الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّسْبِيحُ التَّامُّ سَبْعٌ، والوَسَطُ خَمْسٌ، وأدْنَاه ثَلَاثٌ. وقال القاضي: الكاملُ في التَّسْبِيحِ، إنْ كانَ مُنْفَرِدًا، ما لا يُخْرِجُه إلى السَّهوِ، وفي حَقِّ الإِمَامِ ما لا يَشُقُّ على المَأْمُومِينَ، ويَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ الكَمَالُ عشرَ تَسْبِيحَاتٍ؛ لأَنَّ أَنَسًا رَوَى، أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّى كصلَاةِ عمر بنِ عبد العزيز. فَحَزَرُوا (4) ذلكَ بعَشْرِ تَسْبِيحَاتٍ (5). وقال بعضُ أصحابنا: الكَمَالُ أنْ يُسَبِّحَ مِثْلَ قِيَامِه؛ لِأنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قد رَوَى عنهُ البَراءُ قال: قد رَمَقْتُ محمدًا صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلِّى، فوجَدْتُ قِيَامَه، فرَكْعَتَه، فَاعْتِدَالَه بعدَ رُكُوعِهِ، فسَجْدَتَه، فَجَلْسَتَه ما بينَ السَّجْدتَيْنِ، فَسَجْدَتَه، فجَلْسَتَه مَا بين التَّسْلِيمِ والانْصِرَافِ قَرِيبًا مِن السَّوَاءِ. مُتَّفَقٌ عليه (6)، إلَّا أنَّ البخارِىَّ قال: ما خَلَا القِيَامَ والقُعُودَ قَرِيبًا مِن السَّوَاءِ.
فصل:
وإنْ قال: سُبْحَانَ رَبِّىَ العَظِيمُ وبحَمْدِه. فلا بَأْسَ، فإنَّ أحمدَ بنَ نَصْرٍ (7) رَوَى عن أحمدَ، أنَّه سُئِلَ عن تَسْبِيحِ الرُّكُوعِ والسُّجُودِ، سُبْحَانَ رَبِّىَ العَظِيمُ، أعْجَبُ إليكَ، أو سُبْحَانَ رَبِّىَ العَظِمُ وبِحَمْدِهِ؟ فقال: قد جاء هذا وجاء هذا، وما أدْفَعُ منه شيئًا. وقال أيضًا: إنْ قال: "وَبِحَمْدِهِ". في الرُّكُوعِ والسُّجُودِ، أرْجُو أنْ لا يكونَ به بَأْسٌ؛ وذلك لأنَّ حُذَيْفَةَ (8) رَوَى في
(4) حزروا: قَدَّروا وخمَّنوا.
(5)
أخرجه أبو داود، في: باب مقدار الركوع والسجود، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود 1/ 205. والنسائي، في: باب عدد التسبيح في السجود، من كتاب التطبيق. المجتبى 2/ 187. والإِمام أحمد، في: المسند 3/ 163.
(6)
أخرجه البخاري، في: باب حد إتمام الركوع والاعتدال فيه والطمأنينة، من كتاب الأذان. صحيح البخاري 1/ 200. ومسلم، في: باب اعتدال أركان الصلاة وتخفيفها في تمام، من كتاب الصلاة. صحيح مسلم 1/ 343. كما أخرجه أبو داود، في: باب طول القيام من الركوع وبين السجدتين، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود 1/ 196. والنسائي، في: باب جلسة الإمام بين التسليم والانصراف، من كتاب السهو. المجتبى 3/ 56. والدارمى، في: باب قدر كم كان يمكث النبي بعدما يرفع رأسه، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي 1/ 307. والإِمام أحمد، في: المسند 4/ 294.
(7)
أبو حامد أحمد بن نصر الخفاف. ذكره أبو بكر الخلال، فقال: كان عنده جزء فيه مسائل حسان، أغرب فيها. انظر: طبقات الحنابلة 1/ 82.
(8)
تقدم تخريج حديث حذيفة في صفحة 168، وبزيادة "وبحمده" أخرجه أبو داود، عن عقبة بن عامر، =