الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
39 - باب في الرجل يموتُ بسلاحِه
2538 -
حدَّثنا أحمدُ بن صالح، حدَّثنا عبدُ اللهِ بن وَهْب، أخبرني يونسُ، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبدُ الرحمنِ وعبدُ الله بن كَعْبِ بن مالكٍ -قال أبو داودَ: قالَ أحمدُ: كذا قال هو، يعني ابنَ وهبٍ، وعَنْبَسةُ، يعني ابنَ خالدٍ، جميعاً عن يونسُ، قال أحمدُ: والصوابُ عبدُ الرحمن بنُ عبد الله-
أن سلمةَ بن الأكوعِ قال: لما كان يومُ خيبرَ قاتلَ أخي قتالاً شديداً، فارتَدَّ عليه سيفُه فقتلَه، فقال أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وشَكُّوا فيه: رجلٌ مات بسلاحِه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ماتَ جَاهداً مُجاهداً ".
قال ابنُ شهابٍ: ثم سألتُ ابناً لسلمةَ بن الأكوعِ فحدَّثني عن أبيه بمثل ذلك، غيرَ أَنه قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذَبُوا ماتَ جَاهداً مُجاهداً، فله أَجرُه مرتين"
(1)
.
= وأخرج ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 3/ 95 عن الحصين بن عبد الرحمن ابن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عن أبي هريرة قال: كان يقول -يعني أباهريرة-: حدِّثوني عن رجل دخل الجنة لم يصلّ قط، فإذا لم يعرفه الناس، سألوه: من هو؟ فيقول: أُصيرِم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وَقْش. وحسّن إسناده الحافظ في "الإصابة" 4/ 609.
وفي ذلك ردٌّ على الدارقطني إذ قال بأن حماد بن سلمة قد تفرد به كما نقله المنذري في "اختصار السنن". أفاده الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه.
(1)
إسناداه صحيحان. إلا أن ابنَ وهب قد وهم في قوله: عبد الرحمن وعبد الله ابن كعب بن مالك كما قال أحمد بن صالح -وهو المصري الحافظ- هنا، وكما قال النسائي في "الكبرى" بإثر رواية الحديث (10291)، والصحيح ما جاء في غير رواية ابن وهب: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وابن سلمة الوارد في الإسناد الثاني هو إياس كما سيأتي في رواية مسلم الآتي ذكرها.
2539 -
حدَّثنا هِشامُ بن خالدٍ الدمشقيُّ، حدَّثنا الوليدُ، عن معاويةَ بن أبي سلام، عن أبيه، عن جده أبي سلاَّم
عن رجلٍ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: أَغَرْنا على حيٍّ من جُهينةَ، فطلبَ رجل من المسلمين رجلاً منهم، فضربَه فأخطأَه، وأَصابَ نفسَه
= وأخرجه النسائي في "المجتبى"(3150)، وفي "الكبرى"(4343) و (10291) من طريق عمرو بن سوَّاد، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وهو في "صحيح ابن حبان"(3196) من طريق حرملة بن يحيى التجيبي، عن عبد الله بن وهب.
وأخرجه مسلم (1802) عن أبي الطاهر بن السَّرْح المصري، عن عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، عن عبد الرحمن -ونسبه غير ابن وهب، فقال: ابن عبد الله بن كعب بن مالك- عن سلمة بن الأكوع.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10292) من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر المصري، عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن سلمة بن الأكوع. فنسب عبد الرحمن هنا إلى جده كعب.
وأخرجه بنحوه البخاري (4196) و (6148)، ومسلم (1802) من طريق يزيد ابن أبي عُبيد مولى سلمة بن الأكوع، ومسلم (1807) من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع، كلاهما، عن سلمة بن الأكوع.
وقد جاء عند البخاري ومسلم في رواية يزيد بن أبي عُبيد هذه: أن عامر بن الأكوع عم سلمة بن عمرو بن الأكوع - جرى له ذلك، من رجوع سيفه فقتله، وقال الناس فيه ما قالوا. وردّه صلى الله عليه وسلم بما ردّ. قال المنذري في "تهذيب السنن" 3/ 383: الظاهر أنهما قضيتان، وأن المنكرين على الثاني منهما غير الأولين، إذ لا يقول أحدٌ من الأولين ذلك بعدما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابه الأول.
قال: وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أن لسلمة بن الأكوع أخوين، أحدهما عامر، والآخر أُهبان. وذكر أبو القاسم البغوي أن عامراً أخا سلمة صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى محمد بن سعد في "الطبقات الكبرى" أن أهبان بن الأكوع أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.