الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
113 - باب في الرجلُ يستأسِر
2660 -
حدَّثنا موسى بن إسماعيلَ، حدَّثنا إبراهيمُ -يعني ابنَ سعدٍ- أخبرنا ابنُ شهابٍ، أخبرني عَمرو بن جَارِيةَ الثقفي -حليفُ بني زُهرةَ-
عن أبي هريرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عشرةً عيناً وأمّر عليهم عاصمَ بن ثابتٍ، فنَفَروا لهم هُذيلٌ بقريبٍ من مئةِ رجلٍ رامٍ، فلما أحسَّ بهم عاصمٌ لجؤوا إلى قَرْدَدٍ، فقالوا لهم: انزِلُوا فأعطُوا بأيديكم ولكم العهدُ والميثاقُ، أن لا نقتلَ منكم أحداً، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزِلُ في ذمَّة كافرٍ، فرَمَوهُم بالنَّبْل، فقتلوا عاصماً في سبعةِ نفرٍ، ونَزل إليهم ثلائةُ نفرٍ على العهدِ والميثاق، منهم خُبَيبٌ وزيدُ بن الدَّثِنَة ورجلٌ آخرُ، فلمَّا استمكَنُوا منهم أطلقوا أوتار قِسِيِّهم فربطُوهم
= وأخرجه النسائي (2558) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(23747)، و"صحيح ابن حبان"(295).
ويشهد له حديث عقبة بن عامر الجهني عند أحمد (17398)، وعبد الرزاق (19522)، وابن خزيمة (2478)، والطبراني في "الكبير" 17/ (939)، والخطيب في "تاريخه" 12/ 380 - 381، والبغوي في "شرح السنة"(2641)، لكنه لم يذكر فيه المخيلة في القتال. وهو حسن في الشواهد.
ويشهد للخيلاء في الحرب والقتال قوله صلى الله عليه وسلم لأبي دجانة في غزوة أحد وقد كان يتبختر في مشيته: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن" أخرجه ابن إسحاق في "سيرته " كما في "السيرة النبوية" لابن هشام، ومن طريقه الطبري في"تاريخه" 2/ 63 و 63 - 64، والأثير في "أسد الغابة" في ترجمة أبي دجانة.
قال الخطابي: معنى الاختيال في الصدقة: أن يَهُزَّه أريحية السخاء، فيعطيها طيبة نفسه بها، من غير مَنٍّ ولا تصريد [أي: تعاظم على الفقير] واختيال الحرب، أن يتقدم فيها بنشاط نفسٍ، وقوة جَنان، ولا يكبَعُ [من الكبوع، وهو الذل والخضوع] ولا يجبُن.
بها، قالَ الرجلُ الثالثُ: هذا أولُ الغَدْرِ، واللهِ لا أصحبُكم، إن لي بهؤلاء لأسوةَ، فجرُّوه، فأبى أن يصحبَهم، فقتَلوه، فلبِثَ خبيبٌ أسيراً حتى أجمعوا قتلَه، فاستعار مُوسى يَستحِدُّ بها، فلما خرجوا به ليقتُلوه، قال لهم خُبيبٌ: دعوني أركعْ ركعتَين، ثم قال: واللهِ لولا أن تحسَبُوا ما بي جَزَعاً لزِدْتُ
(1)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه بأطول مما هاهنا البخاري (3989) عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، و (4086) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، به.
وهو في "مسند أحمد"(7928)، و"صحيح ابن حبان" (7039). وانظر ما بعده. قال الخطابي:"القردد" رابية مشرفة على وَهْدة. فال الشاعر:
متى ما تزُزنا آخر الدهر تلقنا
…
بقرقرةٍ ملساءَ ليست بقَردَدِ
وقوله: "يستحد بها" أي: يحلق شعر - عانته. والاستحداد: مأخوذ من الحديد.
وفيه من العلم: أن المسلم يجالد العدو إذا أُرهِق، ولا يستأسر له ما قدر على الامتناع منه.
وإنما استحد خبيب خوفاً أن تظهر عورته إذا صلبوه، ثم إنه من السنة، فاستعمله متجهزاً للموت.
وقال المنذري: خُبيب، بضم الخاء المعجمة، وفح الباء الموحدة، وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها باء موحدة.
والدثنة: بفتح الدال المهملة، وكسر الثاء المثلثة، وفح النون، وبعدها تاء تأنيث.
ويقال: الدَّثنة بفتح الدال وسكون الثاء.
قال: وخبيب: هو ابنُ عدي الأنصاري الأوسى، وابن الدثنة، هو أنصاري بياضي. وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح -بالقاف والحاء المهملة- أنصاري، شهد بدراً، وهو الذي حمته دَبَر النحل من المشركين، كنيته أبو سليمان.
وكان ذلك يوم الرجيع سنة ثلاث من الهجرة.