفانَ، وسعدُ بن أبي وَقَّاصٍ، وزيدُ بن ثابِتٍ، وابنُ عَبَّاسٍ، وابنُ عمرَ، وابنُ الزُّبَيْرِ، وأبو موسى، ومُعاويةُ، وعائشةُ، رَضِىَ اللَّه عنهم، وفَعَلَ ذلك مُعَاذٌ القارِئُ (1)، ومعه رِجَالٌ من أصْحَابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لا يُنْكِرُ ذلك منهم أحَدٌ، وقال ابنُ عمرَ: الوِتْرُ رَكْعَةٌ، كان ذلك وِتْرَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأبى بكرٍ، وعمرَ. وبهذا قال سعيدُ بن المُسَيَّبِ، وعَطَاءٌ، ومالِكٌ، والأوْزَاعِىُّ، والشَّافِعِىُّ، وإسْحاقُ، وأبو ثَوْرٍ. وقال هَؤُلَاءِ: يُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ ثم يُسَلِّمُ، ثم يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ. وقد رُوِىَ عن ابْنِ عمرَ، وابنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الوِتْرُ رَكْعَةٌ من آخِرِ اللَّيْلِ"(2). وقالتْ عائشةُ: كانتْ صَلَاةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من اللَّيْلِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ، ويُوتِرُ بِسَجْدَةٍ. وفى لَفْظٍ: كان يُصَلِّى باللَّيْلِ إحْدَى عَشرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بَواحِدَةٍ. وقال النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فأوْتِرْ بوَاحِدَةٍ". أَخْرَجَهُنَّ مُسْلِمٌ (3).
فصل:
قوله: "الوِتْرُ رَكْعَةٌ" يَحْتَمِلُ أنه أرَادَ: جَمِيعُ الوِتْرِ رَكْعَةٌ، وما يُصَلَّى قَبْلَه
(1) أبو الحارث معاذ بن الحارث الأنصاري المدنى، المعروف بالقارى، توفى بالحرة سنة ثلاث وستين، عن تسع وستين سنة. غاية النهاية 2/ 301، 302.
(2)
أخرجه مسلم، في: باب صلاة الليل مثنى مثنى، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم 1/ 518. وأبو داود، في: باب كم الوتر، من كتاب الوتر. سنن أبي داود 1/ 328. والنسائي، في: باب كم الوتر، من كتاب قيام الليل. المجتبى 3/ 191. والإِمام أحمد، في: المسند 2/ 33، 43، 45، 49، 51، 54، 81، 83، 100، 154.
(3)
الأول أخرجه مسلم، في: باب صلاة الليل. . . إلخ، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم 1/ 510. كما أخرجه أبو داود، في: باب في صلاة الليل، من كتاب التطوع. سنن أبي داود 1/ 307. والإِمام أحمد، في: المسند 6/ 165.
والثانى أخرجه مسلم، في: باب صلاة الليل. . . إلخ، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم 2/ 508. كما أخرجه أبو داود، في الموضع السابق. والثالث تقدم في صفحة 443.