الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَذَابَ السَّمُومِ} (19). قالتْ: مُنَّ عَلَيْنَا، وقِنَا عَذَابَ السَّمُومِ (20). وعن جُبَيْر بن نُفَيْرٍ (21)، أنَّهُ سَمِعَ أبَا الدَّرْدَاءِ، وهو يقولُ في آخِرِ صلاتِهِ، وقد فَرَغَ مِن التَّشهُّدِ: أعُوذُ باللهِ مِن النِّفَاقِ. ولأَنَّهُ دُعَاءٌ يَتَقَرَّبُ به إلى اللهِ تعالى، فأَشْبَهَ الدُّعَاءَ المَأْثُورَ.
فصل:
وهل يَجُوزُ أنْ يَدْعُوَ لإِنْسانٍ بِعَيْنِهِ في صلاتِهِ؟ على رِوَايَتَيْنِ: إحْدَاهما يجوزُ. قال المَيْمُونِىُّ: سَمِعْتُ أبا عبدِ اللَّه يقولُ لابْنِ الشَّافِعىِّ (22): أنا أدْعُو لقومٍ مُنْذُ سِنِينَ في صَلاتِى؛ أبوك أحَدُهم. وقد رُوِىَ ذلك عن عَلِىٍّ، وأبى الدَّرْدَاءِ، واخْتَارَهُ ابْنُ المُنْذِرِ؛ لقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في قُنوتِه:"اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، وعَيَّاشَ بنَ أبى رَبيعَةَ، وسَلَمةَ بنَ هِشَامٍ، والمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ"(23). ولأنَّه دُعاءٌ لبعضِ المُؤمنين. فأشْبَهَ ما لو قال: "رَبّ اغْفِرْ لِى وَلِوَالِدَىَّ". والأُخْرَى
(19) سورة الطور 27.
(20)
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 120، وأخرجه عن عبد الرازق وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان.
(21)
أبو عبد الرحمن جبير بن نفير بن مالك الحضرمى الحمصى، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جاهليا أسلم في خلافة أبى بكر، وهو ثقة، من كبار تابعى أهل الشام، عاش إلى سنة بضع وثمانين. تهذيب التهذيب 2/ 64، 65.
(22)
أبو عثمان محمد بن محمد بن إدريس، الشافعي القاضي، المتوفى بالجزيرة بعد سنة أربعين ومائتين. طبقات الشافعية الكبرى 2/ 71 - 74. والخبر في ترجمته فيها.
(23)
أخرجه البخاري، في: باب يهوى بالتكبير حين يسجد، من كاب الأذان، وفى: باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، من كتاب الاستسقاء، وفى: باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، من كتاب الجهاد، وفى: باب قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} ، من كتاب الأنبياء، وفي: باب ليس لك من الأمر شيء، من كتاب التفسير، وفى: باب تسمية الوليد، من كتاب الأدب، وفى: باب الدعاء على المشركين، من كتاب الدعوات. وفى كتاب الإكراه (في الترجمة). صحيح البخاري 1/ 203، 2/ 33، 4/ 53، 182، 6/ 48، 8/ 54، 55، 104، 9/ 25. ومسلم، في: باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة، من كتاب المساجد. صحيح مسلم 1/ 466 - 468. والنسائي، في: باب القنوت في صلاة الصبح، من كتاب التطبيق. المجتبى 2/ 158. وابن ماجه، في: باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه 1/ 394. والدارمى، في: باب القنوت بعد الركوع، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي 1/ 374. والإمام أحمد، في: المسند 2/ 239، 255، 271، 396، 418، 470، 502، 521.